جدول المحتويات
وتساءل قانصو وهو شيخ شيعي يتولى منصب نائب رئيس المؤسسة الإسلامية الاجتماعية في السنغال في مقابلة مع الأخبار أجراها خلال زيارة له إلى انواكشوط قائلا: "أليس من حق من يعتنق المذهب الشيعي أن يكون له ولو مركزا أو حسينية أو مكتبة؟ وهل تشكل هذه الخطوة تهديدا للأمن والأمان والسلم؟ أو تشكل تهديدا للإسلام؟"، وذلك "في الوقت الذي تنتشر فيه مراكز ومؤسسات لمذاهب وطرق أخرى". يقول قانصو.
وشملت المقابلة حديثا عن الأوضاع في العالم الإسلامي، وتوجه التشكيلات الشيعية نحو السلاح في عدة دول سنية، وكذا علاقة المذهب الشيعي والمشروع السياسي الإيراني، فضلا عن الوجود الشيعي في موريتانيا.
كما تناولت المقابلة مواضيع الخلاف بين الشيعة وأهل السنة، خصوصا موقف الشيعة من الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وموقفهم من اعتراف الحسين بن علي بإمامة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، ومبايعته له، وغير ذلك من المواضيع.
وهذا نص المقابلة:
الأخبار: هل هذه أول زيارة لكم إلى موريتانيا؟ وهل تعلنون فعلا بهذه الزيارة عن وجود رسمي للشيعة في موريتانيا؟
الشيخ محمد قانصو: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وبفضل الله بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعز المرسلين، سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الكرام المنتجبين.
أشكركم على إتاحة هذه الفرصة لكي نعبر عن وجهة نظر، ولكي نجيب على بعض الأسئلة والهواجس التي كونت عنها فكرة خلال إقامتي القصيرة في هذا البلد، حول ما يجول في خواطر كثيرين عن موضوع الشيعة، وعن الوجود الشيعي في موريتانيا.
في الحقيقة هذه هي زيارتي الأولى إلى موريتانيا، وهي جاءت تلبية لدعوة عدد من الإخوة والأصدقاء، وليست ذات طابع رسمي، ولا ديني تبليغي بالمعنى الحقيقي للكلمة، وإنما هي زيارة تعارف، وتعريف.
أما ما تفضلتم به عما إذا كانت تعني إعلان وجود رسمي شيعي في موريتانيا، فلست أنا بالشخص المخول للإجابة على هذا السؤال، لأنني أنا في النهاية زائر، ولكنني أعلن أنه في موريتانيا كما في كل بلد من العالم الإسلامي هناك من يعتنق المذهب الشيعي، وهناك من يعتنق المذهب الحنفي، والمذهب الشافعي، والمذهب المالكي، انطلاقا من كون الجميع مسلمين، وانطلاقا من الانحياز الكامل لحرية الرأي، وحرية المعتقد، وحرية التعبير.
فأن يكون في موريتانيا شيعة، أو أن يعتنق بعض الموريتانيين المذهب الشيعي فهذا لا يعني أن هناك مشكلة، أو أن هناك ما يثير الاهتمام أو الهواجس أو المخاوف، حتى يكون السؤال الذي تكرر على مسمعي عن الوجود الشيعي، وعن المد الشيعي، وعن التشيع، وحركة التشيع في موريتانيا.
أنا أعتبر أن هذه ظاهرة طبيعية، ونحن اليوم في القرن الحادي والعشرين، في عصر التكنولوجيا وفي عصر العولمة، وفي عصر الانفتاح، وفي عصر تمازج وحوار الحضارات والثقافات، فأنا أعتقد الآن أنه لكل إنسان أن يطلع على الفكر الذي يريد، ويعتنق الدين الذي يريد دون أن يكون أن يكون لدى الآخر حزازة في ذلك، أو أن يثير ذلك مخاوف الآخرين، انطلاقا من إيماننا بالحرية وبالديمقراطية، وبحقوق الإنسان.
أنا أعتقد أنني الآن أزور دولة مدنية، ودينية، تتبنى النظام الجمهوري، وتضمن حرية الرأي والتعبير، وهذا أمر مطمئن.
الأخبار: كم يبلغ عدد الشيعة في موريتانيا؟
الشيخ محمد قانصو: أنا ليست لدي إحصائية، ولكنني أقول لك بكل وضوح إن عدد الشعية لا يتجاوز العشرات، وهي ليس بحالة، وإنما هي حالات فردية، ولا أعتقد صحة ما يشاع من أن هناك مد شيعي..
	
الأخبار: (مقاطعا) هناك من يتحدث عن أربعين ألف شيعي في موريتانيا.
الشيخ محمد قانصو: هذا كلام يراد منه التهويل والتخويف. ولو افترضنا أن عدد الشيعة هو أربعمائة ألف ما المشكلة في ذلك؟
الأخبار: هل توجد في موريتانيا حسينية؟
الشيخ محمد قانصو: لم أزر مركزا أو معهدا أو حسينية للشيعة في موريتانيا، وإن كنا نتمنى أن يكون لديهم ما لغيرهم.
الأخبار: وهل يعني عدم زيارتكم لها أنها غير موجودة؟
الشيخ محمد قانصو: لا، لا، أنا حصلت على معلومات أنه ليس هناك وجود شيعي بالمعنى التأطيري للكلمة. ولم أرز مؤسسة، لم أزر معهدا، لم أرز حسينية، لأنها غير موجودة.
غير موجودة، هذه هي الحقيقة، أنا التقيت بعض الأفراد، بعد الإخوة، ولكنني لم أجد مؤسسات، لم أجد مراكز، لم أجد معاهد.
الأخبار: وهل تدعون لإقامتها؟
الشيخ محمد قانصو: أنا عندما أتحدث فيها هذا الشأن، وفي الدعوة لإقامة حسينية، أعتبر أن هذا شأن موريتاني داخلي، وهذا ينبع من رغبة الإخوة الموريتانيين في إقامتها.
ولنفترض الآن أنهم أقاموا مركزا أو مؤسسة تحت سقف القانون، وبناء على ترخيص أين تكمن المشكلة في ذلك؟ لنفترض أنهم وبناء على رغبتهم، واعتمادا على إمكانياتهم قرروا أن يبنوا مركزا لهم هل هذا برأيك مشكلة؟
هذا في الوقت الذي تنتشر فيه مراكز ومؤسسات لمذاهب وطرق أخرى. أليس من حق من يعتنق المذهب الشيعي أن يكون له ولو مركزا أو حسينية أو مكتبة؟ وهل تشكل هذه الخطوة تهديدا للأمن والأمان والسلم؟ أو تشكل تهديدا للإسلام؟
الأخبار: (مقاطعا) جئنا لنسأل فتلقينا سيلا من الأسئلة؟
الشيخ محمد قانصو: لا، أنا لا أوجه أسئلتي إليكم، بقدر ما أوجهها إلى المحيط، أنا هنا أتحدث بجد، فقد سمعت الكثير من الأسئلة.
أنا لا أعرف أين هي المشكلة إذا أراد الشيعة أن يكون لهم معهدا أو مركزا؟ لا أعرف مصدر الخوف في هذا.
الأخبار: هل كانت زيارتكم بتنسيق مع السلطات الموريتانية؟
الشيخ محمد قانصو: لا، لأنها كما قلت ليست زيارة ذات طابع رسمي، وليس من ورائها أهداف، هي زيارة تعارف، وتلبية لدعوة، هي بمثابة دعوة من صديق.
الأخبار: هل لمستم من السلطة موقف ترحيب بكم؟
الشيخ محمد قانصو: طبعا لمسته، فقد التقيت بعدد من الشخصيات ومن الناشطين في إطار المجتمع المدني، وبعض الشخصيات التي تدور في الفلك الاجتماعي العام.
وما لاحظته أن هناك تضخيما للملف الشيعي، حتى وجدنا أنفسنا دائما في موقف المدافع، وكان أغلب حديثنا دفاعيا، ويدور حول الشيعة والسنة، وأنا أعتقد أن علينا أن نتجاوز هذا الموضوع.
الأخبار: لم تلتقوا بأي ممثل عن السلطة في موريتانيا؟
الشيخ محمد قانصو: لا، لا.
الأخبار: هل سبق لشيعة موريتانيا أن قاموا بزيارات خارجية لإيران أو لبنان أو لغيرهما؟
الشيخ محمد قانصو: أنا نائب رئيس المؤسسة الإسلامية الاجتماعية في السنغال وأنا عندما بعض الإخوة ألتقي بهم من خلال زياراتهم للسنغال.
أما في ما يخص زيارة الإخوة لإيران أو لبنان فأنا لست على اطلاع أو على علم بها، أو أن هناك زيارات منظمة، أو تواصل مع إيران، أو لبنان، لأن ما لسمته حقيقة هو أن هناك عمل فردي، ووجود فردي لبعض الإخوة الشيعة لا يرقى إلى مستوى علاقات وتنسيق وتبادل زيارات أو تبادل خبرات أو إمكانيات، يعني الأمور أبسط مما تتصور بكثير.
	
الأخبار: في موضوع الشيعة والسنة الذي أشرتم له آنفا، هل ترون أن الأشعرية والمالكية، وهما المذهب العقدي والمذهب الفقهي السائدين في موريتانيا على صواب؟
الشيخ محمد قانصو: قبل أن ندخل في هذا الموضوع أريد أن أجيب على سؤال قد يدور في ذهن القارئ أو المستمع حول المخاوف التي تطرح، والتي لمستها بشدة، وأنا أريد من خلال منبركم الكريم ومن خلال جريدتكم الغراء أن أوجه سؤالا للرأي العام الموريتاني، فأنا شعرت بشيء من التضييق في الحقيقة، وشيء من الضغط حتى على وسائل الإعلام، كان مقررا أن تكون هناك مقابلة تلفزيونية مع بعض القنوات، وكان هناك تنسيق مسبق، ولكنني صدمت أنه في اللحظة الأخيرة عندما توجهنا إلى هذه القناة، وكان من المقرر أن يبدأ التسجيل بعد دقائق فوجئت بأنها هذه المقابلة قد ألغيت بشكل مفاجئ، وعلمت فيما بعد أن القناة تعرضت لضغوط.
الأخبار: من طرف من؟
الشيخ محمد قانصو: أعتقد أن الضغوط – وبصدق – لم تكن ضغوطا رسمية بقدر ما كانت ضغوطا من بعض الذي يمثلون تيارا أو وجهة نظر دينية متطرفة أو متحفظة إلى حد ما، بحيث أنها لا تقبل الآخر ولا تجرؤ على محاورة الآخر، أو الاستماع إلى الرأي الآخر، وهذا أمر مؤلم حقيقة، خصوصا وأننا ندعوا دائما إلى الحوار، وإلى النقاش، وإلى الاستماع لبعضنا البعض، نحن مسلمون ولا يحق لأحد أن ينزع صفة الإسلام عن الآخر، نحن مسلمون، ولا ننتظر من أحد – كشيعة إمامية اثنا عشرية – لا ننتظر من أحد أن يعطينا براءة اعتراف، تاريخنا ضارب في القدم، ثقافتنا، وعقيدتنا، وفكرنا، وفقهنا ضارب في التاريخ، ولذلك نحن ندعو إلى الحوار، حتى أنني عندما جئت كان هناك مبادرة لدى بعض القنوات الإذاعية أن تجري مناظرة أو حوار ولكن الدعوة رفضت، رفضت من الطرف الآخر الذي يعتبر أن لا يمكن الجلوس مع الشيعة، وربما ينظر له كأمر محرم، أو مرفوض.
أنا ما يهمني أن أقول للرأي العام الموريتاني، وللشعب الموريتاني الحبيب أنه من يثير المخاوف من الشيعة ويصور لكم بأن الشيعة يشكلون خطرا، من يزرع في نفوسكم هواجس عن مد للشيعة، فهذا يجافي الحقيقة تماما، نحن ندعو إلى المواطنة، وأنا في كل لقاءاتي حتى عبر الإعلام دعوت شيعة موريتانيا – إذا كان في موريتانيا ما يمكن أن يسمى وجودا شيعيا – وأؤكد أن ما يوجد حتى الآن حالات فردية، وهذا لا يضير موريتانيا بل هو غنى، أن يكون هناك تنوع ثقافي وتنوع ديني، هذا غنى، وليس فقرا، قلت للموريتانيين جميعا، وخصوصا للمتشيعين وللشيعة منهم، كونوا مواطنين قبل كل شيء، بمعنى أن عليكم أن تعيشوا حس المواطنة، أن تلتزموا بقوانين بلادكم، أن تكونوا تحت سقف القانون، أن تكونوا دائما عنصر بناء وليس عنصر هدم، أن تكونوا دائما عامل تطوير لبلدكم، وأن تحفظوا على أمنه وأمانه، وأن تنشر والمحبة والسلام.
الأخبار: وبخصوص السؤال، موريتانيا تنصف حتى الآن أنها سنية 100%، مالكية 100% أشعرية 100% هل ترون أن المالكية والأشعرية على صواب؟
الشيخ محمد قانصو: نحن نعتقد أن تكفير المسلم لأخيه، ورفض المسلم لأخيه، مشكلة كبيرة، ونحن نواجه بهذه المشكلة، يعني بعض المسلمين المتطرفين طبعا، المنغلقين على أنفسهم، ولا أقصد بذلك كل المسلمين، نحن أصلا من مدرسة واحدة، الأشاعرة، والحنفية، والشافعية، والمالكية، نحن من مدرس واحدة، من مصدر واحد، من معين واحد، من كتاب واحد، هناك اختلاف فقهي وعلى مر التاريخ الإسلامي لم تكن هناك مشكلة ما بين الشيعة الإمامية والمالكية، خصوصا إذا قلت إن الإمام مالك أو الأشعري أو أبا حنيفة تتلمذوا عند الإمام جعفر الصادق، وهذا باعتراف جميع المسلمين، فالمصدر واحد، والمدرسة واحدة، فأن تكون موريتانيا مالكية ليس لدينا مشكلة في ذلك أبدا، أن تكون أشعرية ليس لدينا مشكلة.
الأخبار: وأن تكون سنية 100%؟
الشيخ محمد قانصو: أن تكون سنية 100%، أين هي مشكلة الشيعة في البلدين يعيشون بها في ظل أكثرية سنية.
الأخبار: هناك سؤال عن هذا الموضوع سنأتي عليه. دعني الآن أسألك، ما الفرق بين التشيع كعقيدة ومذهب، وبين المشروع السياسي الإيراني؟
الشيخ محمد قانصو: التشيع فكر وعقيدة، هو مذهب بكل ما تعنيه كلمة مذهب، وما تتضمنه من اعتقاد، من فقه، من رؤى من تفسير، من تاريخ، من سيرة، من سنة، هو مذهب قائم بذاته، والتشيع ليس وليد سنة أو سنتين، وهو ضارب في التاريخ الإسلامي، مذ كانت الرسالة.
الشيعة موجودون في مناطق كثيرة من العالم، وليس لديهم مشروع واحد، ولا خطة عمل واحدة، في كل مكان يكون للشيعة ظروف، وتكون للشيعة سياسة لا تتصادم مع السياسة العامة للبلد، مثلا في لبنان لدينا شيعة وهي الطائفة الأكبر في لبنان، وأتحدث بحكم كوني لبناني وأعرف تماما ماذا أقول، برأيك هل للشيعة في لبنان مشروعهم الشيعي؟ مع أنهم هم الطائفة الأكبر، يعني باستطاعة الشيعة أن يحولوا لبنان لو أرادوا إلى دولة شيعية، من خلال إقصاء الآخر، ومن خلال مصادرة حق الآخر في التعبير عن نفسه.
ولكن انظر إلى لبنان الشيعة الذين يشكلون غالبية في لبنان يشكلون حكومة، ويتقاسمون السلطة مع غيرهم، من أبناء الطوائف والمذاهب الأخرى، المسيحيون، الإخوة السنة، الدروز، وغيرهم من أبناء الطوائف، ليس للشيعة مشروعا سياسيا عاما تتزعمه إيران أو غير إيران، هناك ظروف وحيثيات لكل بلد، وتراعى مصالح البلاد التي يعيش فيها الشيعة، وذلك بوحي وتعليمات أئمتهم ومراجعهم.
الأخبار: إذا نظرنا إلى الوجود الشيعي الحالي في الدول السنية، سنجد أنه إما تشكل في طور مسلح، أو طور قابل لذلك، خذ مثلا اليمن، ولبنان، والعراق ونيجريا، والبحرين؟
الشيخ محمد قانصو: أنت الآن تخلط ما بين التشيع وما بين الفكر السياسي، أو النشاط السياسي الذي يمثله الشيعة، بمعنى الذي يعيشه الشيعة..
الأخبار: ما ذكرته هو أن هناك تداخل ما بين الشيعة كعقيدة ومذهب، والمشروع السياسي الإيراني؟
الشيخ محمد قانصو: علينا أن نفصل ما بين تشيع كتشيع، وما بين السياسة التي هي الآن..
الأخبار: وهل يفصل الشيعة بينهم؟
الشيخ محمد قانصو: لا، لا أقصد أن هناك فصل ما بين السياسة والدين بالمعنى الحرفي، ولكن أقول: الآن في اليمن مثلا بل ما يجري في غيرها، أحيانا نعطيه توصيفا سياسيا، نقول بأن ما يجري هو نتيجة تحالفات أو نتيجة سياسات مشتركة، وأحيانا نقول هذا مشروع شيعي عالمي، يريد تشييع العالم، أنا أجزم لك بأن هذا الكلام ليس صحيحا، قد تلتقي بعض المصالح السياسية، قد يكون هناك حلف، أو قد يكون هناك تعاون، أو قد يكون هناك مشتركات، قد تكون هناك عناصر جمع، ولكن أنا أتكلم بكل صدق وبكل شفافية، ليس هناك مشروعا شيعيا موحدا، هناك مصالح قد تكون مجتمعة، هناك سياسات، العالم كله يتحرك في فلك السياسة، وليس الشيعة لوحدهم، الآن في كل مكان في العالم هناك تحالفات سياسية، هناك صفقات سياسية، هناك محاور سياسية، أليس هذا موجودا في الشرق في الغرب، في أي مكان في العالم، ولكن أن تعطيها التوصيف الشيعي أنا أقول لك هذا ليس صحيحا.
الأخبار: ولكنها أخذته هي نفسها، الحوثيون مذهبهم الشيعي واضح، وارتباطهم السياسي بإيران جلي؟
الشيخ محمد قانصو: الشيعي يرتبط بإيران باعتبار أن إيران هي دولة شيعية، السني يرتبط بالسعودية باعتبارها أنها دولة سنية أو إسلامية.
الأخبار: وعليه سيكون الشيعة في العالم امتداد للمشروع الإيراني، والسنة امتداد للمشروع السعودي؟
الشيخ محمد قانصو: لا، أنا أقصد الارتباط الطبيعي، أن يكون لديك مصالح، أو أن تكون لديك علاقات، ولكن لا أقصد بذلك التحكم السياسي، أو إدارة الأمور السياسية، هل السنة في موريتانيا اليوم بشكل عام ليس لديهم انتماء لبلدهم وانتماء لدولتهم، وإنما هم يعتبرون أنفسهم مكونا تابعا للسعودية أو لقطر أو للبحرين أو لأي دولة أخرى في العالم؟ طبعا لا يعتبرون ذلك، ولكنهم لا يتنكرون لعلاقات بإخوتهم في هذه الدول، نحن كذلك لا نتنكر لعلاقتنا بإيران، ونعتبر أن إيران جمهورية إسلامية بحكم الوضع الديمغرافي فيها هي دولة الشيعة في العالم، بحكم الواقع، ولكن هذا لا يعني أن كل ما يتحرك به الشيعة في العالم هو بوحي سياسي أو بوحي مشروع موحد يسعى إليه الشيعة، وعلى أساسه ينسج الشيعة علاقاتهم بالعالم.
ما يحدث في اليمن من المؤكد أن وراءه تنسيقا بين الحوثيين وإيران، وهذا من المعلن ولا يخفيه أحد، من الواضح جدا أن هناك تبن في لبنان لدى مكون كبير من الشيعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويعتز بتبعيته لهذه الجمهورية، ولسياساتها، ولكن هذا لا يلغيه، لا يجعله في وقت من الأوقات مستقلا مراعيا لظروف بلده، مراعيا للظروف التي يعيش فيها، والأحداث التي تحيط به.
ما أريد أن أقوله هو أنه علينا أن نفصل تماما ما بين مشروع شيعي منظم، ويسير بوتيرة محددة، وينسج علاقاته، ويرسم خططه على أساس أن إيران تقود اليوم مشروعا شيعيا عالميا، هذا ما أثير من فترة من الفترات في الشرق الأوسط حول الهلال الشيعي التي تريد إيران تأسيسه في المنطقة، أنا أقول أن هذا ليس صحيحا.
الأخبار: ألا تسيطر إيران الآن على أربع عواصم عربية، هي بغداد، ودمشق، وبيروت، وصنعاء أخيرا؟
الشيخ محمد قانصو: هذا المقصود منه تأجيج الصراع المذهبي، تأليب قلوب المسلمين بعضهم على بعض، زرع مخاوف وهواجس لدى الآخر على أخيه، حتى ننطلق ونبقى جميعا في دائرة تخوين بعضنا البعض، وتكفير بعضنا البعض، وتعميق الهوة والصراع، والمستفيد الأكبر من هذا الأمر هو الاستعمار، هو السياسة الصهيونية التي تسعى إلى تمزيق المسلمين، وتفتيت المسلمين، وتدمير الكيان الإسلامي بشكل عام.
أنا أقول لا يجوز أن يكون الهاجس الأكبر اليوم لدى المسلمين – لا في موريتانيا ولا في غير موريتانيا – أن يكون الهاجس الأكبر هو الخوف، هو الترقب والحذر من الشيعة، أو من وجود شيعي، أو من تشيع بعض الإخوة، باعتبار أن الشيعة لديهم مشروعهم.
الأخبار: هذا عن الارتباط بالمشروع الإيراني. لكن ماذا عن التوجه العام لدى التشكيلات الشيعية في الدول السنية نحو حمل السلاح؟
الشيخ محمد قانصو: سيدي أنت تتحدث اليوم عن توجه، دعنا نتحدث بكل صراحة، تتحدث عن توجه مسلح شيعي في نيجيريا..
الأخبار: العراق، اليمن، لبنان؟
الشيخ محمد قانصو: ولكن لماذا لا تتحدث عن توجه مسلح متطرف في أكثر من دولة من دول العالم، بل في كل العالم، هذا التطرف، وهذا التوجه الذي يقتل، والذي يذبح، والذي يقطع الرؤوس، والذي يشوه صورة الإسلام والمسلمين، والذي يزرع الخوف والرعب في كل مكان في العالم حتى في موريتانيا، أليس لديكم مشكلة اليوم..
الأخبار: لو كنت أقابل أحد قادة القاعدة لسألته عن التشيكلات المسلحة السنية، لكن أنا اليوم أقابل قيادي شيعي، لذا سأسأله عن الشيعة
الشيخ محمد قانصو: أنا سأجيبك، لكن قبل الإجابة أريد أن أقول لماذا دائما نثير الخوف في الناس من تسلح شيعي، أو من وجود شيعي مسلح..
الأخبار: في دول ذات غالبية سنية؟
الشيخ محمد قانصو: نعم، وجود شيعي مسلح، أنا أستغرب هذا العنوان، لا أجد حقيقة لهذا العنوان: "وجود شيعي مسلح"، أين؟
الأخبار: الوجود الشيعي في الدول السنية إما مسلح بالفعل، أو في طور ذلك؟
الشيخ محمد قانصو: أعطني نموذجا.
الأخبار: حزب الله في لبنان، التشكيلات الشيعية المختلفة في العراق..
الشيخ محمد قانصو: اسمعني، حزب الله في لبنان مقاومة..
الأخبار: أليس تشكيلا شيعيا مسلحا؟
الشيخ محمد قانصو: تشكيل شيعي مسلح، لكنه مقاومة..
الأخبار: وماذا عن الحوثيين في اليمن، وتشكيلات الشيعة في العراق؟
الشيخ محمد قانصو: دعني أبدأ من لبنان، حزب الله ليس حالة طارئة، حزب الله يشكل قاعدة كبيرة جدا، وهو مكون أساسي من المجتمع اللبناني، ليس حزبا جاء من الخارج وتسلح، هو الآن موجود في كل تفاصيل المجتمع اللبناني وفي قلب الحكومة اللبنانية، وفي قلب السلطة اللبنانية، وفي قلب الحكم اللبناني.
حزب الله مقاومة مسلحة قاومت وتقاوم العدو الإسرائيلي الذي كان وما زال يشكل تهديدا على أمن لبنان وأمانه، ولعل سمعت بالأخبار مؤخرا، نحن ما زلنا نعاني من خروقات إسرائيلية، نحن ما زلنا نعيش حالة استعداد دائم، وحالة طوارئ دائمة تحسبا لأي عدوان إسرائيلي على لبنان، فحتى الآن عندما نقول إن هناك تشكيلا شيعيا مسلحا، ما الهدف؟ الهدف هو أن هناك عدوا إسرائيليا هو عدو جميع اللبنانيين.
أنا أعتقد أن هذا السلاح ليس موجها أو مصوبا لقتل اللبنانيين.
الأخبار: لكنه موجه إلى السوريين.
الشيخ محمد قانصو: دعني, ليس موجها ضد اللبنانيين، أو ضد السنة في لبنان، أو ضد المسيحيين، هذا السلاح موجه ضد الإسرائليين، إذا فهو يملك شرعية وجودية قديما وحديثا، ولا نقاش في ذلك.
الأخبار: موضوعنا عن التشكيلات الشيعية عموما، وليس عن حزب الله تحديدا، الحوثيون مثلا؟
الشيخ محمد قانصو: الحوثيون هم أيضا مواطنون يمنيون، تقول إن هناك خلافا أو اختلافا على السلطة، أو أن هناك مشاكل في اليمن، أنا لا أعرف تفاصيل الوضع اليمني..
الأخبار: لكنهم الآن يسيطرون على الدولة اليمنية بقوة السلاح؟
الشيخ محمد قانصو: نعم، نعم، هناك حالة في اليمن سمه انقلابا أو محاولة للسيطرة على الحكم، ولكن أنا هناك لأبين أن الموضوع لا ينطلق من رؤية مذهبية معينة، يعني ليس بدافع مذهبي، أن الشيعة يريدون أن يسيطروا لأنه شيعية، هناك مشاكل سياسية في اليمن، الحوثيون لديهم مطالب. في النهاية أنا أنظر للحوثي بأنه مواطن يمني، وليس لكونه شيعي، تقول لي هو بالتحاف مع إيران فعل هذا أو بأسلحة إيرانية، لكن في المقابل هناك من يحارب أهل بلده، ويفرض سيطرته، ولكن بأسلحة أخرى..
الأخبار: وهذا يبرر..
الشيخ محمد قانصو: لا يبرر، ولكن هذا الواقع موجود، فكما موجود عند بعض الشيعة والذين يستعينون بالآخر الشيعي في مكان آخر، هناك أيضا من لديه ارتباطاته، حتى لديه ارتباط في السلاح وفي الدعم وفي المال، وفي رسم الإستراتيجية.
ما يحاسب على أساسه اليوم بعض الشيعة في العالم، أيضا يحاسب عليه بعض السنة في العالم من خلال ارتباطاتهم ومن خلال سياساتهم.
الأخبار: إذا ترون أن موضوع التسلح يبرره الواقع الذي يعيش فيه هؤلاء؟
الشيخ محمد قانصو: أنا لا أبرر العنف، ولا أبرر السلاح إذا كان موجها للآخر على أساس ديني أو مذهبي، أنا لا أبرر القتل بأي وجه، ولا أبرر التكفير، ولا أعطي تبريرا لكل ما يحدث اليوم في العالم، خصوصا وأن هناك الكثير من الأخطاء والتجاوزات، أنا أدعو إلى المحبة وإلى السلام، وإلى اللقاء، وإلى بناء الأوطان، وليس إلى تهديدها.
وأريد أن أبين أنه ليست هناك سياسة شيعية واحدة، وليس هناك مشروعا شيعيا موحدا، يستهدف العالم الإسلامي على وجه التحديد، ليس هناك ما يقلق، وليس هناك ما يخيف أبناء الطوائف.
الأخبار: وعن هذا سيكون سؤالنا الموالي، لماذا الشيعة يصرون على نشر مذهبهم في الدول السنية، حتى في الدول التي تكون سنيتها خالصة، مع ما قد يثيره ذلك من ضغائن، ومن خلافات مذهبية في أي وقت؟
الشيخ محمد قانصو: أن يعمل الشيعة على نشر مذهبهم بالطريقة التي تفضلتم بها، أن لم ألحظ لدى الشيعة مشروعا بهذه التوصيف، نعم يحق لك الآن تحمل مشروعا فكريا ما، أن تقنعني وأن تناقشني في فكرك ضمن الوسائل التي تملكها، ولكن ما أستغربه، وما سمعته – حتى في هذا البلد – أن الشيعة يدفعون أموالا للناس لكي يتشيعوا، بالله عليك الآن تقل لي: كن شيعيا وخذ هذا المال، يمكن أن آخذ المال وأكون ما أكون، يعني في النهاية لا رقابة على الفكر، كل إنسان حر فيما يفكر، وفيما يعتقد.
هل برأيك أن هذا منطقي؟ أن الشيعة يدفعون للناس أموالا لكي يكونوا شيعة.
الأخبار: ألا يمكن أن يتداخل المالي مع الفكري؟
الشيخ محمد قانصو: أنا أقول لك لم آتي إلى هذه البلد كشيعي لأنشر الفكر الشيعي، ولم آت حاملا أموالا لا من دولة، ولا من سفارة، ولا حزب، ولا من جمعية، ولا من أي شيء، أنا أتمنى أن أنشر فكري وهذا حق لي، الآن العالم قرية كونية واحدة، الآن نحن في عصر تداخل الثقافات، من حق كل إنسان أن ينشر ما لديه، ولكن بعيدا عن القوة، بعيدا عن الإجبار، بعيدا عن الإكراه، بعيدا عن التخريب، الآن من حق الشيعة في السعودية مثلا أن ينعموا كغيرهم من المواطنين بحرية الرأي والتعبير والمعتقد، وأن يكون لديهم ما لدى غيرهم من المواطنين.
الأخبار: وليس من حق السنة أن تكون لديهم مساجد في طهران؟
الشيخ محمد قانصو: هل أنت متأكد من أنه ليس للسنة مسجد في طهران؟
الأخبار: أنا أسأل؟
الشيخ محمد قانصو: أنا أقل لك، إن السنة في إيران محترمون، أنا لم أطلع على أنهم ليس لديهم مساجد، ولنعد إلى أصل المسألة هل ممنوع عليهم أن يقيموا مساجد في طهران.
ما أعرفه عن سياسة إيران ليس بهذه الصورة، ما أعرفه أن في إيران ضمانا لحقوق الأقليات إسلامية كانت أم غير إسلامية، اليهود موجودون في إيران، المسيحيون موجودون في إيران، الإخوة السنة موجودون في مناطق كثيرة من إيران، في الأهواز.
وأنا أقول لك إذا ثبت بالدليل والبرهان أن فيه تضييقا على مسلم في أي بقعة من العالم، لأنه مسلم سني، أو لأنه يعتقد فكرا فقط، فأنا ضد هذا التمييز وضد هذا الإلغاء..
الأخبار: وإذا كان الفكر مصحوبا بسياسة؟
الشيخ محمد قانصو: اليوم تثار مخاوف حول الشيعة ليس لها أساس من الصحة، ومن خلال هذه المخاوف يقمع الشيعة وتكمم أفواههم وتثار حولهم الكثير من اللغط لمجرد أوهام تطرح.
أجزم أنه لا يوجد أي خطر على المجتمع الموريتانية من الشيعة، ورغم ذلك هناك حالة تضييق، وهناك حالة خوف وحالة رعب من الشيعة والتشيع إذا دخلا موريتانيا، نفس الكلام، إذا كان هناك من يسعى لدى الشيعة في وطنهم، في دولة سنية إلى تخريب الدولة فأنا معك، إذا كان ضرب النظام بشيعيته فأنا ضده.
إذ انطلق السني بسنيته ليخرب دولته ومجتمعه فأنا ضده، وإذ انطلق الشيعي في أي قطر بشيعيته لضرب النظام في بلده، ولتخريب الأمن والأمان..
الأخبار: الإشكال في هذه التعريفات، ما تراه تخريبا قد يراه هو إصلاحا؟ فالوجود السني العادي في دولة شيعية، أو الوجود الشيعي العادي في دولة سنية، قد تنظر له الدولة كتهديد لأمنها واستقرارها، لأنه على الأقل يؤثر على وحدتها الفكرية والعقدية؟
الشيخ محمد قانصو: هذه إذا مشكلة الدولة، مشكلة ضيق أفق الدولة، لأنها لا تعيش حالة من الأريحية والديمقراطية، وضمان الحريات، النظام عندما يكون نظاما منغلقا، ودكتاتوريا، وقمعيا، واستبداديا، لا يسمح بتعدد ديني أو مذهبي هو يساهم في خلق هذا الأجواء، فالكبت يولد الانفجار، التضييق على الناس وكبت حرياتهم هو الذي يؤسس لحركات ولردات فعل، ولكن عندما تضمن حرية الرأي والتعبير، وعندما تنظر إلى الجميع على أنهم متساوون في الحقوق والحريات، وتحاسب – ولك الحق في أن تحاسب – من يخالف، ومن يسعى إلى إثارة الفتن، ومن يسعى إلى تخريب البلد، وأن يقف أمام القضاء كغيره، ساعتها تكون الدنيا بألف عافية وخير.
الأخبار: هل تقبلون مثلا في لبنان، أن يأتي دعاة سنة للجنوب؟
الشيخ محمد قانصو: أنت لا تعرف طبيعة المجتمع اللبناني، والتداخل المناطقي فيه.
لا تتصور أنه في لبنان هناك اصطفافات مناطقية، أو هناك فرز سكاني، هناك تداخل جغرافي وتداخل بشري، كيف؟
في قرية في لبنان أحيانا تجتمع فيها ثلاثة طوائف، عندنا ضيعة في الجنوب، فيه الكنسية، والمسجد والحسينية متجاورين، فيها سنة، وفيها شيعة، وفيها مسيحيون، نحن نعيش حالة انصهار، يعني الشيعي يتزوج من السنية، السني يتزوج من الشيعية، نحن في الحالات الصعبة وفي المواقف الصعبة لا نفكر في شيعيتنا وفي سنيتنا، قد نتحدث في تفاصيل اختلاف الرأي، ودعني أعطيك مثالا عندما اندلعت حرب 2006، العدوان الإسرائيلي على لبنان، هل تعلم أن اللبناني الشيعي الجنوبي أين ذهب؟ إلى أخيه السني في مناطق أخرى، في بيرون في البقاع، وفي غيرهما، ليست المشكلة في لبنان مشكلة السني مع الشيعي، أو مشكلتهما مع المسيحي، المشكلة في لبنان، هي مشكلة سياسية، كانت وما تزال، لذلك الآن ما يجمع اللبنانيون أكثر بكثير مما يفرقهم، والمشكلة في لبنان هي مشكلة السياسية والسياسيين، السياسيون هم الذين يتحملون وزر تأليب الناس، وأحيانا يستغلون ويضربون على بعض الأوتار المذهبية والعاطفية، ويقتل الناس بعضهم ببعض، ثم يعود السياسيون ويجلسون ويتحاورون ويعقدون التسويات.
أنا أقل لك ليست المشكلة اليوم في العالم أجمع – وليس في لبنان فقط – مشكلة سني وشيعي ومسيحي، بل مشكلة سياسية، ومصالح سياسية، وكل ما يقال اليوم عن المذاهب، هو استحضار مؤسف للتاريخ، هذا القضية قضية التشيع والتسنن يراد منها أن تكون وقودا للخلافات، وبوقا للفتنة.
بالأمس كان هناك مؤتمر للتقارب بين المذاهب في إيران، وكان هناك رجال سنة ورجال دين شيعة، المسلمون ليس مستحيلا أن يجتمعوا، ولكن ليرحمهم أهل السياسة.
الأخبار: يقال إن الشيعة الموريتانيين يرتبطون أكثر بحزب الله، وهو – كما أسلفنا تشكلة شيعية مسلحة – وهذا يولد مخاوف من وجود حركة شيعية مسلحة في موريتانيا؟
الشيخ محمد قانصو: أنت برأيك الآن، لو كان ثلث الشعب الموريتاني – أو ثلثاه – يؤيدون حزب الله، ويوافقون على سياساته، وأنا أعتقد في موريتانيا الكثير من داعمي حزب الله، حتى من غير الشيعة..
الأخبار: في العام 2006، كانت حركة المرور تتوقف تقريبا في انواكشوط أثناء خطابات حسن نصر الله، لكن الوضع تغير الآن، وبالأخص بسبب تدخل الحزب في سوريا.
الشيخ محمد قانصو: جيد، وأنا لمست ذلك، ولكن هل يسعى حزب الله – دعني من حزب الله – ولكن هل يسعى الشيعة إلى إيجاد موطئ قدم لهم في موريتانيا لاستثمارها سياسيا، أو لاستثمارها اقتصاديا، لنفترض أن ثلثي الشعب الموريتاني يؤيدون سياسة حزب الله خصوصا في يتعلق بقتاله مع إسرائيل، لا شك أن هناك قضايا قومية عربية إسلامية يجتمع عليها المسلمون ويجتمع عليها العرب بشكل عام، بغض النظر عن بعض التفاصيل كما يجري في سوريا، أو ما يجري في غير سوريا، ووجهة نظر السنة في هذا المجال، وكيف يرى السنة تدخل حزب الله في سوريا، هذه الأمور دعها جانيا، ولكن ألا توجد مشتركات بين المسلمين عامة، وبين العرب بشكل عام حول قضية القدس، حول قضية فلسطين، حول قضية مشاكل وهموم الأمة العربية قديما وحديثا، إذا لنفترض أن هناك من يؤيد، وينتهي الأمر عند موضوع التأييد..
الأخبار: القضية ليست في التأييد، وإنما في أن يتحول شيعة موريتانيا إلى نسخة من حزب الله في موريتانيا؟
الشيخ محمد قانصو: أنا أقول لك، هذا أمر مستبعد ومستحيل، بالنسبة لحزب الله أو غير حزب الله.
الأخبار: وهل تعترفون بوجود علاقة للشيعة بموريتانيا مع حزب الله؟
الشيخ محمد قانصو: أنا لحد الآن لا أقول إن هناك حالة شيعية في موريتانيا، أنا وجدت أنه لا توجد حالة شيعية في موريتانيا، قبل أن أتحدث عن ارتباط، وقبل أن أتحدث عن علاقات، نريد أن نتحدث أولا عن هل توجد هناك حالة شيعية في موريتانيا، هذا هو أصل الموضوع.
الأخبار: كما ذكرت لكم سابقا بعض من يقدمون أنفسهم بأنهم شيعة موريتانيا تحدثوا عن أرقام بعشرات الآلاف؟
الشيخ محمد قانصو: أحيانا يشطح الخيال بالبعض، ولا أعرف لماذا، ويمكن أن يكون عن حسن نية..
الأخبار: قلتم سابقا إن هذا العدد قد يكون للتهويل والتخويف، كيف يتصور أن يهول شيعي عددهم أو يخوف منه؟
الشيخ محمد قانصو: أنا لا أقول إن الشيعي هو الذي يهول. لكن هل صدر هذا الكلام عن شيعي؟
الأخبار: نسب لشخص يسمى بكار ولد بكار، ويقدم نفسه ممثلا للشيعة في موريتانيا، وقد أقام نشاطات في عاشوراء؟
الشيخ محمد قانصو: أنا لا أعرفه شخصيا، ولم ألتق به، وليس لدي سابق معرفة به، ولكن لا أقصده – لنكن دقيقين عندما طرح هذا – من الممكن في المجتمع السني أن نعطي السؤال أو الجوب بطريقة أخرى، أنا قلت إن يهول هذا العدد الكبير، ويقول هؤلاء الشيعة وصلوا إلى هذا القدر، وهم في تزايد مستمر، هو يريد إثارة مخاوف الآخرين، ولكن هذا الكلام الذي قاله الرجل على أرض الواقع ليس حقيقيا، على الأقل لو كان هذا العدد موجودا لكنا رأينا لهؤلاء الشيعة وجودا ومراكز ومؤسسات.
الأخبار: هم يقولون إن لديهم حيسنيات؟
الشيخ محمد قانصو: يا ليت، يا ليتني تعرفت على إحدى الحسينيات لأزورها، أنا زرت انواكشوط، وأنا الآن في انواكشوط، وحتى لا أنفي ما لا أعلم، في حدود علمي، وفي حدود تواصلي مع الإخوة، أنا محل إقامتي هو هذا الفندق الذي ترونه، ولم أخرج منه لا إلى مؤسسة ولا إلى مركز، ولا إلى حسينية، ولا إلى جامع، لعدم وجود هذا.
الأخبار: ألا يمكن أن نقدم لهذا تفسيرا آخر، وهو أن الشيعة في موريتانيا لديهم أكثر من عنوان، وأكثر من واجهة، وأن عنوان الآخر لديه حسينيات ولديه مراكز؟ ولديه هذا العدد الكبير من المنتمين لكنه مرتبط بجهة شيعية أخرى غير جهتكم؟
الشيخ محمد قانصو: يعني لديه مؤسسات سرية؟
الأخبار: هم يقولون إن لديهم حسينيات معلنة، ويقيمون أنشطتهم فيها.
الشيخ محمد قانصو: أين؟
الأخبار: هنا في مقاطعة في ضاحية انواكشوط.
الشيخ محمد قانصو: دلني عليها لأذهب إليها. أقول لك الحقيقة، وأكون صريحا معك فأنا إنسان واضح وصريح، وليس هذا هو لقائي الإعلامي الأول، بالأمس كنت في حديث في الهواء الطلق، وقلت إنما يشاع اليوم من مخاوف لا يخدم مصلحة الإسلام ولا المسلمين، إنما يسعى إلى تعميق الهوة، وإلى إثارة الحزازات المذهبية، وإلى تخويف بعضهم من البعض الآخر، وإلى زعزعة الاستقرار في المجتمعات الآمنة، وأنا أدعو الله عز وجل لموريتانيا وللعالم الإسلامي كافة أن ينعم بالأمن والأمان والاستقرار.
الأخبار: ما علاقتهم في المؤسسة الإسلامية الاجتماعية في السنغال بحزب الله اللبناني؟
الشيخ محمد قانصو: ليس لهذه المؤسسة أي علاقة بأي حزب، ولا تنظيم ولا سفارة على الإطلاق، عندما أقول ليس لنا علاقة هذا لا يعني أننا على خلاف معهم أو عداء، فنحن في النهاية في المؤسسة نرعى اللبنانيين، واللبنانيون متعددو الأهواء والانتماءات، ولكننا كمؤسسة إسلامية اجتماعية ذات طابع مستقل، تعنى بإدارة الشؤون الجالية اللبنانية من ناحية الأحوال الشخصية والدينية الصرف، ولكننا نحترم قوانين البلد وأنظمته، ولا نسعى إلى تكوين أي نشاط سياسي لا لبناني ولا غير لبناني.
الأخبار: وهل من ضمن المرتبطين بحزب الله قيادات في المؤسسة؟
الشيخ محمد قانصو: ليس لدينا ارتباط سياسي لدى أي شخص من قيادات المؤسسة. الجالية اللبنانية في السنغال عمرها 128 سنة، أكثر اللبنانيين في السنغال لا يتكلمون العربية بسهولة، عربيتهم مكسرة.
الأخبار: إذا وسعنا نطاق نقاشنا، يقولون إنه لا يوجد مرجع شيعي عربي، وأنه إذا وجد يتم تهميشه والتضييق عليه، ويقدمون أمثلة لهذا؟
الشيخ محمد قانصو: من؟
الأخبار: حسين فضل الله في لبنان، الصرخي الآن في العراق، والذي يقتل أنصاره الآن من طرف الحكومة التي يقودها الشيعة؟
الشيخ محمد قانصو: يا سيدي المرجعية الشيعية ليس من شروطها – وأنا هنا أتحدث في المفهوم – ليس من شروط المرجعية الشيعية أن يكون المرجع عربيا أو فارسيا أو أعجميا إلى آخره، وليس هناك من يتحكم في تحديد شروط المرجع أو يفرض على فلان أن يكون مرجعا أو لا يكون.
الآن، إذا ما رأيت في نفسي الكفاءة العلمية، والمؤهلات التي تجعلني في مقام من يطرح نفسه كمجتهد أو مرجع، لا توجد سلطة على وجه الأرض تمنعني من ذلك، نعم قد يكون هناك من يعترض من الناحية الفكرية، أو من الناحية العلمية، وله حق الاعتراض، وله حق النقاش، ولكن ما تحدثت عنه من تهميش وتضييق وقتل أنصار، أنا في الحقيقة أن أجيبك بما لم أطلع على تفاصيله، في موضوع الصرخي أو غيره.
أما في لبنان فموضوع السيد محمد حسين فضل الله، هناك من يؤيد ومن يتبنى آراؤه وفتاواه كمرجع، وهناك من يقلد غيره، ولكن لم نلمس حالة استعداء لسماحته قدس الله سره، فهو الآن توفي، لم نجد أن هناك مشكلة في المجتمع اللبناني الشيعي ما بين مقلدي أو أتباع السيد فضل الله وغيرهم، ولا تجد أي تصريح يمنع السيد فضل من أن يكون مرجعا، السيد فضل الله مرجع، وهو مرجع ولديه أتباعه ومقلدون حتى الآن في كل العالم الإسلامي الذي يوجد فيه الشيعة، لم يصدر عن أي جهة رسمية لا في إيران ولا في العراق من يقول إننا لا نؤيد هذا، من الممكن أن تقول لي إن هناك اختلافا في الرأي حول آرائه الفقهية، هذا صحيح، فهناك من يعتقد أنه أصاب هنا، وأخطأ هناك، وهذا شأن كل المراجع، حتى السيد السيستاني، وحتى السيد خمنئي، كل من هو في مثل هذا الموقع قد يتعرض للنقد في بعض آرائه الفقهية، ولكن النقد العلمي، النقد الذي ينبني على أصول وأسس، وليس نقدا شعبيا، أو عرفيا، لأن الناس ليسوا أهل اختصاص في هذا.
الأخبار: أكثر من هذا، أنتم تنتمون إلى فرقة "الأصوليين" داخل الشيعة، ويقال إن هذه الفرقة تمارس قمعا على فرقة "الإخباريين" في الشيعة، وأنكم من يتصدر المشهد اليوم؟
الشيخ محمد قانصو: لا، لا، عندما تطرح مثل هذا السؤال في المجتمع الشيعي، أنت ترسم علامات استفهام، لأن هذه الأمور من الممكن أن تناقش داخل الحوزات العلمية، وداخل المعاهد العلمية..
الأخبار: أنا أقابل شخصية علمية.
الشيخ محمد قانصو: نعم، نعم، وأنا سأجيبك، إذا ذهبت إلى مدينة أو عاصمة أو قرية، وقلنا الشيعة في هذه المنطقة أصوليون أم إخباريون، الناس لن تفهم هذا، الإخباري هو الذي يعتمد على الأخبار والرويات، أم الأصولي فهو الذي يجتهد اعتمادا على الأصول.
الشيعة كغيرهم من المذاهب أحيانا يكون دليلهم الرواية، وأحيانا يكون دليلهم الأصل العلمي، ولكن ليس لدى الشيعة، يعني حتى في الحوزات، وفي أواسط علمائهم هذا التوصيف، أنا أتحدث من موقع خبرتي، فأنا لست إخباريا ولا أصوليا، وليس لدينا هذا التصنيف، فلا نقول هذه الحوزة أو هذا المعهد أصولي أو إخباري، ولا هذه الفرقة أصولية، وهذه إخبارية، أنا لا أستطيع إن هذا المرجع هو مرجع أصولي، وإن هذا المرجع هو مرجع إخباري، أو روائي، المرجع يبجث في الأدلة، فإذا لم يجد دليلا ما عليه أن يرجع إلى الأصول العملية، حتى لو كان روائيا، للوصول إلى الحكم، وعندما نفتقد إلى الآية الصحيح، أو الحديث الصحيح نرجع إلى السنة العملية، والمجتهد يعمل في هذه الدائرة، ليس هناك ما تقوله، إلا إذا كان ما تتفضل تقصد من خلاله أن الشيعة أصوليون، بمعنى أنهم وضعوا الرواية جانبا، ووضعوا الحديث جانبا، وأنا أولا أحمل سؤالك على الأحسن، ثم أعود وأفكر في ما يتحدث به آخرون من أن الشيعة أصوليون بمعنى أنهم يتركون أصحاب الروايات، فهم وهم وخيال وافتراء محض، الرواية والنص حاكم، وعندنا قاعدة تقول: "لا اجتهاد في مقابل النص"، والاجتهاد في مقابل النص لا يجوز، وحرام، وممنوع، والنص مقدم، وكذا الراوية الصحيحة قطيعة الصدور، لا يمكن أن نجتهد في مقابلها.
الأخبار: من المواقف الخلافية الكبرى بينكم وأهل السنة، هو موقفكم من إمامة الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؟
الشيخ محمد قانصو: هذا هو أصل الخلاف، أصل الخلاف التاريخي، أن الشيعة يعتقدون بأن الإمام علي بن إبي طالب عليه السلام هو أحق بالخلافة من غيره، ولهم على ذلك أدلة، ولكن هذا الخلاف ليس مبررا اليوم في هذا الوقت وهذا العصر لاستحضاره ونقول إننا اليوم استفقنا على مشكلة سقيفة بني ساعدة، وأن من أخذوا الخلافة غصبوها من أصحابها، وبالتالي تعالوا لنتخالف ولنتقاتل، موقفنا منها واضح، نحن نعتقد ولا نجامل، ونحن شيعية إمامية، نقول بإمامة الأئمة الاثنا عشر، ولن نكون غير ذلك، ولكن هذا لا يعني أننا نستعدي الآخر، أو نجعل من هذه الاعتقاد مبررا لتكفير الآخر، أو لتخوين الآخر، أو لسفك دم الآخر، أو لهتك حرمته.
الأخبار: الإشكال ليس في الخلاف التاريخي، بقدر ما هي في ما يترتب على هذا الخلاف، بناء على أن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله أحق بالخلافة من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وأنهما أخذا الخلافة قبله، كيف نحكم عليهما، هذا هو محور الخلاف؟
الشيخ محمد قانصو: نحكم عليهما بما حكم به علي عليه السلام، قال "لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين"، لم يكن عاليا في خط المواجهة مع أبي بكر وعمر وعثمان، إنما كان عاليا عليه السلام إلى جانبهم يسددهم ويرشدهم، بغض النظر بايع أو لم يبايع، هذا خلال داخل المدرسة الشيعية، بغض النظر بايع أو لم يبايع منهم من يقول بايع، ومنهم يقول لم يبايع، وإذا كان بايع فهو قام بذلك رعاية للمصلحة، ولكن في كل الأحوال إذا كان لم يبايع فهل وقف الإمام موقف العداء من الخلفاء؟ أم كان ناصحا ومرشدا؟ وفي ذلك يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه "لولا علي لهلك عمر".
الأخبار: وهل يصل الأمر درجة تكفيرهم ولعنهم؟
الشيخ محمد قانصو: أنا هنا أريد أن أرد عليك السؤال، نحن لم نكفر أحدا، لم نكفره لا عمليا، ولا نظريا، وافهمني في هذه، أنا هنا عندما أكفرك فأنا أحكم – والعياذ بالله – بنجاستك، وبحرمة الأكل من ذبيحتك، وبحرمة التزاوج معك أو منك، هذا عن التكفير من الناحية العملية، أن أتعاطى معك على أنك كافر.
الآن ما يمارسه الشيعة من تزاوج ومصاهرة واشتراك مع بيئتهم ومع إخوانهم السنة، في الفروع وفي المعاملات، وفي العبادات، هل هذا دليل على أنهم يكفرون؟
الأخبار: القضية ليست متعلقة بعموم أهل السنة، بقدر ما هي متعلقة بالشيخين رضي الله عنهما، بتكفيرهما، بلعنهما، برفع لافتات في الشوارع تسبهما؟
الشيخ محمد قانصو: جيد، جيد، أنا لا أنفي ذلك، ولكن أقول هل هذا من تعاليم المذهب الشيعي، الآن أدخل أنا وأنت إلى صفحتي فيسبوك، وإلى مواقع التواصل الاجتماعي، تسمع من الطرفين لعنا وسبا وشتما متبادلا، وتكفيرا متبادلا.
ما يتحدث به الناس لا يشكل بأي حال من الأحوال الموقف الرسمي للمذهب، الآن هناك من يكفر الشيعة، ويستبيح دمهم عمليا ونظريا، عندما يأتي إلى العراق ويفجر سيارة مفخخة في سوق شيعي أو في مدرسة شيعية، هو من الناحية العملية يكفر، ويمارس تكفيره وقتله، أليس كذلك؟
الأخبار: هذا سيعيدنا إلى موضوع تجاوزنا، وهو هل تبرر أخطاء هؤلاء أخطاء غيرهم؟
الشيخ محمد قانصو: يا أخي صدقني واسمعني، ما يمارس ضد الشيعة واضح وجلي، يُقتلون ويُذبحون..
الأخبار: ويَقتلون ويَذبحون..
الشيخ محمد قانصو: سأرد عليك، هذا تفكير عملي ونظري، عندما تقول إن هناك شيعيا يسب أبي بكر وعمر.. أنا لا أنفي ذلك.
الأخبار: ليس شيعيا، بقدر عالم شيعة، أو مرجع أو آية.
الشيخ محمد قانصو: لا، لا، أنا أقول إنك بعض الشيعة يُسبون ويُشتمون، وهم بالمقابل يسبون ويشتمون، يلعنون ويلعنون.
الأخبار: يسبون أبا بكر وعمر..
الشيخ محمد قانصو: يسبون أبا بكر وعمر وأم المؤمنين عائشة، أنا لا أنفي ذلك، ولكن هل هذا يمثل وجهة النظر في الشيعة، هل يقبل علماء ومراجعهم، أنا أنقل لك فتاوى في التحريم وقتلها أكثر من مرة، مراجعنا يحرمون سب الصحابة.
الأخبار: وهل أبو بكر وعمر صحابة؟
الشيخ محمد قانصو: طبعا، وعائشة أم المؤمنين، هناك اختلاف بيننا، ولكنه لا يرقى إلى أن نبيح سبهم وشتمهم لأن قبل أن يسيء إليهم يسيء إلى صورتنا، لأن عليا سلام الله عليه يقول: "أكره لكم أن تكونوا سبابين"، إذا نحن في الوقت الذي ننكر ونستنكر هذا الكلام.
وجهة النظر الشيعية الرسمية المرجعية أنقل لك فتاواها بالتحريم، قد يخرج رجل دين شيعي على فضائية من الفضائيات، وهناك فضائيات شيعية، كما أن هناك فضائيات أخرى تلعن وتسب، وتقول رافضة، وتقول مجوس، وتقول كفار، وتقول ما تقوله، تأتي ردة فعل في المقابل شيعية، وتقول كذا.
أما في موضوع القتل، أنت تتحدث اليوم في قتل وتضعه في نفس المستوى، قل لي أين قام الشيعة بتفخيخ سيارات، وتفجير المباني، والمدارس والحسينيات، والمراكز الدينية، والأسواق الشعبية.. قل لي
الأخبار: ما يجري في العراق تتبادل التهم بشأنه، كما تتهم بها القاعدة يتهم بها الشيعة.
الشيخ محمد قانصو: يا سيدي في العراق، أنا لست رئيسا للعراق ولا وزيرا فيها ولا حاكما، ولا أريد أن أدخل في تفاصيل هذه الموضوع.
الأخبار: إذا اعتمدنا ما يتداول في الإعلام، كما يتهم هؤلاء يتهم أولئك؟
الشيخ محمد قانصو: ليست المشكلة في العراق مشكلة السنة والشيعة، نعم هناك قبائل وعشائر، وهناك شخصيات سنية تقاتل اليوم ضد المشروع الإرهابي في العراق، ليس السنة كلهم يعادون الشيعة، في لبنان اليوم سنة يقولون إن خطر التطرف يواجهنا جميعا، أنت تحدثت قبل قليل عن حزب الله، هناك الآن حوار شيعي سني، الآن في الوقت الذي أكلم فيه حوار مع أكبر ممثل للطائفة السنية وهو تيار الحريري في لبنان، الآن هناك جلسات حوار مستمرة، وتنسيق ومتابعة، وشعارات تخرج عن هذه الجلسات الحوارية تقول إن التطرف اليوم المتمثل في هذه المنظمات الإرهابية التكفيرية هو عدو مشترك للسنة وللشيعة، هذا هو الخطاب الرسمي اليوم في لبنان، في العراق كذلك الأمر.
لكن دعنا نسأل الرأي العام، قطع الرؤوس، وما يحصل من قتل، هل يمارسه الشيعة أم يمارسه غيرهم من المتطرفين؟ ولا أقول من السنة، بل من أعداء الشيعة والسنة.
عندما تقطع رؤوس الناس، وعندما تستحل الأعراض، وعندما تقام المحاكم بدون محاكمة، وعندما تصدر الفتاوى بأن كل من يخالفك الرأي اقتله واقطع رأسه ومثل بجثته.
الأخبار: يتحدثون عن تصفية في بعض مناطق العراق على أساس الاسم (عائشة مثلا أو أبي بكر أو عمر)؟
الشيخ محمد قانصو: يا سيدي، انظر، أنا أحيلك إلى الإعلام الغربي، ليس إلى إعلامنا نحن، الإعلامي الغربي ليس بهذا الضعف، وليس بهذا القصور، وليس شيعيا، وليس متحالفا مع الشيعة، اليوم إذا كان هناك – كما تتصور أو كما تظن – أنا هناك تصفية على أساس الاسم فنحن لسنا في غرف مغلقة أو مظلمة، نحن أما العالم كل شي حتى أنا الإنسان عندما يعطس تنتشر في العالم في لحظات.
الأخبار: في موضوع سب الصحابة، هل يمكن أن نقول إن الفتوى في هذا الشأن تكتيكية؟
الشيخ محمد قانصو: التكتيكي، كأنك تقول هو "تقية"، يا سيدي، أنا شيعي وأرفض لغة السب حتى لو صدرت من مرجع شيعي، أرفضها شرعا، وموقفا شخصيا، لأن لديك من الأدلة الشرعية ما يكفيني لكي أقول بحرمتها، ولقد قالها علماء ومراجع قبلي، ونحن لا نكفر أحدا، ونسب أحدا، ونحن اليوم نواجه التكفير، ولا نقبل بأن يكون هذا خطابنا، قد يكون لدى فلسفة في اللعن، لأن الله تعالى لعن في كتابها تعالى، ولكنني أنا الآن في اجتهادي على الأقل، وأتحدث فيما أقتنع به كرجل دين شيعي، أقول لك موضوع السب واللعن والذي يطرح الآن هو يسيء إلينا ولا نتبناه ولا نقبل به، وندعو إلى أن لا نقابل الإساءة بمثلها، نحن نحرم السب، ولا أقول لك هذا موقفا تكتيكيا، إنما هذه قناعة دينية، وقناعة علمية، وقناعة فكرية، قل لي لماذا؟
لأننا نعتقد أننا أصحاب دليل، ومن كان يعتقد أنه صاحب دليل فهو قوي، الآن عندما نناقش مسألة ما، وأنا لا أملك دليلا لذا سألجأ إلى منطق الاستقواء بحنجرتي، بسبي، بلعني، بشتمي، لتعويض نقص الدليل، ولكن عندما أملك الدليل، لذلك نحن نعتب على العامة، على عموم الناس من الشيعة الذين يسبون ويلعنون ويشتمون، قلنا لهم أنتم لستم بحاجة إلى هذا، حتى ولو سبكم الخصم، ولعنكم، وشتمكم، وكفركم، خذوه إلى العلة، خذوه إلى الدليل إلى البرهان، علي عليه السلام يقول: "أكره لكم أن تكونوا سبابين".
الأخبار: علميا، كيف يفسر الشيعة اعتراف الحسن بن علي رضي الله عنهما بإمامة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه؟
الشيخ محمد قانصو: جيد، لكن دعني قبل أمر على أمر سمعته هنا كثيرا في موريتانيا، وهي أن الشيعة لديهم اعتقاد في موضوع الصحابة، وفي موضوع الوحي، وفي موضوع النبوة، أن الشيعة يقولون إن النبوة أصلا لعلي، وليس لمحمد صلى الله عليه وسلم، وأن الأمين جبريل أخطأ في ذلك، وهذا الكلام مثير للسخرية حقيقة، يعني ولا يستحق عندنا أن نتوقف عندها كثيرا، نحن نؤمن بكتاب واحد، بقرآن واحد، برسول واحد، في صلاتنا في السر والعلن، نقول أشهد أن محمدا رسول الله، ولا نماري في ذلك.
الأخبار: وتقولون: أشهد أن عليا ولي الله.
الشيخ محمد قانصو: طبعا، لأن لدينا ما يكفينا من الأدلة والإثبات العلمي والمنهجي، وليس الكلامي بالمعنى الاستقوائي.
الأخبار: أقصد أضافتها في الأذان الرسمي في إيران.
الشيخ محمد قانصو: لا أتكلم عن الأذان، وإنما عن الولاية بالفعل، وهي في الأذان مستحبة، وليس واجبة، ليست من أجزاء الأذان، وفي كل مآذن للشيعة نقول أشهد أن عليا ولي الله، ولا نخفي ذلك، في لبنان، وفي كل أقطار العالم، ولكننا لا نعتبرها جزءا من الأذان، وإنما مستحبة، وليس واجبة.
ولكننا نعتبر الولاية لعلي واجبة، وهي أصل من أصول مذهبنا، ولذلك نحن إمامية، نحن نعتقد بإمامة الأئمة الاثنا عشر، نحن نعتقد بإمامة علي، ولكننا لا نقول بأن الأمين جبريل تاه وأخطأ وبدل..
هل تعرف ماذا يعني هذا الكلام، هذا يعني أن الله قاصر، وهذه إساءة لله عز وجل، قبل أن تكون لغيره، عندما أن الأمين جبريل تاه وأعطى الرسالة لغيره، وأين الله عز وجل من ذلك.
الأخبار: واضح، ولكن ماذا عن موقف الحسن من إمامة معاوية؟
الشيخ محمد قانصو: "والله لا الذي فعله الحسن خير للمسلمين مما طلعت عليه الشمس" هذا كلام حديث عن الإمام الصادق عليه السلام عندما سئل، وهو إمام المذهب وليس أنا، ما هو موقفكم من صلح الحسن مع معاوية، فقال الإمام: "والله لا الذي فعله الحسن بن علي خير للمسلمين مما طلعت عليه الشمس".
معنى ذلك أن ما فعله الحسن عليه السلام فيه من المصلحة للإسلام والمسلمين أفضل مما طلعت عليه الشمس، لأن المرحلة كانت تقتضي، ولأن الحسابات، ولأن مصلحة الإسلام والمسلمين كانت تقتضي صلحا، ولكنه ليس اعترافا بشرعية معاوية، وليس تنازلا عن حق الإمام علي عليه السلام، أو حق الحسن بالخلافة، أو بالإمامة، وإنما كان رعاية لمصالح المسلمين.
حتى عندما جاءت ثورة الحسين عليه السلام في كربلاء أيضا، الذي فعله هو الحسين خير المسلمين ممن طلعت عليه الشمس، بمعنى أن أهل البيت أو الأئمة تتعدد أدوارهم ولكن يتوحدون حول هدف واحد هو مصلحة الإسلام والمسلمين. أحيانا تكون المصلحة في الصلح، وأحيانا تكون المصلحة في الحرب، ومن يحدد هذا هو الإمام، الذي نعتبره إماما معصوما لا يخطئ فيما يراه وفيما يحكم بأنه مصلحة للإسلام والمسلمين، ولذلك صلح الحسن مع معاوية هو صلح نتبناه ونعتبره فتحا.
الأخبار: ولا تعرفون بشرعية خلافته؟
الشيخ محمد قانصو: طبعا، لا نعترف بشرعية معاوية أبدا..
الأخبار: مع أن الحسن بايعه، وسلم له الحكم.
الشيخ محمد قانصو: لقد بايعه الحسن وسلم له الحكم ضمن اتفاق صلح، فيه نقاط محددة، ولم يكن هذا الاتفاق لصالح معاوية، لأنه بعد فترة وجيزة، جاء إلى الكوفة ووقف على منبرها، وقال لأهل الكوفة والله لم أقالتكم على صلاة ولا صيام، وإنما قاتلتكم لأتأمر عليكم، وأما الذي بين وبين الحسن بن علي فهو تحت قدمي هاتين، ومزقه، لم يكن اعترافا بشرعية معاوية، بقدر ما كان تجنيبا، للمسلمين ويلات سفك الدماء، أو على الأقل لحماية الذين كان يلاحقهم معاوية، بتهمة التشيع لعلي، ولوقف سب علي بن أبي طالب، الذين يتكلمون اليوم عن سب الصحابة، يتناسون بأن علي بن أبي طالب ظل يسب في العهد الأموي أكثر من سبعين سنة، كان الخطيب يصعد المنبر يسمى باسم الله، ويصلي على رسول الله، ويلعن عليا بن أبي طالب، وهذا موجود في التاريخ ولك أن تتأكد منه، فمؤسس مدرسة السب، إذا كنا نحكم بأن هناك مدرسة سب ليس الشيعة، لأن الشيعة سبوا.
أنت الآن إذا جاءك شخص وسبك وشتمك، قد يكون لديك من الحكمة والعلم والوعي بأن تقول له شكرا لك، وبهذا تكون قد انتصرت عليه، لأنك جعلته يشعر بحقارته، ومن الممكن أن تنساق معه، وتنتصر لنفسك، ونحن في ثقافتنا الدينية والأخلاقية نقول رد الإساءة بالإحسان، ولكن هذا يحتاج إلى وعي، ويحتاج إلى شخصية صبورة، تتماسك عند الاستفزاز.
أنا أقول لك شيئا، دعنا لا نكون خياليين، ليس كل أحد قادر على أن يضبط نفسه في مثل هذه المواقف، يعني عندما يأتي شخص، ويقول أنت ابن زنى والعياذ بالله، أنت شيعي ابن زنى، أنت في مؤخرة ذيل، أنت عقيدتك ودينك أخذتهما من عبد الله ابن سبأ اليهودي، أنت مشرك تعبد المراقد والقبور، أنت تبيح المتعة، عندما يسوق لك هذا، أنا لا أريد منك موقفا، ولكن دعنا نتجرد، دعك من موريتانيتك، ودعني من لبنانيتي، دعك من سنيتك، ودعني من شيعيتي، دعنا نتحاكم إلى المنطق، أنا ألومه لأنه يسب، ولكنني أتفهم ردة الفعل لأن هذا لا يملك من الثقافة ومن الوعي ومن التماسك ما يجعله قادرا على الانضباط في مثل هذه المواقف، فعندما يقول له أنت ابن زنى، أنت كافر، يعني يكيل لك كل الإساءات..
سيدي أنا أدخل معك الآن أحد المواقع التي يجري فيها النقاش، واسمع أنت بنفسك، لغة التعميم، هل سمعتني منذ بداية المقابلة إلى الآن قلت أهل السنة، أنا أقول المتطرفين، الإرهابيون الذين نحن وأهل السنة، ومعتدلو أهل السنة، وأكثرية أهل السنة في العالم نقف معهم، لأن ما تفعله هذه المنظمات جعلنا نخجل، أنا أحزن عندما تحرق راية لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل تعلم ماذا حدث في لبنان منذ فترة، لقد شعرت بالألم عندما عمد بعد الشباب نتيجة الانفجارات التي حدثت في لبنان والسيارات المفخخة، نتيجة الأعمال الإرهابية، عمد بعد الشبان إلى حرق راية القاعدة السوداء، وهي مكتوب عليها لا إله محمد رسول الله، ما يعني أنه علم مقدس، لكن هل يمكن أن تقول لي إنك باسم لا إله إلا الله تريد أن تسفك دماء الناس.
الأخبار: في النقاط التي ذكرتموها سابقا، ألا يبيح الشيعة نكاح المتعة؟
الشيخ محمد قانصو: يعني نكاح المتعة موجود، موجود لدى الشيعة، وهو زواج المتعة، كما يوجد لدى إخواننا من المذاهب الأخرى زواج المسيار، وزواج المسفار وغيرهما من الزيجات التي تختلف عن الزواج العادي، ولكن هذا يدخل في دائرة الفقه، وهو مطروح للنقاش.
وللعلم نحن لا نقول هل يجوز أم لا يجوز، وكأن زواج المتعة من المبتدعات.
الأخبار: يعني هل تمتع النبي صلى الله عليه وسلم أو علي أو الحسن رضي الله عنهما أو غيرهم؟
الشيخ محمد قانصو: تمتع المسلمون على عهد النبي صلى الله عليه، والمشكلة ليست في أصل زواج المتعة، وإنما المشكلة بين أهل السنة والشيعة، – وأتكلم من موقعي العلمي الآن – أن المتعة كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أفتى الخليفة عمر بتحريمها، وقال: "متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحرمهما وأعاقب عليهما"، ولك أن ترجع في ذلك إلى كتب الفريقين، وخصوصا كتب السنة، وخصوصا كتاب عبد الله بن عباس، وحديث عبد الله بن مسعود وغيرهما من كبار الصحابة الذين قالوا تمتعنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذا المتعة كانت موجودة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الأخبار: لكن لم يفعلها هو ولا علي ولا الحسن؟
الشيخ محمد قانصو: عندما يكون الشيء موجودا لكل مسلم الشرف فيه، عندما يبيح الله لك أكل العسل، هل تقول لله أنت تبيح لي شرب العسل وأنا أعتبر أنه فيه أكله كذا.. مثلا أنا ليس لدي مثلا عندما تمتع علي أو الحسن، لم يقولوا إنهم تمتعوا، لكن لنفترض أنهم تمتعوا وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم تمتع أين المشكلة في ذلك إذا كان هذا من شرع الله..
الأخبار: لكن لم يثبت عندكم أنه تمتع؟
الشيخ محمد قانصو: أقول لك إن المتعة كان أمرا محل اتفاق بين المسلمين، وكان الصحابة يقولون تمتعنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتمتع فهل يعني هذا أنها حرام، وأنه أجازها لأمته، هل في تمتعه أو عدم تمتعه مشكلة، المشكلة مشكلة التحريم، التحريم صدر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحرمهما وأعاقب عليهما متعة الحج، ومتعة النكاح".
الأخبار: لماذا تقبلون "التطبير" مع فيه من أذى للنفس وإهانة للكرامة البشرية؟
الشيخ محمد قانصو: التطبير حرام عندنا، ويشكل أذى للنفس، وإهانة للكرامة البشرية، وتوهينا وإهانة للمذهب..
الأخبار: ومع هذا ينتشر بين صفوف الشيعة رغم حرمته.
الشيخ محمد قانصو: ينتشر كعادات وتقاليد، لكل شعب عاداته وتقاليده، تخالف الدين، ولكن هل تستطيع أن تنتزعها منه، الآن مثلا وضع المرأة في مجتمعاتنا الإسلامية، ما تتعرض المرأة المسلمة من عادات وتقاليد، ومن ظلم تحت عنوان العادات في الخليج العربي، وفي موريتانيا، وفي لبنان، وفي غيرهم من المناطق، هناك ظلم للمرأة في بعض الأمور، ولكن حدثني عن هذا الظلم، جرائم الشرف على الظنة والتهمة وغيرها، هذا الظلم من المسؤول عنه الإسلام أم العادات والتقاليد.
الأخبار: ألا يعتبر تحوله إلى ظاهرة وانتشاره في مزارات الشيعة وأماكنهم المقدسة قبولا له من رجالات الدين الشيعة؟
الشيخ محمد قانصو: ليس ظاهرة، أنا أقول لك إنها ظاهرة محصورة، مسألة التطبير ليس هناك تبنيا أو أجماعا على موضوع التطبير، وأقول لك إن هناك مراجع شيعة أفتوى صراحة بحرمة التطبير، نعم قل لي هناك بعض الذين يطبرون في لبنان أقول لك نعم، لكن الإعلام يسعى دائما إلى تضخيم الصورة، يقول لك الشيعة يطبرون، الشيعة يضربون رؤوسهم، وهذا ليس صحيحا.
الأخبار: العالم يرى الآلاف منهم عبر الشاشات في العراق وهو يطبرون، ويضربون رؤسهمو أطرافهم بالسياط والسكاكين والعصي.
الشيخ محمد قانصو: لا، ليس بالآلاف، يعني افرد بالملايين، هذا الذي يمارس هذا الموضوع كالذي يشرب الخمر، كالذي يفعل معصية، أو يفعل خطأ ويقول لك أنا شيعي، التشيع ليس مسؤولا عن فعله، الآن عندنا مسلم ولا يصلي، هل يعني تبنيا لدى مذهبه لترك الصلاة.
نحن لا نريد أن ندخل في هذا ولكن أجزم لك أن الذين يمارسون عمليات التطبير لا يمثلون الرأي العام الشيعي، أو الإجماع الشيعي، خصوصا في ظل فتاوى تحريمه، وأقول لك إن رأيي الشخصي أن هذا تخلف، وغباء، ولا يقرب إلى الله بصلة، وأنه يوهن المذهب.
وأنا أؤكد لك أن هذه هي الحقيقة التي نصرح بها، ونقولها سرا وعلنا.
 
             
             
             
         
       
           
                 
     
     
     
     
     
     
     
    