باحث يحقق نظم الحكم العطائية

وقد أبرز المحقق في تقديمه أن عمله يأتي في فترة عظمت الحاجة إلى مثل هذا الكتاب الذي يقدم التصوف الصافي والمؤصل، في زمن أصبح التصوف فيه بين منكر له متحامل عليه، ومدع له جاهل به مشوه له.

وقد بدأ ولد المنير تحقيقه بترجمة ناظم الحكم "الشيخ أحمدُ بن الشيخ محمد الحافظ العلوي" وهو أحد أبرز علماء ومشايخ نهاية القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الهجري ( متوفى1325 هـ) وترك عددا كبيرا من الكتب تجاوزت العشرين كتابا حسب معاصريه ولكن للأسف لم يصلنا منها إلا القليل نظرا لانعدام البيئة المناسبة لحفظ الكتب.

ويعتبر الباحث ولد المنير نظم حكم ابن عطاء الله أبرز كتب الشيخ أحمد، "وقد أجاد في نظمه للحكم حيث يأتي بألفاظ ابن عطاء الله التي أورد في النثر وهذا أسلوب قل من يقدر عليه من النظام, وإذا أتى بلفظ من خارج الحكم ليكمل به بيتا نبه عليه فيقول في الشرح ب: وقولي "كذا" ليس من نص الحكمة, أو: قولي "كذا" تتميم" حسب ولد المنير.

وقد قدم للكتاب الدكتور محمد المختار ولد اباه رئيس جامعة شنقيط العصرية، واعتبر في تقديمه بأن هذا الكتاب "من عقود الدرر الثمينة" وأن صناعة عقد من هذا النوع عملية يشترك فيها الغائص في البحر؛ الذي يقوم باستخراج الدرر من أصدافها، وصائغ الجواهر الذي يفصل أنواعها ويقوم بتقدير قيمة كل جوهرة منها، وصانع الحلي الذي يقوم بترصيعها وترتيبها ونظمها في سلك العقد.