جدول المحتويات
ورغم فرحنا وفخرنا بدخول البتول (وكل نائب شريف نزيه) قبة البرلمان فإنه لا يفوتنا حجم التحديات التي تواجه المصلحين في بلد استشرى فيه الفساد ومرد نوابه ووزراؤه، إلا من رحم ربي، على التنافس في التصفيق عند ذكر اسم "فخامة رئيس الجمهورية". فالبتول ستواجه ضغوطا لم تعهدها لدعم مشروع قرار لا تراه صوابا أو ترشيح من يفقد الكفاءة أو غير ذلك من المواقف. فنسأل الله التوفيق والسداد لها ولكل من يريد الإصلاح في الوطن العزيز.
وهذه فرصة لدعوة قوى الإصلاح في البرلمان الجديد إلى تجاوز حدود الأحزاب والدوائر السياسية الضيقة من أجل إبراز انموذج يقتدي به في إصلاح دول العالم الثالث. فمع نهاية الحملة الانتخابية ينتهي الولاء الحزبي ويعود الولاء للوطن. كثيرا ما نسمع السياسيين في بلاد الغرب (التي تحظى بنصيب من العدالة) يقولون عبارات مثل "بالأمس كنا جمهوريين وديمقراطيين . . لكننا اليوم كلنا أمريكيون". فانظر إلى حضور المصلحة العليا في أذهانهم وتقديمها على المصالح الضيقة حزبية أو شخصية.
فلماذا لاتبدأ موريتانيا ربيعا عربيا من البرلمان فـتُري العالم طريقا قصيرا سلسا للانتقال من الظلم إلى العدل ومن الاستبداد إلى الديمقراطية ومن ظلام الجهل والتخلف إلى نور العلم والرقي.