تخطى الى المحتوى

أسلحة المقاومة الموريتانية في معرض مهرجان ولاته

جدول المحتويات

 

هكذا يبدأ رئيس متحف أماطيل إبراهيم ولد اخيار حديثه وهو يستعرض قطع أسلحة تقليدية، ومقتنايات نادرة استخدمها المجاهدون الموريتانيون في مواجهتهم مع الاستعمار الفرنسي، في العقود الثلاثة من القرن العشرين.

 

يحتوي المعرض على أنواع نادرة من الأسلحة النارية والبيضاء، وعلى أغراض نادرة استخدمت في المعارك التي جرت بين المقاومة الموريتانية والاستعمار الفرنسي، كما يحتفظ ببعض الأغراض التي فر عنها المستعمرون في المعارك المتفرقة التي انهزموا فيها، وخصوصا معركة أماطيل (40 كلم من مدينة أطار) والتي يحمل المتحف اسمها.

 

معركة لمدة 9 أيام

يحمل المتحف الذي أقام المعرض اسم موقع جرت فيه معركة بين المقاومة الموريتانية والجيش الفرنسي في العام 1909 واستمرت لمدة 9 أيام، تكبد خلالها الاستعمار الفرنسي خسائر فادحة، بسبب عمليات الكر والفر التي قام بها المقاومون، لكن استخدام القوات الاستعمارية لسلاح متطور أدى لتراجع المقاومين بعد تسعة أيام من المواجهة ودخلت القوات الفرنسية لمدينة أطار يوم 09 يناير 1909.

 

بدأت المعركة التي قاد المقاومين فيها أمير آدرار سيد أحمد ولد أحمد عيده فيما قاد قوات الاحتلال الفرنسي فيها الجنرال كورو يوم 01 يناير 1909 بعد أيام من المناوشات بين الطرفين، وكان مكان المواجهة في موقع أماطيل، حيث جرت أشرس المواجهات، وحيث استبسل المقاومون الموريتانيون بشكل أذهل عدوهم الفرنسي، رغم اختلاف العتاد والعدة.

 

كانت القوات الفرنسية قادمة من ولاية تكانت للسيطرة على ولاية آدرار، لكن المقاومة الشرسة التي اعترضته أخرت سيطرته على الولاية، حيث كبدته خسائر فادحة في الأشخاص والعتاد، وفرضت عليه التراجع عن مواقعه أكثر من مرة خلال أيام المواجهة المتواصلة.

 

رئيس المتحف إبراهيم ولد اخيار خلال حديثه للأخبار من مقر المعرض في ولاتهويحتوي متحف أماطيل للمقاومة على عشرات الأسلحة التقليدية التي استخدمها المقاومون من أنواع تعرف بـ"لكشام" وأخرى بـ"الخماسية" إضافة للأسلحة البيضاء كالنصال والخناجر وغيرها من الأسلحة.

 

كما يحتفظ المتحف – حسب رئيسه – بأنواع مختلفة من المواد التي كانت تستخدم حينها في مختلف مجالات الحياة، وقام اختار إقامة المتحف في موقع المواجهة، محاولا تحويل الموقع الذي وقعت فيه المواجهة لصورة تقرب المعركة وترسم صورة تقريبية لها، بتحديد مواقع المجاهدين الموريتانيين، ومواقع قوات الاحتلال الفرنسي، والدفاعات المستخدمة من كل منهما، وتصل الساحة التي وقعت فيها المواجهة إلى 2.5 كلم.

 

ويؤكد رئيس المتحف إبراهيم ولد اخيار في حديث للأخبار من داخل معرضه على هامش مهرجان المدن القديمة في ولاته أنه استعان في إعادة رسم معالم المعركة على ما كتب عنها في شتى المصادر التي تناولتها سواء الصحف الفرنسية، أو كتب التاريخ الموريتانية والأجنبية، وكذا الروايات الشفوية للمشاركين فيها.

 

ويرى ولد اخيار أن ما ينقص المتحف الآن هو الإمكانيات المادية التي تسمح لهم بتجسيد الملحة في شريط مصور، بعد إعادة تمثيلها وإقامة واجهة عرض في عين المكان تمكن الزائر من متابعة المعركة كما لو كان شاهدا عليها إبان وقوعها، فضلا عن استكمال كل التفاصيل عنها وعن غيرها من الملاحم البطولية التي قادتها المقاومة الموريتانية في كل ربوع الوطن.

 

ويضيف ولد اخيار: "نريده متحفا لكل الموريتانيين، يحفظ أمجاد المقاومة الوطنية كلها، ونرجوا أن يجد العناية اللازمة، وأن يشكل فرصة للأجيال الناشئة للاطلاع على تضحيات المقاومين وتخلد أمجادهم، وما قدموه من أجل حرية أوطانهم وتحررها، والأمثلة الرائعة في الاستبسال أمام الاستعمار الفرنسي والتي استمرت عدة عقود".

 

دوافع التأسيس

وعن داوفعه لتأسيس المتحف الذي يصفه بأنه أول متحف أهلي للمقاومة الموريتانية يقول رئيس متحف أماطيل إبراهيم ولد اخيار إن تأسيس المتحف تم سنة 2000 وبمبادرة شخصية منه، وكانت أهم دوافعه إظهار قيمة المقاومة الموريتانية وتخليد بطولاته، انتصارا وغيرة للمقاومة الوطنية.

 

كما يسعى المتحف – حسب مؤسسه  ولد اخيار – إلى الانتصار لتراث المقاومة وحمايته، ويرى أن التراث الموريتاني في هذا المجال تعرض لتهميش وظلم خلال العقود المادية، لصالح التراث في المجالات الأخرى، وما زال معرضا للاندثار، خصوصا الشق المتعلق بالمقاومة الموريتانية المسلحة.

 

وأكد ولد اخيار حصول متحفه على رخصة بعد 10 سنوات من العمل الميداني، مضيفا أنهم لم يحصلوا حتى الآن على أي معونة أو مساعد من الجهات الرسمية، رغم أن إقامة المتحف والأعمال التي تمت في موقع المعركة كلفتهم عشرات الملايين من الأوقية طيلة السنوات الماضية.

 

وأثنى ولد اخيار على الزيارة التي خصصها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لجناح المحتف في معرض مهرجان ولاته، والإعجاب الذي أبداه به، وكذا دعوته للقائمين عليه للقائه في انواكشوط.

 

وأكد أن كل القادة العسكريين زاروا وكذا أعضاء في الحكومة زاروا المتحف خلال الأشهر الماضية، حيث مدد قائد أركان الجيوش اللواء الركن محمد ولد الغزواني فترة إقامته في أطار من أجل زيارة المتحف والاطلاع عن مقتنياته، حيث وصله يوم 04 يوليو 2013، فضلا عن قادة أركان الحرس والدرك والأمين العام لوزارة الدفاع.

 

كما زار المتحف – حسب رئيسه – عدد من أعضاء الحكومة من بينهم وزير الدفاع أحمد ولد محمد الراظي، ووزير التجهيز والنقل يحي ولد حدمين، ووزير المياه والصرف الصحي السابق محمد الأمين ولد آبي، ووزير التنمية الريفية إبراهيم ولد امبارك، وآخرون.

الأحدث