تخطى الى المحتوى

أسامة حمدان: موريتانيا تمثل معبرا مهما لقضيتنا إلى إفريقيا (المقابلة)

جدول المحتويات

 

 

وأشار حمدان في مقابلة مع صحيفة "الأخبار إنفو" إلى أن هذه "ليست أول زيارة لوفد من حماس لموريتانيا"، مضيفا أن في علاقاتهم السياسية معنيون "بعلاقات على أساس قاعدة دعم القضية الفلسطينية"، مردفا أن "موريتانيا دعمت مبكرا القضية الفلسطينية، وكل خيارات الشعب الفلسطيني ومقاومته، ولذلك زيارتنا لموريتانيا تأتي في سياق تعزيز التواصل أولا وتعزيز الدعم".

 

وفي موضوع علاقات حماس مع إيران قال أسامة حمدان إن الحركة بصدد إعادة ترتيب علاقتها مع إيران، مضيفا أنهم يتطلعون إلى أن تتحسن هذه العلاقة.

 

وتحدث حمدان في المقابلة عن موضوع أسرى الجيش الإسرائيلي في حرب غزة الأخيرة، وعن الحراك الأخير في القدس، كما تطرق في المقابلة للعديد من النقاط الأساسية تخص القضية الفلسطينية.

 

وهذا نص المقابلة:

الأخبار إنفو: بداية حدثنا عن التصعيد الصهيوني الحاصل، وهل تتوقعون حربا وشيكة؟

حمدان: التصعيد الصهيوني بشقيه سواء العسكري العملياتي أو الحصار مرده إلى ثلاثة جوانب:

–        الجانب الأول أن الإسرائيلي يشعر بحرج شديد جراء فشلهم في العملية العسكرية في غزة، وهناك انتخابات، ومن الواضح أن نتنياهو لا يحظى بالوضع المريح في هذه الانتخابات، ولهذا هو يحاول أن يرفع الوتيرة قليلا دون أن يصل إلى حالة حرب واسعة بهدف رفع أصواته.

–        الجانب الثاني: هو أن هناك جهد إسرائيلي لإحباط استكمال عملية التفاوض حول شروط وقف إطلاق النار، المتمثلة في إنهاء الحصار، وفتح معابر غزة، والتسخين الميداني يساعد في المحافظة على الحصار بالنسبة لإسرائيل.

–        الجانب الثالث: أن هناك إصرارا إسرائيلي على العودة للمواجهة ذلك أن الإسرائيلي يرفض أن تكون هناك قاعدة للمقاومة في داخل الأراضي الفلسطينية، ونحن في حالة مواجهة دائمة مع الاحتلال، لكن في ظل الواقع السياسي داخل الكيان الصهيوني لا يمكن لحكومة تسيير أعمال أن تشن حربا واسعة، إنما المقدر أن تكون هذه الحرب بعد هذه الانتخابات وهذا ليس بعيدا ربما لا يتجاوز الأمر بضعة أشهر ثم يرتب العدو لعدوانه الجديد، المقاومة مهيأة في أكثر من اتجاه أولا القدرة الذاتية، فهناك جهود لتوسيع قدرتها، كما أنها مهيأة وطنيا، فالإنجاز الذي تحقق فتح الأبواب لمزيد من التنسيق في الجهد الميداني والداخلي على مستوى القوى المقاومة، ونحن نعتقد أن مثل هذه المواجهة إذا أرادها الإسرائيلي، فالفلسطينيين في ظل الانهيار السياسي للمفاوضات وفي ظل جملة من الاستحقاقات الفلسطينية الإسرائيلية التي ثبت أنها لا يمكن أن تهزم خيار التفاوض بالتأكيد سيكون موقفهم مختلفا وجهوزيتهم أفضل.

 

الأخبار إنفو: هل هناك من خيارات لنقل المعركة إلى القدس أو الضفة؟

حمدان: لا شك في موضوع القدس أن الإسرائيلي أراد أن يعوض خسائره في الحرب على غزة فلجأ إلى تشجيع مشروع استراتيجي لديه وهو تقسيم المسجد الأقصى مكانيا وإفراد جزء منه للصهاينة، ومن ثمة الشروع في بناء الهيكل وكانت الحكومة تقدر أن هذا سيجلب دعما من أوساط اليمين الصهيوني المتطرف، لكن رد فعل المقدسيين وأبناء الشعب الفلسطيني في الضفة أربكت حكومة الاحتلال ودفعتها إلى الاستقالة لأن هذا عد فشلا في تنفيذ المشروع، لكن أعتقد أن الإسرائيلي سيواصل لتنفيذ هذا المشروع، لكن ليس ربما بنفس الطريقة، هذا حتم على المقاومة  أن تستشعر هذا الخطر وأن تتعامل معه، هناك فعل شعبي الآن في القدس تنشغل فيه كل أطياف الشعب الفلسطيني حقيقية، بل إن هناك حالة مميزة استطيع أن أقول إنه في القدس إذا تشكل إطار شبابي يمثل كل ألوان الطيف الفلسطيني ويحمل على عاتقه المواجهة الشعبية المباشرة مع الاحتلال، ونجح هذا الإطار الجامع في أن يمنع اليهود من هدم بيوت منفذي العمليات، وهذا بلا شك بداية تجربة نوعية في مواجهة الاحتلال بشكل وطني، ومسؤولية كل القوى الفلسطينية أن تقدم لها فرص النجاح، لأنها تعبير عن ما نقوله دائما أن الأساس المتين لمواجهة الاحتلال هو الوحدة الفلسطينية.

 

الأخبار إنفو: هل هناك من وساطة دولية بشأن أسرى الاحتلال لديكم؟

حمدان: بعد الحرب قال الاحتلال إن هناك من هو مفقود، ولا بد أن يجري تسليمه ولكن في ظروف الحرب لا أحد يستجيب لمثل هذه المطالب، بعد الحرب نحن قلنا جملة واحدة ومحددة إذا جرى تبادل الأسرى نحن نتحدث عن ما عندنا، والآن لا حديث، حتى الآن الإسرائيلي لم يطرح شيئا بهذا الخصوص، وكما تعرف قضية شاليط أخذت خمس سنوات فلسنا في عجلة، ولكننا حريصون على أن نستخرج الأسرى الفلسطينيون من سجون الاحتلال، والاحتلال بممارساته وبسجنه للمجاهدين بهذه الطريقة أرسل رسالة واضحة للشعب الفلسطيني أن أسراكم لا يمكن أن يخرجوا إلى إذا أسرتم من جنود الاحتلال، ومن يُؤسر من جنود الاحتلال يُؤسر وهو يقاتل وفي كل أعراف العالم هذا الجندي يقتل ويؤسر فيجب أن لا يمنح الإسرائيليون ميزة إضافية أن جنودهم يملكون الحق في القتل ثم لا يساءلون، إما أنهم جنود وإما أنهم إرهابيون وفي كلتا الحالتين لا بد أن يدفعوا ثمن ما يفعلون.

 

الأخبار إنفو: كان لافتا إشادة المتحدث الرسمي باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام أبو عبيدة في المهرجان الأخير بإيران ودورها فهل هناك إعادة ترتيب للعلاقة مع طهران؟

حمدان: حماس وضعت قاعدة في سياساتها وفي علاقاتها أن علاقاتها قائمة على أساس دعم القضية الفلسطينية، وبالتالي لا بد من أن يكون هذا هو الأساس، وعندما تجري محاولة لإقحام حماس في أي قضية نحن لا نتدخل فيها، لأننا نؤمن بقضيتنا التي هي قضية الأمة، ونحن بالنيابة عن الأمة نعمل فيها، وبالتالي يجب أن لا نسمح بأن تكون القضية قضية خلاف، وعندما حصل ما حصل في سوريا كان لنا موقف واضح، نحن قلنا أن النظام في سوريا دعم القضية ودعمنا كحركة ونحفظ هذا له ولا ننكره، وشكرناه في وقتها ونشكره عليه، لكن هذا لا يعني أبدا أن نتدخل في الشأن الداخلي السوري، ونحن دائما نقول إنه من حق الشعوب أن تختار وأن تقرر ما الذي تريده ويظل هذا شأنا داخليا لا نتدخل نحن كحركة فيه، ولكننا لا نستطيع ونحن شعب يتوق إلى الحرية ويقاتل من أجلها أن نعيب على شعب آخر توقه إلى الحرية ونضاله من أجلها، مع قناعة حماس أن النضال في داخل مجتمعاتنا وأمتنا لا بد أن يكون نضالا مسلحا في مواجهة الاحتلال ونضالا سليما داخل البيئة الداخلية الوطنية، لكن مع الأسف عندما أخذنا هذا الموقف ربما البعض لم يعجبه، الآن هناك إعادة لترتيب العلاقة، ونحن جادون في ذلك، ولمسنا جدية من الجانب الإيراني في هذا، ونأمل أن تسير العلاقة على هذا الأساس، لأن هناك دعم للقضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية بغض النظر عن تباين النظر في قضايا أخرى.

 

الأخبار إنفو: ما الذي تريده حماس من موريتانيا؟ وهل هناك إستراتيجية للتوجه نحو إفريقيا؟

حمدان: هذه ليست أول زيارة لوفد من حماس لموريتانيا، لكن على المستوى الشخصي هذه أول زيارة لي لموريتانيا، نحن في علاقاتنا السياسية معنيون بعلاقات على أساس قاعدة دعم القضية الفلسطينية، وموريتانيا دعمت مبكرا القضية الفلسطينية، وكل خيارات الشعب الفلسطيني ومقاومته، ولذلك زيارتنا لموريتانيا تأتي في سياق تعزيز التواصل أولا وتعزيز الدعم، ونود أن تكون لنا علاقات مباشرة مع المؤسسات الرسمية الموريتانية، ونحن سعداء أن تكون القضية الفلسطينية قضية إجماع بموريتانيا، ولا شك أيضا أن موريتانيا بموقعها تمثل معبرا مهما إلى إفريقيا التي كانت دائما منحازة لقضايانا، وكان لموريتانيا دورا مهما في الستينيات والسبعينيات، في هذا الاتجاه مع الدولة الإفريقية التي ناضلت من أجل أن تنال شعوبها حريتها وتدرك معنى النضال الذي يخوضه الشعب الفلسطيني، فالشعوب الإفريقية عانت من العنصرية الاستعمارية كما نعاني نحن من العنصرية الصهيونية، وبالتالي موريتانيا لها دور في هذا الجانب لصالح القضية ويخدم الشعب الفلسطيني.

 

الأحدث