جدول المحتويات
ولد بزيد تناول في محاضرته السياق التاريخي لنشأة الصالونات منذ العهد الجاهلي حيث كانت عبارة عن خيام لكبار الشعراء في الأسواق والمناسبات، مرورا بالعهد الأموي والعباسي الذين عرفا نقلة لهذه الظاهرة حيث أصبحت مجالس الخلفاء هي الحاضنة الرئيسية لهذه المجالس كما عرض المحاضر للصالونات الأندلسية وتأثيرها في الثقافة الأوربية ليصل بعد ذالك إلى الصالونات العربية المعاصرة في مصر والشام وغيرهما من البلدان العربية حيث ذكر بعض خصائص هذه الصالونات منوها بنتاجها السياسي والثقافي الضخم الذي خلفته.

ورأى المحاضر أن الظاهرة بلغت في الجانب الغربي من فضاء العرب في الأندلس مع مجلس ولادة بنت المستكفي، الذي حضره كبراء من أمثال: ابن زيدون، وابن عبدوس، وابن القلاس… ذلك ما جعل المؤرخ الفرنسي "كوستاف لوبون" يعتبر ظاهرة الصالونات الأندلسية رافدا لتلك التي ظهرت في أوروبا خلال القرن السابع عشر، والتي مثلت النمط السائد في يوم الناس هذا، للصالون الثقافي والعلمي والأدبي، الذي كان أول ظهور له في العالم العربي في العصر الحديث أواخر القرن التاسع عشر مع الأميرة "نازلي فاضل" حيث يرى أنور الجندي أن بعض نقاشات ذلك الصالون تركت بصماتها بينة على سياسات مصر في تلك الفترة، علما بأن سعد زغلول كان من رواده.

كما شهدت مصر – يضيف الأستاذ المحاضر – في تلك الفترة ومن بعدها، تكاثرا للصالونات الثقافية، مثل: صالون "مي زيادة" الذي كان يعقد كل ثلاثاء، لمدة عشرين عاما، مثلت نتاجا ضخما في تاريخ الثقافة العربية المعاصرة، وفي صالون "عباس محمود العقاد" كان ضياء الثقافة منيرا، ومن أراد البسط في ذلك، فمبتغاه في كتاب أنيس منصور "في صالون العقاد كانت لنا أيام".
كما خصص المحاضر جزءا من ورقته للدور البارز والملحوظ لصالون الولي محمذن ولد محمودا في نشر الثقافة ومعالجة وطرق المواضيع الملمة المهمة.
وقد عقب على المحاضرة عدة شخصيات من بنيهم الدكتور أحمد ولد امبيريك، والشيخ الخليل النحوي.
ومن بين الشخصيات التي حضرت الجلسة التي استمرت لأكثر من أربع ساعات الشيخ بومية ولد ابياه الوزير السابق الدكتور الشيخ المختار ولد حرمه ولد ببانه، فضيلة القاضي أحمد ولد الولي.