تخطى الى المحتوى

إضراب عمال اسنيم يأخذ منعطفا جديدا

جدول المحتويات

 

فضلا عن تصعيد عمال الزويرات من احتجاجاتهم، وإضافتهم لنشاط ليلي مع دخول إضرابهم شهره الثاني ابتداء من يوم السبت الماضي.

 

كما صعد مناديب العمال في الزويرات من خلال التمليح إلى فساد إدارة الشركة الحالية، والتساؤل عن مصير قرابة 900 مليار أوقية من عائدات أرباح الشركة خلال العام 2014.

 

رافد عمال انواذيبو

منتصف ليل الثلاثاء 03 – 03 – 2015 أعلن مناديب عمال شركة "اسنيم" في انواذيبو الدخول في إضراب مفتوح عن العمل، متهمين إدارة الشركة بالنكوص عن الاتفاق الذي توصلت إليه معهم بعد مفاوضات استمرت 5 ساعات، وبعد تبادل رسائل "حسن نية" بإلغاء العمال لتوقفهم عن العمل لساعتين يوم الجمعة الماضي.

 

الاتفاق الذي نص على فتح حوار مع مناديب العمال في الزويرات، يوم غد الخميس، والتحضير لذلك بإرسال دعوات لمناديب العمال يوم الثلاثاء، على أن يتوافد المناديب وممثلو الإدارة إلى الزويرات اليوم الأربعاء سرعان ما تملصت منه الإدارة، وتراجعت عن قبوله، وكان رد العمال هو إعلان الدخول في إضراب مفتوح عن العمل.

 

مناديب العمال قدروا في أحاديث لمراسل الأخبار في انواذيبو بعيد إعلانهم الدخول في إضراب مفتوح أن نسبة الإضراب وصلت 90%، مؤكدين توقف العمل بشكل كلي – تقريبا – في قطاعات حيوية، كقطاع تفريغ العربات.

 

وأكد مناديب العمال أن حجم التجاوب مع الإضراب كان كبيرا، مشددين على مضيهم فيه حتى تحقيق مطالب العمال، وجنوح الإدارة للتفاوض للتوصل إلى حل يجنب الشركة – والبلاد من خلالها – المزيد من الخسائر.

 

النساء على خط الاحتجاج

وفي مدينة الزويرات دخل نساء المدنية على خط الاحتجاج، حيث تظاهر العشرات منهن أمام مباني ولاية تيرس الزمور يوم الاثنين 02 – 03 – 2015، وقد أثار تظاهرن مخاوف الجهات الأمنية، وتجلى ذلك في التعزيزات التي وصلت محيط الولاية، كما أعاد إلى الأذهان حادثة إحراق مقر ولاية تيرس الزمور ونهب محتوياتها على يد المتظاهرين من عمال الجرنالية شهر مايو 2013.

 

المحتجات أكدن أنهن ممثلات لمن خلفهن في البيوت، ومنحن السلطات العمومية مهلة حتى اليوم الأربعاء للتوصل لحل لأزمة العمال المضربين، وإلا فإن النساء والأطفال بأوانيهم المنزلية سينزلن إلى الساحة الموجودة أمام الولاية. تقول إحدى المتظاهرات.

 

والي ولاية تيرس الزمور محمد عبد الرحمن ولد خطري استدعى ممثلات عن النسوة المحتجات، وراوح لهن في خطابه بين التهدئة والتحذير، حيث أكدت إحدى النسوة اللواتي التقينه للأخبار أنه تحدث لهن عن استيائه من الوضع القائم، ووعدهن بإيصال رسالتهن للجهات العليا في البلاد، دون أن ينسى أن يحذرهن من التظاهر غير المرخص لأنه "ممنوع".

 

وتقول المسنة الكنتاوية بنت شماد إن النساء سيعدن الأربعاء إذا لم تتم الاستجابة لمطالب العمال، مشيرة إلى أن مدينة الزويرات هي اسنيم، واسنيم هي مدينة الزويرات، وبالتالي فتعطلها سيعطل كل مناحي الحياة في المدينة.

 

أطر يهددون ويتعاطفون

المنعطف الجديد الذي دخله إضراب عمال الزويرات انضاف إليه تحرك بعض أطر ومسؤولي شركة "اسنيم" حيث بدأ بعضهم فعليا في التحرك وتوقيع رسالة موجهة إلى الإدارة العامة تطالب بوضع حد للأزمة، وتنذر بخطورة استمرار الأوضاع على الشركة، وقد لقيت الرسالة تجاوبا معتبرا داخل الأطر، غير أن علم الإدارة بها، وتواصلها مع القائمين عليها، وتهدئتهم ووعدهم بالتوصل لحل قريب أوقف المساعي إلى حين.

 

جانب آخر أسهم فيه الأطر – كما يقول المندوب العمالي البارز أحمد ولد آبيلي – وهو التعاطف مع العمال المضربين، وإسنادهم بالمعلومات التفصيلية عن الشركة بشكل يومي، وهو ما دفع ولد آبيلي لتوجيه الشكر لهم على منصة مهرجان العمال في ساحة الاستقلال في الزويرات.

 

كما أن اللقاء الذي جمع أطر الشركة ومديريها في انواذيبو مع المدير العام للشركة عرف تعبير العديد منهم عن تعاطفه مع العمال، ومطالبته بإيجاد حل سريع للقضية، ووضع حد للخسائر الكبيرة التي تحلق بالشركة بشكل يومي.

 

ووصل الأمر درجة الملاسنة بين أحد المديرين البارزين والمدير العام للشركة، ودفعت المدير العام للشركة محمد عبد الله ولد أوداعه لاتهامهم بالتعاطف مع العمال المضربين، وفشلهم في ثنيهم عن المشاركة في الإضراب، وهو ما رد عليه الأطر بأنهم صرحوا بالحقيقة بعد أن سئلوا عنها، ولو لم يسألهم لما أخبروه، لكنهم سيصدقونه – كما فعلوا – متى سألهم.

 

تساؤل عن مصير مئات المليارات

مناديب العمال في مدينة الزويرات تساءلوا في أنشطتهم الأخيرة عن مصير مئات المليارات من الأوقية، والتي جنتها الشركة كأرباح خلال العام 2014.

 

وقال المناديب في خطاباتهم أمام جمهور بالآلاف في ساحة الاستقلال بالزويرات إن أرباح الشركة خلال العام المنصرم بلغت 990 مليار أوقية، وجهت منها 80 مليار أوقية إلى الميزانية العامة للموريتانية.

 

وأضافوا أن 16 مليار منها أنفقت على تسيير الشركة وعلى العمال خلال هذا العام، متسائلين عن مصير 994 مليار الباقية!.

 

تراجع الإنتاج بأكثر من 70%

وثائق حصلت عليها "الأخبار" أثبتت تراجع إنتاج الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم" بنسبة فاقت 70%، وذلك من خلال مقارنة بين تقارير الإنتاج الرسمي في الزويرات خلال يومي 27 يناير 2015، وهو اليوم الذي سبق توقف عمال الشركة عن العمل لساعات قبل الدخول في الإضراب المفتوح يوم 31 يناير 2015، والإنتاج يوم 25 فبراير 2015 أي بعد 26 يوما من الإضراب.

 

وكشفت التقارير الرسمية الصادرة عن المصالح المسؤولة عن الإنتاج في الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم" أن الإنتاج بلغ يوم 27 يناير 2015 – 170.910 طنا، في حين أنه لم يتجاوز يوم الأربعاء الماضي 25 فبراير 2015 – 47380.

 

ويتضمن هذا الإنتاج مجمل المستخرج في قسم الإنتاج من حديد وأتربة وغيرها، ففي حين لم تتجاوز نسبة الحديد يوم 27 يناير 20.570 طنا، بلغت يوم 25 فبراير 32980 طنا، وهو ما يعكس تركيز الشركة – بفعل الإضراب – على المعادن التي كانت أشغالها في مراحل متقدمة، أو التي اكتملت إزالة الأتربة عنها ولم يبق إلا تفجيرها أو شحنها في العربات.

 

 وعلى مستوى عمل الجرافات الكبيرة أظهرت التقارير أنها إنتاجها يوم 27 يناير 2015 بلغ 96.960 طنا، أما الجرافات الصغيرة فبلغ حجم إنتاجها 73.950 طنا، في حين ن نقلت الشاحنات – خلال هذا اليوم – 170.910 طنا.

 

أما يوم 25 فبراير 2015 فبلغ حجم إنتاج الجرافات الكبيرة 43.220 طنا، أما الجرافات الصغيرة فلم يتجاوز حجم إنتاجها 4160 طنا، أما الشاحنات فبلغ مجموع ما نقلت خلال هذا اليوم 43.220.

 

وتراجع عدد الفرق العاملة في الإنتاج من ثلاث فرق يوم 27 يناير إلى فرقتين فقط يوم 25 فبراير.

 

أما على مستوى جاهزية الآليات يوم 27 يناير 2015 فكشفت التقارير أنها كانت وقت قدوم الفرقة (P1) تصل إلى 94%، وتم استغلالها بنسبة 80%.

 

أما بالنسبة للفرقة (P2) فكانت جاهزية الآليات وقت قدومها بنسبة: 56%، في حين تم استغلالها بنسبة 67%..

 

 أما الفرقة (P3) فتراجعت نسبة جاهزية الآليات إلى 44%، وتم استغلالها بنسبة 86%.

 

وفي يوم 25 فبراير أظهرت التقارير أن جاهزية الآليات عند قدوم الفرقة (P1) كانت 100%، في حين لم يتجاوز استغلالها نسبة 25%.

 

أما وقت قدوم الفرقة (P2) فكانت الجاهزية بالنسبة للآليات 100%، أما نسبة الاستغلال فتوقفت عند 25%.

 

واختفت الفرقة الثالثة للعمل يوم 25 فبراير بفعل إضراب العمال المستمر منذ قرابة شهر.

 

استنفاد للمخزون المعدني

مصادر عمالية – من غير المضربين – أكدت للأخبار أن الشركة ركزت خلال الأسابيع الماضية على استنفاد مخزونها المعدني، مؤكدة أنه كان يقارب 400 ألف طن، وقد تراجع بفعل الاستنزاف وتوقف الإنتاج إلى أقل من 100 ألف طن.

 

وأشار المصدر العمالي إلى أن الإنتاج اليومي تراجع إلى أقل من 60 ألف طن، مشيرا إلى أن الشركة ستواجه أزمة حقيقية – بل توقفا كليا – إذا استمر الإضراب على وتيرته حتى النصف الأخير من شهر مارس الجاري.

 

واعتبرت هذه المصادر أن المصلحة الوطنية تقتضي تدخل الجهات العليا في البلاد، ووضع حد للأزمة قبل أن تخرج عن السيطرة، مشيرة إلى أن عناد أطراف الأزمة، وإصرارها على السير قدما في هذا الطريق الخطر – حسب تعبيرها – يعرض مصلحة الجميع للخطر.

 

 

نقلا عن صحيفة الأخبار إنفو

 

 

 

الأحدث