تخطى الى المحتوى

السفير الأمريكي: ساهمنا في تطوير بعض البنى التحتية العسكرية بموريتانيا (المقابلة)

جدول المحتويات

 

تنقلاته المثيرة في موريتانيا التي زار أكثر من سبعين بالمائة من ولاياتها ويطمح لزيارة البقية قبل شهر سبتمبر من العام الجاري.

 

السفير في سطور

من نيروبي إلى نواكشوط مرورا بجوبا والخرطوم جاب لاري آنديري أرخبيل الأزمات في القارة السمراء.

سامر بائعات الفول السوداني على ضفاف النيل، بالطريقة التي التهم بها "المشوي" في عرفات.

مقاربة القرب التي ينتهجها الدبلوماسي الأمريكي في موريتانيا، تغلق أمامه بعض الأبواب لكنها تفتح في وجهه أبوابا أكثر. لا أحد يملك أن يمرغ أنف الدبلوماسية الأقوى عالميا في غبار ملفات مغرقة في المحلية؛ دون إذن من البيت الأبيض، لكن الاستراتيجيات الكبيرة تستفيد مما يظهر أنه يضرها.

تنقل آندري، قبل نواكشوط التي حل بها في سبتمبر من العام الماضي (2014)، بين العواصم الإفريقية موظفا بالبعثات الدبلوماسية الأمريكية في أكثر من عشر دول، وعمل بالعراق وبنغلاديش، إضافة إلى عمله مديرا لمكتب المبعوث الأمريكي إلى السودان.

لا تحمل سيرة الرجل، كما يعرضها موقع سفارته في نواكشوط، إنجازات دبلوماسية خارقة، وتظهر  في خلفيتها "أزمات حلت بأزمات" مثل انقسام السودان إلى دولتين. سهلت لغة آندري الفرنسية، التي ينطقها بلكنة إنجليزية، التواصل مع الموريتانيين، فأثارت تحركاته كثيرا من النقد، وقوبلت بعض تصريحاته بالاستهجان.

الرجل الذي يترك "التحفظ" عند حضور المناسبات الاجتماعية، ويتربع في مطعم لتناول وجبة الغداء في حي شعبي بانواكشوط، تفارقه الشعبوية عندما يتحدث إلى الصحافة؛ فيقرأ  إجاباته من ورقة، ويؤجل إجابة بعض الأسئلة إلى "فرص لاحقة".

 

–         25 سبتمبر 2014 قدم أوراقه سفيرا للولايات المتحدة بنواكشوط.

–         (2000-2002) مديرا إقليميا مسؤولا عن البيئة بـ 14 بلدا إفريقيا  (مقر عمله أديس أبابا).

–         (2011-2013) مديرا لمكتب المبعوث الخاص للسودان وجنوب السودان.

–         (2010-2011) – نائبا لمدير المكتب التنفيذي للشؤون الإفريقية.

–         (2004-2006) – نائبا لمدير المكتب المكلف بشؤون غرب إفريقيا.

–         (1988-1990) –  عمل في مشروع لإعادة دمج اللاجئين في تشاد.

–         (1983-1985) – متطوع في هيئة السلام الأمريكية في السنغال.

–         شهادة ماجستير في الإدارة (1988).

–         والإجازة في العلاقات الدولية (1983).

 

نص المقابلة:

الأخبار إنفو: قمتم منذ وصولكم إلى موريتانيا بالعديد من اللقاءات والجولات الرسمية وغير الرسمية، ويمكن القول إن تحركاتكم خلال أربعة أشهر فقط، فاقت تحركات بعض الدبلوماسيين طيلة إقامتهم في موريتانيا، ما سر هذه التحركات التي تحررت من قيود الدبلوماسية في بعض محطاتها؟


السفير آندري لاري:

 لقد وصلت أنا وزوجتي إلى موريتانيا منذ ما يقرب من ستة أشهر.تتكون مهمتي في موريتانيا من شقين؛ أولا، أنا ممثل للرئيس أوباما لدى الرئيس عزيز، ولحكومة الولايات المتحدة لدى الحكومة الموريتانية. توجد لدينا شراكة وثيقة، وهو ما نسعى إلى توسيع نطاق. وفي هذا الإطار التقيت بكل وزراء الحكومة لمناقشة الطرق التي يمكن أن تساعد بها حكومة بلادي الحكومة الموريتانية لتحقيق أهدافنا المشتركة. وأنا ممتن للعناية الخاصة التي حظيت بها من طرف السادة الوزراء. أما مهمتي الثانية، فتتمثل في أنني سفير للشعب الأميركي لدى الشعب الموريتاني. وتجسيدا لهذا الدور، التقيت بقيادات المجتمع المدني والقيادات السياسية والدينية الأخرى التي تمثل جزءا كبيرا من الرأي الموريتاني. لقد كان لي الشرف بأن قابلت أنا وزوجتي عددا كبيرا من الموريتانيين من جميع المناطق والخلفيات. وقد سررنا كثيرا بما لقينا عند الموريتانيين من كرم ضيافة ولطف.


وأخيرا، أنا سفير أمريكا لدى موريتانيا، لست سفيرا لأمريكا لدى العاصمة نواكشوط فقط. وبما أنني سفير لدولة صديقة لموريتانيا، فمن الطبيعي أن أسافر خارج العاصمة، تماما كما يفعل سفير موريتانيا في الولايات المتحدة. لقد زرت حتى الان 11 ولاية من بين الـ 15 الموجودة في البلد، وأتمنى أن أزور الولايات الباقية قبل الذكرى السنوية الأولى لقدومي إلى هذا البلد الجميل. لقد أديت هذه الزيارات بتنسيق تام مع السلطات الموريتانية، طبقا للبروتوكولات والمواثيق المعمول بها في موريتانا. لقاءاتي كانت مفتوحة وشفافة، لكن للأسف، هناك بعض التقارير الصحفية حول هذه اللقاءات تضمنت أخبارا مفبركة لأنها تعطي معلومات تخالف تماما ما ناقشته فعلا مع الموريتانيين الذين قمت بزيارتهم.كما أن بعض التقارير الصحفية أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع. وخير مثال على ذلك ما يتعلق بخبر حضوري لحفل زفاف في انواكشوط، في حين أنني، وإلى اليوم، لم أحضر أي حفل زفاف في موريتانيا، مع أنني لن أتردد في فعل ذلك إذا ما أتيحت لي الفرصة. وعلى الرغم من ذلك كله أعتقد أن معظم الموريتانيين يثمنون الاهتمام الذي أوليه لمعرفة المزيد عن الموريتانيين بمختلف ولاياتهم ومستوياتهم.

 

الأخبار إنفو: اتهمتم من بعض الأوساط الموريتانية بالسعي إلى تقسيم موريتانيا، وإثارة النعرات بين مكوناتها، ووصفوا حديثكم عن ملف التعايش فيها بـ"المبالغ فيه"، وهم هنا يستحضرون ماضي تجربتكم في السودان إبان تصاعد انفصال جنوبه عن شماله؟


السفير آندري لاري:

إن ثمن حرية التعبير يكمن أحيانا في أن يختار بعض الصحفيين عدم المهنية وعدم النزاهة في نقلهم للأخبار. لكن حرية الإعلام تستحق منا أكثر من ذلك، حتى وإن تعلق الأمر بنسج قصص غير صحيحة بل وأحيانا جارحة حول شخصيات عامة. لقد عانى العديد من الشخصيات العامة الموريتانية من هذه الوضعية بما فيها الرئيس عزيز، حيث نشرت بعض مصادر الإعلام تقارير إعلامية نسبت لهم تصريحات لم يدلوا بها وأفعالا لم يقوموا بها أبد.وأنا على ثقة من أن الشعب الموريتاني سيجد طريقه إلى الحقيقة التي لا تلتصق بالخيال. إن الصحفي المهني يأخذ دوما على نفسه توخي الصدق وذلك بالرجوع إلى المصادر للتحقق من أخباره ولكي لا يقع في مطبات الشائعات.

 

لقد دعوت دائما إلى الاحترام المتبادل بين جميع أفراد الشعب الموريتاني، بغض النظر عن الجهة، أو الثقافة، أو الطائفة أو القبيلة.  لقد ناقشت مع أصدقائي الموريتانيين وبصراحة النضال الذي خاضه بلدي لتحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية والمساواة بين جميع افراده، هذا النضال الذي ما زال مستمرا إلى يومنا هذا، كما يذكرني بذلك دوما أصدقائي الموريتانيون. لقد شجبت في كل تصريحاتي كل ما يشجع على الكراهية للآخرين. لقد حذرت من مثل هذا الخطاب المدمر لأنني شاهدت نتائجه الوخيمة والرهيبة في أماكن أخرى من إفريقيا.


وفيما يتعلق بالسودان، أنا واثق من أن الموريتانيين لديهم من الحكمة والحنكة ما يساعدهم على رفض مثل هذه الادعاءات السخيفة.لقد كنت مديرا مقيما في واشنطن العاصمة لمكتبنا لشؤون السودان وجنوب السودان من أغسطس 2011 حتى أغسطس 2013. وكما تعلمون أصبح جنوب السودان مستقلا في يوليو 2011، أي قبل أن يسند إلي هذا الملف.  وعلى كل حال فأنا فخور بالدور الذي لعبته بعد ذلك من أجل تعزيز السلام وعلاقات التعاون بين السودانين، بالتعاون الوثيق مع مسؤولي الاتحاد الإفريقي خلال عدة جولات من المحادثات في أديس أبابا. لقد بدأت الحرب الأهلية التي أدت إلى حصول جنوب السودان على حق تقرير المصير، في عام 1983 وعندها كان عمري 22 سنة، وكنت آنذاك أقيمفي قرية صغيرة في وسط السنغال كمتطوع في هيئة السلام الأمريكية.

 

وأخيرا فإن كل ما قلته أو قمت به منذ قدومي هنا هو لخدمة أهداف الحكومة الموريتانية المعلنة والتي تسعى إلى تعزيز الحرية و الأمن والازدهار، بما في ذلك توطيد الوحدة الوطني. إن موريتانيا والولايات المتحدة شريكان وثيقا،وسوف أكون دائما وفيا لهذه الشراكة.

 

الأخبار إنفو: أجريتم خلال الأسابيع الماضية العديد من اللقاءات في إطار وساطتكم في ملف الاسترقاق في موريتانيا، أين وصلت جهودكم في هذا المجال؟

 

السفير آندري لاري:

الغرض من هذه اللقاءات هو معرفة مواقف الحكومة والمجتمع المدني وعلماء الدين حول العبودية. كانت هذه اللقاءات ناجحة لأنها مكنتني الآن من فهم مدى تعقد هذه المشكلة العويصة. كما ساعدتني على الاطلاع على الأشواط التي قطعت في سبيل تخليص موريتانيا، الي الأبد، من هذا الإرث وتلك الاشواط التي ما زالت متبقية. ساعدتني هذه اللقاءات كذلك على معرفة أوجه الشبه بين ما حققته موريتانيا في هذا المجال والجهود المستمرة، إلى اليوم، التي يبذلها بلدي للقضاء على كل أشكال العبودية العصرية في أمريكا وإزالة مخلفاتها المحزنة التي راح ضحيتها المنحدرون من العبيد على مدى قرنين من الزمن. ولقد أطلعت المسؤولين في واشنطن على مختلف هذه الرؤى. ونحن نبحث،بالتعاون مع الحكومة الموريتانية،عن طرق لمساعدة موريتانيا في تحقيق تقدم في هذا المجال.

 

و كما قلتها في السر وفي العلن آمل أن أرى كل مكونات المجتمع الموريتاني متحدة من أجل هدف واحد هو مساعدة كل الموريتانيين الذين يرزحون تحت وطأة التبعية التي تنافي كرامة الإنسان في هذا البلد العظيم. وهذا يستوجب عمل الحكومة والمجتمع المدني وعلماء الدين والتجمعات المحلية، كفريق واحد. وهو ما لم يحدث حتى الآن بالرغم من أن كثيرا من الموريتانيين يدعون إلى توحيد الجهود في هذا المجال.

 

الأخبار إنفو: أخيرا، يلاحظ منذ فترة أن أبرز الشخصيات الأمريكية التي زارت موريتانيا خلال الأعوام الأخيرة كانت عسكرية بالأساس، بينما كان حجم ونوعية الشخصيات السياسية محدودا ومن الدرجة الثانية، هل يفهم من ذلك أن اهتمامكم بموريتانيا أمني بالدرجة الأولى قبل أن يكون سياسي؟ وماذا تقولون في الحديث الذي يدور حول تنافس بينكم والفرنسيين في منطقة الساحل؟ وهل أقمتم فعلا قاعدة عسكرية  (صلاح الدين) في الشمال الموريتاني؟

 

السفير آندري لاري:

كما قال الرئيس عزيز "لا يمكن أن توجد تنمية بدون أمن".لقد تمكنت قوات الأمن الموريتانية من حماية موريتانيا بنجاح من الإرهابيين خلال الأربع سنوات الماضية،ونحن فخورون بمساهماتنا في ذلك الجهد الذي جاء بطلب من القيادة الموريتانية. وهذا النجاح العظيم يعود بأكمله إلى قوات الأمن الوطنية الموريتانية الباسلة.

 

لقد استمرت مساعداتنا الإنسانية في مجال الأمن الغذائي للمحتاجين دون انقطاع على مدى السنوات الماضية.أما مساعداتنا التنموية فقد تم تعليقها في القترة ما بين 2005 و2008على أثر التغيير غير الدستوري للحكم لأن القانون الأمريكي ينص على ذلك. بعد الانتخابات الديمقراطية في 2009 و2014 لم يعد لهذا العائق القانوني أي وجود. لكن الدعم التنموي الذي خصص لموريتانيا وزع قبل ذلك على دول أخرى. وأنا أعمل جاهدا من أجل إعادة الدعم التنموي لموريتانيا لكي نساعد الخطة التنموية للحكومة الموريتانية. زيارتي الأخيرة إلى جنوب موريتانيا رفقة الملحق الزراعي الجهوي كانت جزء من هذا الجهد. كما تندرج في ذلك أيضا الزيارة التي أداها مؤخرا فريق من مركز مكافحة انتشار الأمراض الوبائية والتي دامت أسبوعين.  وقد مكنت الفريق من العمل مع مصالح وزارة الصحة من أجل تعزيز الحماية من الأمراض الوبائية. فأنا أعمل على تقوية العلاقات المدنية لكي أوصلها إلى مستوى العلاقات الأمنية.

 

نحن سعداء لرؤية شركاء آخرين لموريتانيا وهم يساهمون بفعالية في تنمية البلاد. لكننا نعتقد أن تنمية موريتانيالا تحتاج بالضرورة إلى شركاء أجانب. فالبلد عنده من الكفاءات والثروات ما يمكنه من أن يتطور لوحده. لكن يمكن للشركاء الأجانب أن يدفعوا بوتيرة التنمية ما داموا يتعاونون بشكل جيد مع الحكومة الموريتانية كما يقوم بذلك بلدي في الوقت الراهن.

 

 وفيما يتعلق بالسؤال الأخير، لا توجد قواعد عسكرية أمريكية في موريتانيا. بطلب من الحكومة الموريتانية، نساعد بعض الأحيان في مشاريع البنى التحتية للقواعد العسكرية الموريتانية، كتوسيع المدرج في باسكنو الذي طلبته الحكومة الموريتانية بتنسيق مع برنامج الغذاء العالمي. 

 

وفي الجزء الثاني من المقابلة إجابة على الأسئلة التالية:

–         هل ترون – بصراحة – أن موريتانيا الآن ديمقراطية؟

–         وضع حقوق الإنسان في موريتانيا؟

–         ما موقفكم الحوار السياسي الذي يتزايد الحديث عنه؟

–         تعديل الدستور الموريتاني؟

–         الوضعية الاقتصادية في موريتانيا؟

–         السجينين الموريتانيين في اغوانتنامو؟

 

 

الأحدث