تخطى الى المحتوى

سهرة الخبراء: طرائف الغربة وصراع الوطن والمهجر (صور)

جدول المحتويات

 

وكان لصراع الوطن والمهجر حظه من النقاش، حيث دعا بعض الخبراء المهاجرين للعودة إلى موريتانيا والاستقرار فيها، وإقامة مشاريع استثمارية، على اعتبار أن ذلك أفضل لهم وللوطن، وهو مقترح عارضه متدخلون في السهرة، مطالبين بتقديم إحصائيات ومعطيات دقيقة عن الوطن، تكون متاحة للجميع، وتمكنهم من اتخاذ القرارات بناء على معطيات دقيقة.

 

حديث الذكريات

بعض الحضور الحكومي في السهرة (الأخبار)الخبراء الموريتانيون القادمون من كندا بدؤوا مع عميد الجالية هناك إبراهيم ولد امغلف، والمقيم في كندا منذ العام 1973، لكن ولد امغلف فاجأ الجميع بتقديم موريتاني آخر سبقه لكندا، وهو محمدي ولد ممون، حيث تحدث ولد ممون عن تجاربه الأولى في المدينة، متحفظا على حديث بعض الحضور باللغات الأجنبية.

 

ودعا ولد ممون الحضور إلى استخدام اللغة العربية أو الحسانية، حتى ولو كان في ذلك صعوبة وعنت، معتبرا أن الأولى أن نتحدث بلغتنا وخصوصا على ثرى وطننا، وفي تظاهرة وطنية تجمع خبراء المهجر بخريجي الجامعات الكندية.

 

جانب من حضور السهرة البارحة في فندق الخاطر (الأخبار)ولد امغلف تحدث هو الآخر عن أوضاع الجالية هناك، داعيا الموريتانيين في المهجر إلى الارتباط بالوطن، والسعي لتقديم ما أمكن من الخدمات والمساهمة في تنمية الوطنية وازهادره.

 

مدير بنك المعاملات الصحيحة عبد الله ولد المختار ولد داداه تحدث عن ذكريات وصوله لكندا 1972 رفقة زميل له، معتبرا أنهم وجدوا الكثير من الصعوبات في تعمل الطبخ، وفي التكيف مع الحياة الجديدة في الغربة.

 

مدير بنك المعاملات الصحيحة (يمين) وبجانبه وزير التجهيز والنقل (الأخبار)وقال ولد المختار إنه وزميله ذهبوا بعيد وصولهم للبحث عن منزل لتأجيره، واختارا في أحاديثهم مع الناس فرنسية باريسية منتقاة، لكنهم فوجؤوا بإحدى مخاطباتهم تقول لهم: "بأي لغة تتحدثون؟!".

 

كما تحدث الوزير السابق محمد ولد الناني عن ذكريات مشابهة في كندا أيام دراسته فيها.

 

وكان ذروة القصص الطريفة مع وزير التجهيز والنقل الحالي يحي ولد حدمين، والذي تحدث عن وصوله لكندا رفقة 11 طالب موريتاني في العام الدراسي 1973 – 1974، معتبرا أن أولى المفارقات التي حصلت لهم هي أنهم ذهبوا لاقتناء ملابس من أحد الأسواق، وكانت المفاجأة أنهم اشتروا نفس الثياب، بنفس الألوان ونفس المواصفات، وكانت كلها باللون الأحمر.

 

ترى ما الذي يقوله ولد حمزة للمرشحة لخلافته بنت حمادي ؟! (الأخبار)وأضاف ولد حدمين أن دخلوا الكلية التي سيجلون فيها اليوم الموالي وهو يرتدون الثياب الحمراء، وعند دخولهم علق أحد الطلاب: "أحاط بكم الجيش الأحمر"، وهو لقب يطلق حينها على جيش الاتحاد السوفيوتي.

 

وكانت المفارقة الثانية هي وصولهم لشباك التسجيل حيث فوجؤوا بالمسؤول عن التسجيل يقرأ أرقام ميلادهم، ثم يغادر ليخبر إدارته أن لديه حالة فريدة تتمثل في أكثر من عشر طلاب قدموا من بلد واحد، وتاريخ ميلادهم مواحد.

 

صراع الوطن والمهجر…

هذه المشاركة دعت لتقديم أرقام عن الأوضاع بدل الأحاديث المتضاربة عن الأوضاع في الداخل (الأخبار)وفضلا عن ذكريات وطرائف الغربة برز صراع قوي بين البقاء في الغربة، والعودة للوطن، حيث دعا بعض الحاضرين الخبراء إلى العودة السريعة للوطن، فيما عارضها آخرون داعين إلى البقاء هناك والمساهمة قدر الإمكان في خدمة الوطن وتنميته.

 

أحد الخبراء العائدين للوطن، اعتبر في كلمته أن العودة أولى، مهما كانت ظروف الوطن، مؤكدا أن الواقع أثبت له أن القليل في الوطن خير من الكثير خارجه، داعيا العائدين إلى الصبر فترة لأن الموجودين في الداخل سيعزلونهم لقرابة عام – باعتبار أنهم من أهل الخارج – قبل أن ينفتحوا عليهم، وتفتح عليهم أبواب الأعمال.

 

بعض الخبراء القادمين من كندا الولايات المتحدة الأمريكية (الأخبار)وصب حديث الوزراء الحاضرين في هذا الاتجاه، خصوصا وزيرة الوظيفة العمومية اماتي بنت حمادي، ووزير الاقتصاد والتنمية سيدي ولد التاه، حيث تحدثا عما وصفاه بالتغييرات الإيجابية التي عرفتها موريتانيا في المجال الديمقراطي والاقتصادي.

 

لكن إحدى الحاضرات اعترضت على الموضوع، معتبرا أن هذا التناقض في تقديم صورة الداخل الموريتاني غير مقبولة، قائلة: "نحن نجد صورة وردية عن موريتانيا هي التي قدمت لنا الآن، ونجد صورة أخرى عن موريتانيا عاصمتها غارقة في مياه الأمطار والوحل، والسبب هو اعتمادنا لصورة لفظية قولية".

 

وطالبت بتوفير معطيات رسمية عن الأوضاع، عن نسبة البطالة، عن حجم الاستثمار المالي، مؤكدة أنه في حال توفير هذه المعطيات فلن يكون بحاجة للحديث عنه عن واقع موريتانيا لأنه سيجده موثقا من خلال هذه الأرقام.

 

وساندها رئيس مجموعة انواكشوط الحضرية أحمد ولد حمزة في رأيها.

 

الأحدث