تخطى الى المحتوى

الصيف.. حين يغامر المنمون بثرواتهم في مراعي الجوار

جدول المحتويات

 

ويزيد من انتشار هذه الهجرة خلال السنوات الأخيرة تقلص المساحات الرعوية في موريتانيا، بفعل موجات الجفاف الناجمة عن ضعف التساقطات المطرية.

 

جفاف متصاعد

وقد عرفت العديد من المناطق الرعوية الشهيرة في موريتانيا تراجعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، ما يهدد الثروة الحيوانية في البلاد.

 

ويقول منمون في مركز عدل بكر الإداري بولاية الحوض الشرقي للأخبار، إن المنطقة التي اشتهرت بتربية الأبقار أصبحت تعاني من موجات جفاف متصاعدة؛ فبعد أن كانت ملاذا للمنمين على مدى عقود أصبح سكانها أنفسهم يضطرون إلى الهجرة بأبقارهم نحو الأراضي المالية.

 

مساحات رعوية في منطقة العطف جنوبي البراكنة ـ الأخبار

كما يشكو المنمون في منطقة العطف الرعوية من تراجع المساحات الرعوية ومن سرعة نفاد المخزون من الأعشاب بفعل الإقبال الكبير التي تشهده المنطقة من المنمين.

 

معابر الهجرة

وتعبر هجرات المنمين الموريتانيين نحو الجارة المالي عبر معابر كوكي الزمالي وعدل بكرو وهامد…وغيرها، وعبر معابر روصو وكيهيدي وتيفونديسيفة "ماتام"… وغيرها نحو الجارة السنغال.

 

معبر كوكي الزمال، جنوبي مدينة كوبني ـ الأخبار

وتمثل المراعي المالية الوجهة المفضلة لدى أغلب المنمين خصوصا في ولايات العصابة والحوضين، بفعل حدودها الممتدة مع الجارة مالي.

 

ورغم غياب إحصائيات عن هذه الهجرات، إلا أنها تتم بأعداد كبيرة وفق المنمين الذين يقدرها بعضهم بعشرات الآلاف. وتعد الأبقار فصيل الثروة الحيوانية الوطنية الأكثر هجرة نحو أراضي جمهورية مالي في فصل الصيف.

 

تهديد للثروة

ويدفع المنمون الموريتانيون ضرائب مقابل العبور بالمواشي والأبقار نحو المناطق الرعوية داخل أراضي الجارتين: مالي والسنغالي، وضرائب أخرى سنوية وفصلية.

 

غير أن شكاوى المنمين تتصاعد من حالات السرقة التي تتعرض لها بعض قطعانهم من حين لآخر، أمام الضعف الكبير في تعاطي السلطات المعنية مع هذه الشكاوى.

 

مقاتلون أزواديون قرب الحدود الموريتانية ـ الأخباركما أن الاضطرابات الأمنية التي تعرفها الجارة مالي تمثل مخاوف كبيرة بالنسبة للمنمين الموريتانيين، حيث يخشى من أن يتسبب تصاعد الأزمة في الشمال وانعكاساتها في الجنوب في حدوث اضطرابات تمس ثروات الموريتانيين.

 

ولا تزال عوامل النقص الحاد في نقاط المياه بالمناطق الجنوبية الشرقية من البلاد، وكذا غياب مصانع للعلف تغطي الحاجة الوطنية، ومحدودية الدعم الحكومي لصالح المنمين، إضافة إلى التصاعد المخيف للجفاف بسبب ضعف التساقطات المطرية.. تشكل مجتمعة تحديات كبيرة للثروة الحيوانية الوطنية.

 

 

 

الأحدث