تخطى الى المحتوى

جدول المحتويات


بينما هي تتصنع المتابعة وتبتسم مثل "الموناليزا" وتستدرج اهتمامي بسياسة "الفوضى الخلاقة"، ولا تدرى أن قلبي يشبه الأرض المحروقة ولا يصلح لزراعة المشاعر وتربية الدواجن!!
فمنذ أن وضعت حزاما ناسفا من "الدفاتر والأقلام" وتوغلت في أدغال "وزارة التعليم" الموحشة أصبحت مثل مومياء محنطة..

 

فيا صغيرتي، بإمكانك أن تشاهدي خارطة الوطن العربي الممزقة ترتسم على قسماتي الباهتة كأضواء العاصمة وأطفال اللاجئين وهم يختبئون في زوايا نظراتي الحادة والتصحر والتغيرات المناخية فوق أديم رأسي وقوارب المهاجرين السريين محطمة على شواطئ أحلامي المتقطعة كإرسال "موريتل" وأحزان الشرق الأوسط ووجع الجنوب وحمى "الإيبولا" وذوبان الجليد في القطبين والحزام الأخضر ووجه نواكشوط الناعس ودكاكين أمل على شريط الأخبار في عيوني العسلية.


يا صغيرتي، ليست لدي قصيدة وردية،أو زهرة حمراء،كلون ملحفتك أخبئها في دفترك للرياضيات؛ بين أضلاع المثلث أو في ثنايا معادلة من الدرجة الأولى، "وراه بعد أبر طاحت فلبحر"، فسوف لن تعثري عليها!! 

لقد تعبت من الشرح يا صغيرتي؛ فأصبعك لا يرتفع إلا لطلب حاجة أو في نهاية الحصة لتخبرينني: يا أستاذ "محدش فاهم حاجة"!!


لا تحزني فلست وحدك فوزارة التعليم ترددها بصوت خافت "محدش فاهم حاجة خالص"
ولا أخفيك سراً أيتها الكسولة!! أن مشاعري نحوك لم تعد كسولة؛ لقد بدأت أحب النوافذ المفتوحة والغباء والفوضى ووزارة التعليم وموريتانيا الجديدة!


وبت أفكر بشكل ما، بحفر نفق نحو قلبي يبدأ من عينيك الخضراء، وشراء معزاة حلوب، وقطعة أرضية صغيرة، ووسادتين، وأنبوبة غاز، ومكنسة يدوية، وسبورة سوداء أشرح لك فيها!!
 

إنك وأنا أصبحنا معادلة من الدرجة الثانية، تقبل حلين فقط، إما أن نقرأ الفاتحة ونقيم "ديفيلة" طازجة وصاخبة، أو أنني سأحزم حقائب قلبي وأهاجر إلى وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية لأتزوج أخصائية في أمراض الحنجرة والقفص الصدري لتنقذني من إرهاب الطباشير!!

 

 

الأحدث