حصاد سنوات من وعود إعمار الطينطان أمام الرئيس

مليارات الإعمار..

ففور النكبة التي تعرضت لها المدينة قبل سنوات وأدت لنزوح الأهالي مخلفين مساكنهم وأسواقهم وقد غمرت المياه ما حوته البيوت السكنية والمحلات التجارية، أعلن عن تمويل بالمليارات مخصص لإعادة إعمار مدينة الطينطان.

حيث قدمت مساعدات وصفت بالكبيرة من دول من بينها المملكة العربية السعودية، غير أن مدينة الطينطان لم تشهد أي عملية إعادة إعمار كما كان يأمل السكان.

هيئة إعمار الطينطان وهي الجهة المسؤولة عن تولي تنفيذ مشروع إعادة الإعمار، وجهت لها اتهامات كثيرة من طرف رابطة متضرري الطينطان، غير أن الهيئة كثيرا ما تعللت بما وصفته تأخر تسديد التمويلات التي أعلنت عنها صناديق دولية وإقليمية وخصوصا الصندوق السعودي للتنمية.

قطع أرضية..

اكتفت السلطات بتوزيع قطع أرضية في المدينة الجديدة استفاد منها بعض المواطنين في الطينطان. ورغم أن شبكة الكهرباء عمت أحياء واسعة من هذه المدينة، إضافة إلى شبكة طرق، إلا أن أزمة المياه الصالحة للشرب وضعف خدمات الصحة والتعليم تمثل تحديا كبيرا أمام السكان.

كما غابت المباني السكنية الجاهزة التي وعد بها المتضررون بديلا عن منازلهم التي غمرتها السيول، حيث تولت الحكومة إقامة مبان إدارية دون بناء أي مساكن للمواطنين.

وحسب مصادر سكانية فإن أكثر من خسمة آلاف أسرة من أصل عشرة آلاف أسرة شردتها السيول لم يستفيدوا من خدمات إعادة الإعمار.

حفاوة الرمال..

كما شهدت زيارة الرئيس للمدينة الجديدة في الطينطان حادثا أربك الطواقم المرافقة للرئيس عندما غرقت السيارة الرئاسية في الرمال ما جعل الرئيس يستبدلها بأخرى سرعان ما غرقت هي أيضا.

وتتزايد شكاوى سكان المدينة الجديدة في الطينطان من الصعوبات التي يواجهونها؛ فالقطع الأرضية التي منحوا إياها تقع في قمم هضاب رملية لا يمكن أن تصلها السيارات في ظل غياب طرقات معبدة تربط أحياء المدينة.

وقد رفعت أثناء استقبال سكان الطينطان للرئيس محمد ولد عبد العزيز شعارات تطالب بتفعيل مشروع إعادة الإعمار، وتدعو إلى الوفاء بوعود توفير سكن للمتضررين من السيول وتوفير الخدمات الأساسية التي تعرف ضعفا شديدا في المدينة.

وكان ولد عبد العزيز قد أدى زيارة إلى مدينة الطينطان في الثالث من دسيمبر 2008 بعد أربعة أشهر من الانقلاب الذي قاده في السادس من شهر أغسطس 2008، وانتقد خلال الزيارة أداء نظام الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله في التعامل مع الأزمة التي عرفتها المدينة المنكوبة.