أعضاء الحكومة المترشحين للانتخابات ومديري الحملات في الداخل كانوا من أوائل الحاضرين للحفل، وأخذوا مواقعهم في مقدمة الخيم المضروبة للاحتفال، فيما سيطرت أحاديث السياسية عليهم.

 

 

وكان في مقدمة الحاضرين وزيرة الوظيفة العمومية اماتي بنت حمادي والمترشحة لمنصب عمدة بلدية لكصر، وإلى جانبها وزيرة الثقافة المرشحة على اللائحة الوطنية لحزب الحراك الذي تتولى رئاسته.

 

كما حضر الحفل وزير الإسكان يحي كان والمرشح لنائب برلماني في مدينة كيهيدي، فضلا عن مدير حملة الحزب الحاكم في الترارزة وزير التجهيز والنقل يحي ولد حدمين، والثنائي الذي تولى الضغط على سكان مدينة كرو وزيرا الدفاع والصحة، والذي لم يجدا الجو مناسبا للاستفاضة في النقاش فانتحيا جانبا خارج الخيام.

 

 

خلف مقاعد الوزراء جلست عمدة بلدية تفرغ زينة فاطمة بنت عبد المالك والمتأهلة هي الأخرى للدور الثاني حسب النتائج الأولية، وكان حديث النتائج طاغيا على الساحة وعلى المنتظرين في الخيم.

 

صدى "أزمة" كرو

خارج الخيام أخذت أزمة كرو الكثير من النقاش بين وزير الدفاع أحمد ولد الدي ولد محمد الراظي، ووزير الصحة أحمد ولد جلفون، وتركز الحديث حول سبل ضمان نجاح لائحة الحزب الحاكم في نواب مدينة كرو، خصوصا وأن الوزيرين توليا الضغط على السكان إلى جانب وزير العدل خلال الفترة الماضية.

 

 

ثالث الجماعة كان الأستاذ الجامعي إزيد بيه ولد محمد محمود ليأخذ النقاش منحى عمليا يجدد فيه وزير الدفاع ثقته في الفوز، مؤكدا أن ثمانية آلاف صوت ستكون من نصيب الحزب الحاكم، هي مجموع أصواته إضافة لأصوات حزب الحراك الشبابي الذي حل في المرتبة الرابعة.

 

وزير الصحة ولد جلفون حرص على الاستفاضة في الحديث مع علي ولد عيسى مدير ديوان الوزير الأول –ربما لنقاش واقع بلدية مالي، والتي توجه فيها لوائح الاتحاد من أجل الجمهورية تحديا حقيقيا مصدره عدد من المغاضبين من أبرزهم ولد عيسى نفسه، والذي رشح لائحة باسم حزب الوحدة والتنمية.

 

وزيرة الثقافة رفضت الخوض في النتائج المعلنة حتى الآن، معتبرة أن الوقت لم يحن بعد للحديث عنها، كما رفضت التعليق على طعن مرشحي حزبها في مدينة كرو في النتائج، مؤكدة أن الحديث عن النتائج يحتاج مقابلة شاملة.

 

حول التدخين…

وزير البيئة آمدي كامرا كان أحد الخارجين من خيمة التدشينات، ليس لنقاش نتائج الانتخابات وإنما لتدخين سيجارة تخفف عنه انتظار وصول الرئيس الذي تأخر عدة ساعات.

 

 

لم يجد وزير البيئة كامرا ولاعة لإشعال سيجارته فلجأ لزميله وزير الصحة ولد جلفون طالبا توفيرها، وكان رد وزير الصحة، كيف أمنحها لك ووزارتي تقيم حملات لمواجهة التدخين، وتدعوا للتوقف عنها، ووزارتك من مهامها حماية البيئة. تبادل الوزيران الضحكات وأشعلت ولاعة وزير الصحة سيجارة وزير البيئة في حفل تشدين كلية الطب التابعة لجامعة العلوم والتكنولوجيا.

 

أحاديث المدرسين والطلاب…

مدرسو كلية الطب تحدثوا للأخبار عن المبنى الجديد للكلية، معتبرين أنه من الناحية الشكلية ينافس مباني الكليات في الدول المجاورة إن لم يتفوق عليها، لكن من الناحية المضمونية لا زال قاصرا عنها.

 

 

ورأى أحد المدرسين أن النقص المسجل في يتعلق بالأجهزة والأدوات اللازمة لتدريس الطلبة، مؤكدين أنه من السابق لأوانه الحكم على ظروف التدريس في المبنى الجديد.

 

ورأى الدكاترة أن التحدي الحقيقي للمبنى الجديد – إلى جانب النقص في الأجهزة – سيكون الصيانة والنظافة، حيث سيحتاج المبنى إلى 300 موظف على الأقل للنظافة والصيانة. يضيف أحد المدرسين.

 

أما الطلاب فأكدوا أن شكل المبنى الجديد مطمئن، ويوحي بتوفر المدرجات والقاعات الدراسية، مؤكدين أنه لا يعرفون حتى الآن أي تفاصيل عن ظروف الإقامة فيه، ولا عن الأجهزة التي سيتم توفيرها.

 

وأثنى الطلاب على الجهود المبذولة من أجل أن تتوفر لهم ظروف مواتية للدراسة، معتبرين أن المستوى العام للكلية لا يختلف كثيرا عن ظروف كليات الطب في البلدات المجاورة.

 

وعن توفير سكن لهم في المركب الجديد قال الطلاب إنه لم يجدوا حتى الآن ما يؤكد ذلك رغم حديث أعضاء في الإدارة عنه، معتبرين أنه من الضروري أن يقيم الطلاب بالقرب من الكلية ليتمكنوا من الدراسة بشكل يومي.

 

وطالب الطلاب بتوفير نقل للطلاب من المدينة وإليها في أيام عطلة الأسبوع، معتبرين أن أكبر عقبة حتى الآن هي مشكلة الطالبات، وما إذا كانوا سيسكنون في السكن الجامعي، أو ستوفر لهم حافلات للنقل.

 

طريق مخوف…

طريق مبنى كلية الطب الجديد لم يكن مفروشا بالورود، فعلى جنابتها امتلأت الأرضية ببحيرات من مياه الصرف الصحي نقلتها صهاريج من العاصمة نواكشوط لتفرغها هناك.

 

وعلى الجانب الآخر من الطريق عملت الجرافات والشاحنات على نقل القمامات بأنواعها لتملأ كل المنطقة، ويمنح الخليط بين مياه الصرف والصحي والقماات المتنوعة لمحيط كلية الطب والطريق إليها رائحة خاصة.

 

وغير بعيد من مدخل الكلية ترتع بعد النوق غير آبهة بالسيارات الفاخرة التي غزت المنطقة فجأة، ولا بالتغييرات التي تعرفها التربة بعد جبال القاذورات وبحيرات مياه الصرف الصحي.