جدول المحتويات
انتهي الأمر بأسطورة الكرة الموريتانية في التسعينات داخل ثكنة للحرس الوطني بكيهيدي، وضاعت أحلامه مع آخرين رغم الجهد الذي بذلوه من أجل البلاد، وسط حالة من الإحباط عززها سوء النتائج المتحصل عليها، وضعف الاهتمام الداخلي وغياب أي أمل بالاحتراف في الخارج.
سوء حظ رافق اغلب الذين مارسوا الرياضة بموريتانيا طيلة العقود الماضية، غير أن الصورة باتت في طريقها للاضمحلال أو هكذا يأمل اللاعبون الجدد، بعد حصول البعض علي فرص واعدة ووقوف آخرين علي عتبة الاحتراف في الخارج بحثا عن التجربة والشهرة والمال الوفير.

بداية الأمل
خلال السنوات الثلاثة الأخيرة عادت أحلام الاحتراف لدي الشباب، وباتت قصص المحترفين الشغل الشاغل للاعبين المحليين، وسط بحث دائم عن أي فرصة تمنح لصاحبها مكانة بين رفاقه ممن استهوتهم الملاعب العربية أو الأوربية، كما أن تواصل اللاعبين الموريتانيين في الغرب مع رفاقهم بموريتانيا، والاحتكاك الذي تم خلال الفترة الماضية أشعل نار الغيرة والتنافس بين الجيل الكروي الجديد.
وتري الأوساط الكروية أن الفرص التي منحت للاعبين المحليين من خلال المباريات الرسمية أو الودية، والزخم الإعلامي الذي حظيت به، كانت أبرز بوابة لاحتراف الشباب.
![]()
شكلت تصفيات أمم إفريقيا للاعبين المحليين (الشان) أكثر الفرص نجاحا، لقد اعطت الفرصة الوحيدة التي منحت لنجم المنتخب مولاي أحمد الخليل (بسام) أمام السنغال أكلها، لقد تألق الفتي القادم من أدغال "تيارت" فأقنع وامتع، وأكمل المسيرة في جنوب افريقيا بأهداف ممتازة، وحضور نافس الكبار، فكانت الرحلة نقطة فارقة في تاريخه، وتاريخ أسرته، لقد بات اليوم نجم "شبيبة القبائل" اليوم، وأحد لاعبي الصفوة بالدور الجزائري.
جهد قاد هو الآخر نجم نادي الكونكورد اسماعيل جاكيتا إلي واجهة الفعل الكروي بعد أن تعاقد مع نادي حمام الأنفس التونسي، وبات بعد مشاركة فاعلة بالدوري أبرز لاعب شاب م تشكلة الكونكورد يحترف في السنوات الثلاثة الأخيرة، ويثبت أمام الجمهور التونسي أحقيته بقيادة هجوم النادي الذي يفاوض اليوم سرا وعلنا للتخلي عنه بعروض مغرية للنادي.
(1).jpg)
يميل اسماعيل جاكيتا إلي البساطة ، ويزيد من مستواه الكروي بشكل مضطرد، لقد بات أحد رموز المنتخب الوطني، وبات أيقونة الملاعب في السبخة والميناء، وقريبا ربما يلتحق به نجم فريقه الأول "ماما أنياس" الذي اظهر قدرة فائقة علي خلافة الجناح الطائر بعد رحيله.
لم تتوقف مسيرة شباب الكونكورد خلال السنوات الأخيرة، فقد كانت البطولة الودية في اسبانيا (كوتيف) أفضل فرصة للنادي، لقد تعلق نادي "ليفانتي" باثنين من أبرز لاعبيه هما: الحسن ولد العيد(متوسط ميدان) وعالي ولد لعبيد (مدافع)، وباتا اليوم حديث الساعة في أروقة ملاعب الرمل بالرياض والسبخة، لقد كانت بطولة الأحلام بالنسبة للتشكلة الموريتانية الشابة، إنها الأمل الذي ينتظره آخرون الآن داخل أروقة الأكاديمية الوطنية لكرة القدم بنواكشوط.

تحركت أندية الدرجة الأولي خلال السنوات الثلاثة الماضية شمالا وجنوبا، ولعبت مع كبريات الفرق الرياضية، فكان مهاجم نواذيبو، وهدافه المامي أتراوري أحد أبرز المستفيدين بعدما تعاقد معه نجم الدوري الغيني (هوريا الغيني)، وبات أحد أعمدة النادي للموسم الثاني علي التوالي.
وفي سلا المغربية صال المهاجم المميز "كاراموغو"، قبل أن يقرر العودة إلي موريتانيا لاختتام مشواره الكروي بأحد أندية الصفوة، بعدما التحق بعالم الاحتراف في سن متأخرة.
في انتظار الحلم
تشكل الأخبار المتداولة عن المحترفين والأموال التي يجنونها من وراء التعاقدات الناجحة أبرز حافز للشباب الموريتاني حاليا، وبات ملاعب كرة القدم الوطنية تعج بالأسماء المتحفزة لفرص أخري، مستفيدة من البطولات الودية التي تقيمها الاتحادية والدعم الذي تقدمه للراغبين في الاحتراف في الخارج.
ففي ملعب الأكادية بقلب العاصمة نواكشوط ينثر "لويس" أمتعته كل مساء، ويتوافد أفراد التشكلة الأكثر قبولا بموريتانيا إلي الملعب من أجل إجراء تمارينهم اليومية، واكتساب خبرة جديدة، لكن عيونهم معلقة علي أندية أوربا، أو بعض دوريات الخليج العربي، وتتمركز غالبية النقاشات الجانبية حول الفرص التي اتيحت لرفاقهم، والآمال المعقودة علي البطولة القادمة بالدوحة أو اسبانيا، أو البرازيل.
يمتلك "لويس" أكثر من خيار مرشح للاحتراف بالدوريات الخارجية، ولعل رأس الحربة محمد عبد الرحمن (لاعب نادي تجكجه)، ورفيقه مولاي أحمد، ومهاجم الأكاديمية المتميز محمد فال ولد سيد أحمد، والمصطفي ولد اعمر أبرز الوجوه الشبابية الصاعدة حاليا في الدوري، والمتحفزة لإظهار مهاراته الكروية في مباراة خارجية مع الفرق الأوربية أو العربية أملا في اقتناص فرصة تعزز المكانة بين الأصدقاء، وتوفر المال لمن يحتاجه، وتعطي فرصة للراغبين في حمل الألوان الوطنية مع المرابطين من أجل اكتساب المزيد من الخبرة.