تخطى الى المحتوى

جدول المحتويات

فلله بلْوَى لو شكوتُ شجونَها *** إلى الورد أمسى الورد مِنهن ساهما
تحمَّلتُ منها ما تحمَّلتُ كاظما *** على مثلِ ما هَدَّ الجبالَ الأعاظما
ورُحْتُ بأشواق الغِوَى لا تُجيبني *** كأن لم أُسِمْ في روضة الحُب سائما
أُكَتِّمُ أنفاسا من الشمس ربما *** أثرن من الليل البهيم المجاثما
وفي الحق لو أني زفرتُ لَهيبَها *** شفاءٌ فحبِّرْها تشبُّ العزائما
كأنَّ على العَوَّاء من قَسَماتِها *** رفارفَ يتركن السَّمومَ نسائما
ليرسلهنَّ الله من نفحاته *** يؤلفن فيما بينهنَّ الغمائما
قوافيَ أحدوهنَّ كل عشية *** وأغدو بها حول الحواميم حائما

يقال إذا أنشدتُها من سنائها *** كأنّك أرسلتَ النجومَ العوائما
فأزهو بها وَجهَ النهار مَخيلةً *** ويَهدلْنَ بِي جُنحَ الأصيل حمائما
يُهلهلنَ وجدي في ارتياحي كأنني *** أجوب بها يوما من الصيف غائما
لبست به والشوق باقٍ على النوى *** ثيابا بأطياب النبي نواسما
فلله ما قد هجنَ من عبقرية *** يَهيم بها من كان في الله هائما
تظلَّلتُها حتى إذا ما تحنَّنت *** عليَّ بها السبعُ الطباقُ همائما
زهَتني إلى القرآن فيها سلافةٌ *** تهز حُميَّاها القلوبَ الحوائما
إذا أخذت مني وأزهرتُ لم أكن *** لأعبقَ إلا عفَّةً ومكارما
هي النور نور الله لو أن قابِسا *** بهذي الدجى أذكى النجومَ العواتما
كما لُحْنَ يوما بالنبي محمدٍ *** عناقيدَ نور يتركُ الليل باسما
بنفسي.. صلاة الله تغمر قبره *** وتَسقي حواليه المُصلى ووَاقما
فلو هاجَنا من صادق الشوق بارقٌ *** إلى الله يَستذري القلوبَ الصلادِما
ولو أننا إذ فاتنا ذاك لم نُقِمْ *** على فائتٍ إلا عليه المآتِما
ولكننا بالغيِّ غامتْ سماؤنا *** فلما رجوناها استهلَّتْ جحائما
ومن عجبٍ أني أَشيمُ بروقَها *** ولم أر قبلي شائما مُتشائما
بلى.. ربما تابعتُ من خُلَّبِ الهوى *** سنى ما سبى إلا امرءً بات واهما
ألا طالما زاغَ الهوى بحُلومِنا *** ورُحنا خِفافًا ضِلَّةً ومَآثما
وطايرنا الشيطانُ ريشًا بقفرة *** أيادي سبا أغْرَى بِهِنَّ السمائما

فطُلَّتْ دماءٌ لا تبالي جُناتُها *** وشائجَ أرحامٍ تُثير المَراحما
وهاجت بها الريح العقيم فلم تذر  *** على الأرض إلا ما وقى الله قائما
كأنْ لم نُبايِعْ خاتم الرسل أنَّنا *** كرامٌ وأنا لانُحلُّ المحارما
ولا تطمئنُّ الأرض إلا بأمْرنا *** تُخِيلُ بآفاق السماء العمائما
بلى.. ربَّما دارتْ بآثامِنا الرحى *** وأظلَمَت الدنيا علينا مَظالما
كأنْ لم يَقُمْ بالقِسط يَقسم بيننا *** أبو القاسم الفياضُ ما كان قاسما

فكيف عَرِينا مِن وَسام جُدودنا *** ولا شوقَ فينا يستجدُّ المياسما
فيا أمةً قد أوْبَقَتْهَا ذنوبُها *** ترى البدرَ منها ليلةَ البدرِ واجما
هجرنا كتابَ الله جهلا وغِلْظةً *** بأكبادنا حتى أسغْنا العلاقما
وقام بأمر الناس مَن ليس قائما *** ولا قائلاً إلا الخنا والملائما
ولما رأيتُ الناس أمستْ صدورُهم *** قبورا تَغَالَى بِغْضَةً ونمائما
دعوتُ أُبيًّا وابنَ مسعودَ تَرحةً *** وناديتُ لو أسمعتُ زيدا وسالما

وضاق بُكائي عن بُكائي تفجُّعا *** على الأنْجُمِ اللائي غدونَ رمائما

على خير قوم كرَّم اللهُ سعيَهم *** فأخرجهُم للعالمين مَعالما
يُثيرون أغْلاسَ الفتوح عن الهدى *** يَشيمُ سناها كلُّ مَن بات شائما
أولئكَ أعمامي الذين بِحُبِّهم *** حدوتُ العلا لما رجوتُ المَغانما
إذا ذُكِروا هاجتْ بِقلبيَ وَهجةٌ *** من الشمس تمحو ليلَه المُتراكما
أقول وقد طالتْ ظلالُ عَشيَّتي *** بذكراهمُ شعرا يهزُّ المَواسما
عسى اللهُ بالقرآن يرأبُ صدعَنا *** وإنْ كانَ أمسى يائسًا مُتفاقما

الأحدث