جدول المحتويات
المنتخب الذي حافظ علي شباكه نظيفة طيلة الوقت الأصلي في الشوط الأول، تعرض لهدف في الدقيقة القاتلة بعد تمديد الوقت الضائع لخمس دقائق، وإصابة الحارس سليمان، مع خطأ فادح ارتكبه الدفاع خلال الشوط الأول، وحافظ عليه في الشوط الثاني.
وقد ظهر المنتخب بتشكلة مقبولة في الهجوم من خلال الزج بالثلاثي المميز إسماعيل جاكيتا،والمهاجم بسام، ورأس الحربة اعل الشيخ ولد الفلاني، رغم أن مركز بسام في شبيبة القبائل، كان يجب أن يأخذ بعين الاعتبار بحكم تجربته الاحترافية الأخيرة.
ولعل الأسوء هو وضع خط الوسط الذي فشل في عرقلة الكرة ولو لوقت يسير من أجل تخفيف الضغط عن الدفاع المهتز، أو مساعدة خط الهجوم الذي تعب من أجل استعادة الكرة طيلة الشوطين، مع مواجهته لخط دفاع هو الأقوي بالمغرب حاليا.
ومع تركيز المنتخب المغربي علي الظهير الأيسر برزت الحاجة ماسة لدخول اللاعب أحمدو ولد أحمدو بحكم الخبرة التي اكتسبها طيلة المعسكرات الماضية، غير أن للمدرب رأي آخر.
ويعتبر غياب محمد الأمين ولد بال أشريف عن المباراة أكبر غلطة ارتكبها المدرب بتي صال، باعتبار الرجل كان الأكثر أهمية في التشكلة بعد غياب الحسن ولد العيد، وكان بإمكانه أن يشكل إضافة كبيرة للخط المهتز بفعل مهاراته الفردية، ولياقته البدنية المقبولة باعتباره اللاعب الوحيد الذي لعب الدوري الممتاز طيلة السنتين الماضيتين كاملا.
وكان التغيير الأول التكتيكي للمدرب خاطئا إلي حد كبير، إذ كان الموقف يتطلب تقليص خط الوسط غير المتجانس، وتعزيز الهجوم بمهاجم صريح دون إخراج اعل الشيخ ولد الفلاني، الذي أدي خروجه إلي تحرر خط الدفاع المغربي لدرجة بات فيها شريكا في الهجوم، ومساعدا في تسجيل الأهداف، بينما تراجعت موريتانيا إلي الخلف بفعل القلق الذي ساور المدرب المحلي، رغم أنه لم يشفع له في الإبقاء علي النتيجة في حدود المقبول.
كما أن قائد المنتخب ظهر وهو مرتبك طيلة الشوطين بعد تغيير موقعه في قلب الدفاع، وظهرت الحاجة الماسة إلي ترميم الدفاع لإعادة التوازن إليه، وهو مالم يحدث طيلة الشوطين.
وتعتبر المباراة مهمة للمدرب الجديد من أجل اكتشاف لاعبيه، رغم أنها كانت نتيجة قاسية لم يستقبلها المنتخب الموريتاني منذ إعادة تأسيسه قبل سنتين.
وحسمت المباراة صدقية الرأي القائل بضرورة اكتتاب مدرب أجنبي للمنتخب بعد أن فشل الناخب المحلي في إعطاء صورة مقنعة للمنتخب أمام الرأي العام، بل ذكرنا بالأيام السوداء التي عاشها المنتخب الموريتاني إبان الإدارات السيئة التي كانت تتلاعب به.
وتتطلع موريتانيا إلي تعزيز حضورها الدولي من خلال لقاءات ودية وأخري رسمية، بعد مشوار الهزائم المرة التي عانت منها طيلة العقدين الماضين.