تخطى الى المحتوى

جدول المحتويات

 

زين الدعاة

رحل السليم من الخنا والعاب***زينُ الدعاة وكوكبُ المحراب

طفق النعيُّ يمزق الأحشا بها***وكأنَّه يرمي الحشا بحراب

رحل السليم! هو الشَّموخ بأنفه***عزا تدثر دمعةَ الأواب

كان الفصيحَ بفعله يوما إذا***لعبت بأهل الحلم ريح ضباب

كان القويَّ إذا النفوسُ تضعضعت***لمصابها أو للهوى الغلاب

رحل السليم! أعيدها، فتعيد لي***قسماتِه، وا فرقةَ الأحباب

كلماتِه تنساب جدولَ رحمة***يحيي وينبت أطيب الأعشاب

بسْماتِه إذ ترتدي لوقاره***ليس السليم بفارغ صخَّاب

وتعيدُ مجلسَه الـمُعتَّق عفةً***ورزانةً للضيف والأصحاب

وتعيد وقفتَه الطويلةَ ضارعا***يتلو ويسأل رحمة الوهاب

وتعيد عبرتَه تسيل إذا دعا***وإذا تلا أو شامَ يومَ حساب

ماذا سأذكر! لن أطيق عديد ما***ينثال في ذكراك من أطياب

صدقت وأيم الله أمك يوم أن سمتك وانتجلت قريع صعاب

لا، لن أطيق وقد عرفتُك يافعا***وفتى وكهلا طاهر الأثواب

مرَّ الصِّبا وعَبَرْتَه ريحانةً***تُهدي زكيَّ شميمِها المصطاب

مزمارُ روحِك آيةٌ أو سُنَّةٌ***أو سجدةٌ في غفلة الرُّقاب

ماذا دهانا إذ تغيب ونأنس الدْ***دُنيا بدونك، يا أمر غياب

وكأن ليالينا الجميلة ـ يا سليم ـ بـ"دفعة" الأخيارِ محضُ سراب

وكأن مجالسك الزكية لم تكن***مأوًى لشادي الوحي غض إهاب

ومثابةً للطامحين إلى العلا***في الفقه والتفسير والإعراب

لو مَدَّ هذا البحرَ سبعةُ أبحرٍ***نفِدت، وما وفَّتْكَ ألفُ كتاب

يا راكبا أشواق روح شفَّها***شوق النبي ونخبة الأصحاب

في جنة الرحمن فوق أرائك***وحفيفُ طير مطرب وثاب

ورفيفُ أجنحة الملائك والمدى***عطر يفوح بأعبق الأنخاب

قد شفَّنا شوق إليك وهَدَّنا***هذا الوداع وخفْقةُ الأبواب

يا هل تعود لنلتقي أخرى وما***ميْت يعودُ لعالم الإغراب

 

 

الأحدث