تخطى الى المحتوى

جدول المحتويات

أو أعلن دون الكشف عن التكلفة الحقيقية لها، من بينها إنشاءات لصالح الجيش الموريتاني، وأخرى لصالح القصر الرئاسي، أو لصالح بعض المنتجعات الخصوصية في منطقتي تيرس الزمور وإنشيري.

 

وبلغ سقف المبلغ المالي الذي أعلنت شركة "اسنيم" صرفه خارج مشاريعها التقليدية 46.825.000.000 مولت مشاريع في مجالات خدمية لها قطاعاتها الحكومية المسؤولة عنها كالقطاع الصحي، والتعليمي، والإنشاءات العمومية، وكذا دعم الشركات الأخرى – حتى الخصوصية منها – بمبالغ مالية تصل المليارات من الأوقية.

 

ويأتي هذا الإنفاق المالي الكبير في ظل امتناع إدارة الشركة عن الوفاء اتفاقها الموقع مع العمال يوم 03 – 05 – 2014 والقاضي بزيادة رواتبهم ابتداء من فاتح أكتوبر، وهو النقطة التي أفاضت الكأس بين الطرفين، ودفعت العمال للدخول في إضراب مفتوح عن العمل تجاوز الـ40 يوما حتى الآن.

 

وكان لافتا أن أغلبية المشاريع والمنشآت التي صرفت عليها هذه المبالغ المالية لا تربطها أي علاقة بالشركة باستثناء مصنع للأعمدة الخرسانية في مدينة ألاك تخلت عنه الشركة مع بداية انهيار أسعار الحديد، وأصبح تابعا للشركة الموريتانية للكهرباء "صوملك".

 

19 مليار "للموريتانية"

وكان أضخم مبلغ – ضمن المنح والصفقات المعلن عنها – قدمته الشركة خلال الفترة الماضية هو مبلغ 19 مليار أوقية (50 مليون يور) قدمته اسنيم لشركة "الموريتانية للطيران"، واقتنت الشركة بموجبه طائرة لتنظم لأسطولها المشكل من ثلاث طائرات، اثنتان منها من نوع "ابوينغ 737 – 500"، وواحدة من نوع "ابوينغ 737 – 700".

 

وقد منح هذا المبلغ شركة "اسينم" حق الدخول كأحد المساهمين البارزين في هذا الشركة التي أقيمت على أنقاض الخطوط الجوية الموريتانية التي أعلن إفلاسها خلال العام 2008.

 

إنشاء مصنع للتخلي عنه

مبلغ ضخم آخر يصل إلى 8.360 مليار أوقية (22 مليون أورو) رمت بها شركة "اسنيم" العاملة في مجال استخراج الحديد في أقصى الشمال في سهل قريب من مدينة ألاك، لإقامة مصنع للأعمدة الخرسانية، قيل عند انطلاقته إنه سيوفر الاكتفاء الذاتي لموريتانيا من الأعمدة الكهربائية، وسينتج 12 ألف عمود في السنة.

 

تعثر المشروع، وزادت وتيرة تعثره مع تهاوي أسعار الحديد، قبل أن تنفصم علاقة الشركة بشكل نهائي مع نهاية العام الماضي من خلال تحويله تبعيته في ظروف لم تتضح بعد للشركة الموريتانية للكهرباء صوملك.

 

قرض لشركة خصوصية

15 مليار أوقية قدمتها شركة "اسنيم" لإنقاذ شركة "النجاح" الخصوصي من الإفلاس النهائي، وإعلان فشل مشروع المطار الجديدة، أثارت صفقة منح المبلغ الضخم – الذي قيل إنه أخذ على شكل قرض من اسنيم للنجاح – الكثير من اللغط القانوني والسياسي.

 

فقد أثير نقاش قانوني حول أحقية شركة "اسنيم" في القيام بدور البنوك في منح قروض للشركات الخصوصية، كما أثيرت قضية أخرى حول علاقة إدارتها بالشركة الخصوصية، ومدى شرعية استثمار المالي العام الموريتاني في مشاريع ربحية خصوصية.

 

أما الجدل السياسي فقد كان أشمل من ذلك حيث تحدث عن شراكة للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مع شركة الناجحة، معتبرا أن هذه الشراكة هي التي منحت "النجاح" فرصا للإنقاذ من الإفلاس بعد أن كانت على حافته، وبمنحها الأحوال العمومية للاتجار بها، والتربح من خلالها.

 

منحة مالية

بلدية الزويرات التي توجد مناجم "اسنيم" على أرضها استفادت من هبة من إدارة الشركة بمبلغ مالي وصل 157 مليون أوقية، كما استفادت لاحقا من تمويل سوق بلدي في المدينة.

 

وتعتمد مدينة الزويرات في كثير من جوانب الحياة على شركة "اسنيم" وخصوصا في مصدر الكهرباء، وفي مياه الشرب، كما تعتمد على قطارها في استجلاب المواد الغذائية وضروريات الحياة من العاصمة الاقتصادية انواذيبو.

 

معاهد وباصات ودور للشباب

مجالات أخرى حضرت فيها أموال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم"، حيث مولت الشركة ابتداء من شهر إبريل الماضي معهدا لأمراض الكبد والأمراض الفيروسية، بدأت أشغاله في العاصمة انواكشوط، ووصلت تكاليفها إلى 1.6 مليار أوقية.

 

كما استفادت بلدية بولنوار بولاية انواذيبو من أموال شركة "اسنيم" من خلال إقامة دار للثقافة والشباب بالمدينة، تجاوت تكاليفها 25 مليون أوقية، كما استفادت منها تمويل مجزرة عصرية بـ11 مليون أوقية، وكان لإعدادية بولنوار حظها من أموال الشركة العاملة في استخراج الحديد من خلال تمويل بنائها وتجهزيها بـ48 مليون أوقية.

 

مدينة انواذيبو بالشمال الموريتاني استفادت هي الأخرى من مشاريع عديدة مولتها شركة "اسنيم" خلال الأعوام القليلة الماضية، من بينها تمويل سوق رئيسي بحي الترحيل خصصت له سقفا ماليا بلغ 110 مليون، ومستشفى عصريا سيتوفر على 250 سريرا وبسقف مالي بلغ 2.5 مليار).

 

ولم يتجاوز نصيب المزارعين في انواذيبو من أموال شركة "اسنيم" التي وزعت بعشرات الملايين بل والمليارات على قطاعات حكومية وخدمية مختلفة، لم يتجاوز حظ المزارعين منها 2 مليون أوقية.

 

صفقة أخرى لم يتحدد سقفها وهي صفقة اقتناء "اسنيم" لباصات نقل لصالح شركة النقل العمومي في انواكشوط، كما لم يعلن عن طبيعة المبالغ المالية، وما إذا كانت قرضا أم منحة.

 

وكانت إنفاقات أخرى أكثر غموضا وبعدا عن الأضواء، وخصوصا المنشآت المتعلقة بالجيش في مناطق مختلفة من البلاد، وكذا تمويل بعد الأشغال داخل القصر الرئاسي، واقتناء بعض التهجيزات من الخارج باسم الشركة وعلى حسابها، كما كان لبعضها علاقة بالمنتجعات الخصوصية لبعض النافذين في منطقتي تيرس الزمور وإنشيري.

 

كما عرفت الشركة خلال الأعوام الأخيرة بعض الاكتتابات خارج قواعدها القانونية وأعرافها المعتمدة، ومن أبرزها قضية اكتتاب الشاب ولد امصبوع زوج ابنة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.

 

صندوق أسود للتحايل

تدخلات شركة "اسنيم" المالية في مجالات لا علاقة تقليدية لها، ولا رابطة لها بمجال اهتمام الشركة دفع منتدى المعارضة الموريتانية لوصف الشركة "بالصندوق الأسود لعمليات التحايل التي دأب عليها هذا النظام منذ استحواذه على السلطة"، مقدما ما وصفها بالأدلة على ذلك.

 

ورأى المنتدى أن إدارة الشركة لم تتخذ الإستراتيجيات اللازمة للاستفادة من الظرفية الدولة التي كانت ملائمة لها من حيث ارتفاع السعر، واستمرار هذا الارتفاع عدة أعوام "لتحسين مستوى الشركة لتكون على مستوى التنافس المحموم الذي يشهده القطاع وتحضيرها لمواجهة تقلبات الظرفية الدولية، بدلا من كل ذلك، فضل النظام أسلوب التسيير العشوائي الموجه لخدمة أغراضه الخصوصية الضيقة".

 

واتهم المنتدى إدارة الشركة بمواصلة "تبديد موارد الشركة فيما لا يخدم مصلحة البلاد ولا القطاع، دون تشاور مع الدائنين ولا مع المساهمين باستثناء الحكومة الموريتانية".

 

وأشار إلى الشركة العملاقة "تم تسخيرها لأغراض سياسات النظام الشعبوية البعيدة عن تخصص الشركة، وخدمة للأغراض الخاصة للفئة المقربة من الرئيس"، معددا بعض الصفقات التي عقدتها الشركة كأمثلة على ذلك.

 

ونفذت شركة "اسنيم" غالبية هذه المشاريع عبر مؤسسة أنشأت في العام 2007، وأطلق عليها "خيرية اسنيم"، ونص على أنها "جمعية ذات نفع عام وتشكل الذراع الاجتماعي للشركة. وتعتبر اليوم أحد الفاعلين الأساسيين في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية في موريتانيا خاصة في الرواق انواذيبو / الزويرات حيث تساعد السكان المحليين في الولوج إلى الخدمات الأساسية".

 

إضراب جراء الإخلال باتفاق

وتعيش الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم" هذه الأيام حالة شلل شبه بفعل إضراب غالبية عمالها منذ أكثر من 40 يوما، وهو الإضراب الذي امتد بعد أسابيع من بدايته في مدينة الزويرات إلى عمال الشركة في مدينة انواذيبو، وأوقف عمليات تصدير الحديد الموريتاني.

 

ويقول العمال إن طبيعة تعامل الشركة مع مناديبهم واحتقارها لهم، وإخلالها للاتفاق الموقع معهم يوم 03 – 05 – 2014 والقاضي بزيادة رواتب العمال مع بداية أكتوبر 2014، وهو الاتفاق الذي لم تنفذه الشركة إلى اليوم.

 

وعاد الحديث خلال الأيام الماضية عن وساطات عديدة بين إدارة شركة "اسنيم" والعمال المضربين، وهي وساطات دخلت على خطها أطراف عديدة من بينها فنيون في الشركة، وشخصيات بارزة من مدينة الزويرات.

 

قائمة ببعض المشاريع التي صرفت فيها شركة "اسنيم" أموالها

  1. شراء طائرات لصالح شركة للنقل الجوي بقيمة 50 مليون دولار (19 مليار أوقية).
  2. إنشاء معمل لأعمدة الخرسانة في ألاكـ 22 مليون أورو (8.360 مليار أوقية).
  3. معهد أمراض الكب والفيروسات (1.6 مليار)
  4. سوق ببلدية الزويرات (10 ملايين). 
  5. دار للثقافة والشباب في بلنوار (27 مليون).
  6. مجزرة عصرية في بلنوار (11 مليون).
  7. إعدادية مجهزة (48 مليون).
  8. سوق رئيسي بحي الوفاء "الترحيل" بانواذيبو (110 مليون).
  9. مستشفي عصري بحي الوفاء بانواذيبو يتوفر على 250 سريرا.
  10. مستشفى جهوي بانواذيبو (2.5 مليار)
  11. معدات وآلات زراعية لمزارعي انواذيبو (2 مليون).
  12. هبة استثنائية لبلدية الزويرات في إطار برنامجها التنموي (157 مليون).
  13.  قرض لصالح شركة "النجاح" المملوكة لأسرة لأبناء أحمد سالك ابوه المعروف بالصحراوي، والمكلفة ببناء مطار انواكشوط الدولي الجديد (15).
  14. اقتناء باصات للنقل الحضري لصالح شركة النقل العمومي في انواكشوط في صفقة لم يعلن عن تكاليفها.
  15. إنشاء بنيات لصالح الجيش في مناطق مختلفة من البلاد لم يعلن عن تفاصيل تكاليفها.
  16. تمويل أشغال في الرئاسة وفي المنتجعات الخصوصية للرئيس.
  17. اكتتابات خارج الأطر القانونية المعروفة استفاد منها عدة أشخاص من بينهم صهر ولد امصبوع صهر ولد عبد العزيز.

 

 

نقلا عن صحيفة الأخبار إنفو

 

 

الأحدث