تخطى الى المحتوى

الأكياس.. بنوك الفقراء في الأحياء الشعبية بموريتانيا

جدول المحتويات

 

وهي ظاهرة دأب البعض على ممارستها خصوصا في الأحياء الشعبية لأهداف متعددة بتعدد أفرادها الذين تختلف أهدافهم من المساهمة في الكيس ما بين باحث عن مبلغ مالي لإنشاء مشروع صغير أو باحث عن حلول لمشاكل مادية قد تواجهه.

 

النظام المؤسس للأكياس يتألف من أشخاص ومبلغ مالي ومدة زمنية تعقبها عملية فرز وقرعة وفائز. حيث يتم الاتفاق أولا على عدد وهويات الأشخاص المساهمين في الكيس، ثم يتم الاتفاق أيضا على المبلغ الذي يدفعه المساهمون، وهل ستتم عملية الدفع بشكل يومي أو أسبوعي، وما الأجل الذي يفرز فيه محتوى الكيس إذ يختلف من شهر إلى ستة أشهر أو حتى سنة، لتأتي بعد ذلك اللحظة التي ينتظرها الجميع.

 

وحسب توت بنت عبد الله وهي إحدى المساهمات في كيس رفقة أربعة أشخاص: "أحيانا يحوي الكيس مليون أوقية، لكن هذ النوع من الأكياس يضم عددا أكبر من الناس، كما ترتفع فيه المساهمات الشخصية".

 

 وتضيف توت أن كل عضو من فريقها يدفع بشكل شهري مبلغ: 4000 أوقية، ليصل المبلغ إلى 240.000 أوقية بعد نهاية العام.

 

أما عن القرعة فإنها تتم بواسطة كتابة أسماء المساهمين في ورقات يقع الاختيار على إحداها ليتسلم صاحبها المبلغ المالي الموجود في الكيس، وتسهم هذه الفائزة في دورات الكيس القادمة إلا أن الفائزات لا يشاركن في القرعة مرة ثانية قبل أن تكتمل الدورة.

 

غير أنه وحسب بعض المساهمات في الأكياس يمكن تعجيل الفرز أو حتى منح حصيلة الكيس لصالح فائزة في دورة سابقة إن كانت لديها وضعية تستدعي التضامن معها كمرض أو مناسبة اجتماعية أوحتى تشييد بناء لتكون الأكياس بذلك رمزا للتكافل الاجتماعي في الأحياء الشعبية.

 

البعض من سكان الأحياء الشعبية يفضل إنشاء كيس فردي لتجميع المال استعدادا لقضاء عطلة الخريف في مدن وقرى الداخل كحال مينه التي تقول إنه كثيرا ما فاجأها محتوى كيس أنشأته لادخار مبالغ صغيرة؛ حيث تجد أثناء تفريغه مبالغ معتبرة.

 

 وبين حالة مينه وتوت كانت آمنة قبل سبع سنوات من أبرز المساهمات في الأكياس إلا أنها اتخذت قرارا باعتزاله حينما حصل لها العلم بحرمته، كما تقول.

 

 وتؤكد مينه: "للكسب من عرق الجبين طعم أشهى وأسرع من ورقة أو عود قد لا يحالفك الحظ فيه في دورته الأولى وقد يخبؤه لك في دورته الأخيرة".

 

وتبقى الأكياس ملاذا للعديد من مدمنيها في سبيل تحقيق أهدافهم المنشودة التي طال انتظارها، فاختيار اسم المساهم من بين أوراق قرعة كافٍ لتسليمه مبلغا يعينه في مستقبله، إلا أن هذه تطرح التساؤل عن تبعات اجتماعية عديدة قد تترتب عليها.

 

 

الأحدث