جدول المحتويات
هذا إضافة للقاءات المعلنة التي جرت تحت سمع وبصر الإعلام في البلاد.
فقد عرفت الأسابيع الماضية لقاءات سرية جمعت بعض أطراف المعارضة للتحضير للحوار السياسي، كما عرفت لقاء شخصيات قيادية في المعارضة بأخرى متنفذة في النظام الموريتاني، بعضها نوقش – بعد كشفه – في اجتماعات عاصفة لقيادة المنتدى الوطني للوحدة والديمقراطية، فيما ظل بعضها طي الكتمان، أو على الأقل أطرافه الرئيسية، وإن تحددت عموم ملامحه في ظل انشغال الجميع بسبل الحوار السياسي.
لقاءات أخرى جرت في العلن، وتناولت موضوع الساعة في البلاد، وهو الحوار السياسي، كما هو الشأن بالنسبة للقاء زعيم المعارضة الرئيس الحسن ولد محمد مع الوزير الأول يحي ولد حدمين، واتصالات الأخير مع الأمين الدائم للمنتدى محمد فال ولد بلال، وكذا اتصالات ولد بلال والوزير الأمين العام للرئاسة مولاي ولد محمد الأغظف، وغيرها من اللقاءات.
"ثلاثي" داخل المنتدى
أولى الجلسات السرية المتعلقة بموضوع الحوار السياسي كشفها قيادي بارز في حزب تكتل القوى الديمقراطية، وحصلت بين قيادة ثلاثة أحزاب منضوية داخل المنتدى، وهم الوزير الأول السابق يحي ولد أحمد الوقف رئيس حزب "عادل"، ومحمد جميل ولد منصور رئيس حزب "تواصل"، ومحمد ولد مولود رئيس حزب اتحاد قوى التقدم، وقد عقد هذا الثلاثي – حسب المصدر التكتلي – عدة لقاءات سرية تناولت التحضير للدخول في الحوار السياسي، كما نسقت من خلال لقاءاتها السرية مع رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بلخير، وكانت على اطلاع على وثيقته حول الحوار التي سلمها للحكومة الموريتانية.
ووصف المصدر الثلاثي بأنه "خلية نشطة" داخل المنتدى للدفع نحو الحوار السياسي، معتبرا أن اتصالات هذه الأطراف ولقاءاتها السرية البينية ومع أطراف سياسية خارج المنتدى، بما فيها شخصيات مقربة من النظام، شكلت مرحلة متقدمة من جر المنتدى نحو الحوار السياسي.
واتهم المصدر القادة الثلاثة بالوقوف وراء تجاوز الحكومة للرئيس الدوري للمنتدى الزعيم أحمد ولد داداه، من خلال تواصلها المباشر مع الأمين الدائم للمنتدى محمد فال ولد بلال، وليس رئيسه كما جرى به العرف السياسي لدى الهيئات التنسيقية للمعارضة الموريتانية.
ووصف المصدر ما تعرض له أحمد ولد داداه في هذه القضية بأنه "مؤامرة"، معتبرا أن تبرير الأطراف السياسية للموضوع "مضحك"، لأنها بررت الأمر بأن أحمد ولد داداه لا يرد على هاتفه، مشيرا إلى الزعيم أحمد معلوم المكان؛ مكتبا ومنزلا، ولديه العديد من الطرق للتواصل معه، وبالتالي فهذا المبرر غير منطقي ولا مقنع.
مسار المنتدى مع الحوار
"الأخبار إنفو" وضعت موضوع اللقاءات السرية أمام رئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود، لكن الأخيرة فضل الحديث في عموم توجه المنتدى نحو الحوار، ومساره الذي اتبعه خلال الفترة الماضية.
وأشار ولد مولود في حديثه للأخبار إلى أن المنتدى أصدر في شهر ديسمبر الماضي وثيقة تتضمن رؤيته للوضع العام في البلاد ومآلاته، ورأت الوثيقة – يقول ولد مولود – أن موريتانيا إما أن تخرج من وضعها عبر حوار سياسي يفضي إلى توافق شامل، أو تتجه نحو انقلاب عسكري، أو إلى تفكك -لا قدر الله -.
وشدد ولد مولود على أن الوثيقة حظيت بموافقة مختلف الأحزاب السياسية المشكلة للمنتدى، كما صادق عليها القطب السياسي في المنتدى مجتمعا، وبالتالي فهي تعكس الإجماع داخله، وتحدد موقفه من الحوار بوضوح، ومرت بمختلف هيئاته.
وأشار ولد مولود إلى أن المنتدى وبعد خطاب ولد عبد العزيز في مدينة شنقيط في ذكرى المولد النبوي الشريف اجتمع مجددا ونقاش الموضوع، وأصدر بيانا أعلن فيه موافقته على الحوار السياسي، كما أعاد المنتدى نقاش الموضوع مرة ثالثة بعد اتصال الوزير الأول يحي ولد حدمين بالأمين الدائم للمنتدى محمد فال ولد بلال، وكان ذلك النقاش بحضور كافة مكوناته.
وأضاف ولد مولود بعدها رد المنتدى على رسالة الوزير الأول، وأرفق رده بوثيقة قد أعدت في شهر إبريل الماضي، وتتضمن رؤية المعارضة الموريتانية للأوضاع، وقد تمت صياغة الوثيقة حينها – يقول ولد مولود – في وضع عادي، لا انتخابات فيه، ولا حديث عن حوار سياسي وشيك.
المنتدى أجمع على الحوار
وعلى غرار رئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود، تجنب رئيس حزب "تواصل" محمد جميل ولد منصور الخوض في تفاصيل قضية لقاءاتهم السرية – نفيا أو إثباتا – معتبرا أن وضع المنتدى وما تم فيه من اتصالات، والالتباس الحاصل في الموضوع يقتضي التقليل من الأحاديث الإعلامية التي تؤثر على وحدة المنتدى، معتبرا أن وحدة المنتدى "هدف يتبناه الجميع".
ورأى ولد منصور في حديثه لصحيفة "الأخبار إنفو" أن المنتدى مجمع على خيار "الاستعداد للحوار".
لقاءات مع محسن ولد الحاج
لقاءات سرية أخرى أدت لتصاعد الخلاف في أحد اجتماعات الدورية لمنتدى المعارضة، وهي الاجتماعات التي أجراها بعض قادة المعارضة مع رئيس مجلس الشيوخ والشخصية النافذة محسن ولد الحاج.
مصادر من حزب تكتل القوى الديمقراطية قالت لصحيفة "الأخبار إنفو" إن الحزب حصل على معلومات موثقة حول لقاء سري جمع رئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود ورئيس مجلس الشيوخ محسن ولد الحاج، مردفة أن رئيس الحزب والرئيس الدوري للمنتدى أحمد ولد داداه واجه ولد مولود بهذه المعلومات الموثقة أثناء أحد اجتماعات المنتدى العاصفة.
وأضافت المصادر أنه بعد أخذ ورد، ونتيجة دقة المعلومات المقدمة فقد اعترف ولد مولود بلقائه السري مع محسن ولد الحاج، كما اعترف بلقاء آخر مع شخصية بارزة أخرى، رافضا الكشف عن اسمها داخل الاجتماع.
وأثناء هذا الاجتماع العاصف – يضيف المصدر – اعترف أيضا رئيس حزب "عادل" يحي ولد أحمد الوقف بلقاء سري جمعه هو الآخر مع رئيس مجلس الشيوخ الموريتاني محسن ولد الحاج، مشيرا إلى أن اللقاء كان لنقاش ملف الحوار السياسي.
وقد أخذ الموضوع جزءا كبيرا من نقاش المنتدى، حيث رأى عدد من قياداته أن عقد مثل هذه اللقاءات مع شخصيات مقربة من النظام دون علم قيادة المنتدى، ودون استشارة شركائه السياسيين.
مصدر "قاعدي" والمنتدى حدد مضامين حواره
ولد مولود وصف في تعليقه لصحيفة "الأخبار إنفو" على هذا اللقاء بالقول إنه يعتقد أن المصدر الذي تحدث للأخبار "قاعدي لا قيادي"، مضيفا أنهم اعتادوا في مثل هذه اللحظات على كثرة هذا النوع من الأحاديث.
وأشار ولد مولود إلى أن المنتدى حدد المضامين العامة لرؤيته للحوار، وأن الاتصالات السياسية يجب أن تتم من خلاله، مشددا على أن المنتدى سيحاور مجتمعا، أو يقاطع مجتمعا.
لقاءات ولد بلخير وولد عبد العزيز
ومن اللقاءات السرية التي تمت خلال الفترة الماضية، والتي تصب في اللقاءات حول موضوع الحوار، لقاءان غير معلنان جمعا الرئيس الدوري للمعاهدة ورئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بلخير، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.
وحسب مصادر صحيفة "الأخبار إنفو" فقد كان اللقاء الأول مناسبة لتبادل الآراء مول موضوع الحوار، وإبداء كلهما حسن النية للآخر في الدخول حوار سياسي يضمن توافق الأطراف السياسية الموريتانية.
أما اللقاء الثاني فقدم خلاله ولد بلخير لولد عبد العزيز وثيقة حول رؤيته للحوار، كما أكد فيه ولد عبد العزيز استعداده للحوار، وللقيام بكل الخطوات الضرورية لضمان مشاركة الجميع فيه.
شائعات لقاءات أخرى
تداول الحديث عن اللقاءات السرية بين قيادات معارضة وأقطاب في الحكومة أو في الأغلبية الرئاسية، أدت لرواج شائعات عن لقاءات أخرى، بعضها يتعلق بلقاء بين رئيس حزب "تواصل" محمد جميل ولد منصور وبعض كبار المسؤولين في الوزارة الأولى، وهو ما نفاه ولد منصور جملة وتفصيلا.
كما ذهبت بعض هذه الشائعات أبعد من ذلك حين تحدثت عن لقاء جمع القيادي في حزب اتحاد قوى التقدم محمد المصطفى ولد بدر الدين والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، لكن النائب البرلماني السابق والسياسي المعروف، نفى هو الآخر هذا اللقاء، قائلا: "إنه لم يلتق ولد عبد العزيز طيلة حياته، رغم أن مساع حصلت في مرحلة ما من المراحل لعقد لقاء بينهما"، مشيرا إلى معرفة كل منهما لحقيقة الآخر ومواقفه، تجعل من لقائهما عبث لا طائل من ورائه.
وبين اللقاءات السرية والعلنية تترنح عربة الحوار السياسي، في فرصة جديدة لإعادتها العلاقة بين أطراف المشهد السياسي لسكتها، أو عودة كل طرف سياسي لمربعه السياسي الأول، وإلقاء المسؤولية على الطرف الآخر في التشويش على الحياة السياسية في البلاد، ومنع الأوضاع من العودة لطبيعتها المتزنة.
 
             
             
             
         
       
           
           
                 
     
     
     
     
     
     
     
    