تخطى الى المحتوى

عائلة موريتانية تبحث عن وطن

جدول المحتويات

 

وتقول عائلة أهل السالك، إن السلطات الموريتانية مطالبة بالتعامل مع ملفها بشكل أكثر جدية، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة لإنهاء معاناة الأسرة، وتوفير الوسائل اللازمة لحصولها على حقوق المواطنة كاملة.

 

تشرد في الغربة

وتعود بداية تفاصيل قصة العائلة الموريتانية إلى تسعينيات القرن الماضي حينما أقدم الموريتاني السالك أحمدو ولد عثمان المولود في موريتاني عام 1960م على الزواج من سيدة مصرية تقيم في مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية في شمال جمهورية مصر، قبل أن يوافيه الأجل المحتوم في حادث سير، تاركا وراءه الزوجة وبناتها الثلاثة اللاتي أنجب منها، وهن على أبواب مرحلة جديدة.

 

وتعيش الأسرة الموريتاني في مدينة المنصورة، وسط غياب أبسط متطلبات العيش الكريم .

وتقول والدة العائلة السيدة "وفاء" في حديث للأخبار، إنها بذلت كل جهودها للحصول على جزء مما ترك السالك من مال عله يساعد في تكوين مشروع يوفر معيشة طيبة للأسرة، فالرجل كان يعمل رفقة شركاء ليبيين في مجال التجارة، غير أن كل الجهود باءت بالفشل التام، ولم يقف الأمر عند ذلك بل إنها تعرضت لتهديدات من رفاق الأمس وصلت حدودا قد يصعب تخيلها وفق ما تقول.

 

البحث عن الهوية

وتقول وفاء إن معركتها في إثبات هوية بناتها الثلاثة لا تزال مستمرة، مؤكدة أنها في كل مرة  كانت تسافر على مضض من مدينة المنصورة إلى القاهرة لتستلم ورقة من السفارة الموريتانية، تارة لتسجيل إحدى البنات في المدرسة، و تارة أخرى لتجديد بيعتهن مع الوطن، لكن ذلك كله لم يتجاوز محاولات للتعامل مع وضع آني لا غير!.

 

وتظهر الوثائق التي حصلت عليها "الأخبار" أن أول اتصال بين الأسرة والسفارة الموريتانية بالقاهرة قد تم في 01 من يونيو 1999، ثم تواصل بعد ذلك عبر حلقة تضيق حينا وتتسع أحيانا أخرى. فالبنات الثلاثة لا يحزن حتى الآن أي جنسية لا مصرية ولا موريتانية، رغم أن قوانين البلدين تخول لهن ذلك، وهو ما ساهم في تفاقم معاناتهن في سبيل الحصول على حقهن في التعليم وقبل ذلك حقهن في الهوية.

 

رسائل للأهل والوطن

وتقول نيرمين بنت السالك – البنت الأكبر  في العائلة –  إنها تتمنى في دنياها اليوم شيئا واحدا وهو أن تنعم بزيارة وطنها ومرابع طفولة وشباب أبيها وتتمني أكثر لو حظيت برؤية أعمامها وبني عمومتها، لعل ذلك يشكل نقطة استراحة تركن إليها في حياتها المجدبة من معظم ما ناله نظراؤها في العمر والوطن، وفق ما تقول.

 

وترجو نيرمين بينت السالك و أخواتها أن تجد أمنياتهن صدى في وطنهن، و لدي كل من يهمه الأمر، لعل يوما يجيء يحظين فيه بدفء الوطن، أملا في إحداث قطيعة مع حياة كانت قاسية عليهن أيما قسوة. و يقلن بلسان واحد إن تقديم المساعدة ليس وحده ما يردنه من الوطن والأهل، فأهم شيء بالنسبة لهن أن يشعرن بالانتماء، لوطن وأهل يولوهن جزء ولو يسيرا من الاهتمام.

 

 ويرون أن الطريق الأوحد إلى التخفيف من تلك المعاناة التي طالت تبدأ بتحرك على مستوى السفارة الموريتانية بالقاهرة، وتوفير الأوراق المطلوبة والاعتراف الكامل غير المؤقت، إذ تشير معظم الوثائق التي منحتها السفارة للأسرة على مدى أكثر من عقد إلي أنها وثائق مؤقتة لحين توفر الأوراق الدائمة.

الأحدث