تخطى الى المحتوى

جدول المحتويات

 
تروي الميتلوجيا الأدبية أن السر في عدم قرض المرأة الموريتانية للشعر الغزلي، هو أن أول امرأة كتبت "كافا" من الشعر متغزلا بزوجها كان سبب طلاقها!

 

انفجرت المرأة المتغزلة، – كما تقول الحكاية – تشكو لوعة فراق زوجها الذي وضع رجله على صهوة جواده (اكراعو فوك اركاب) فقالت:
 
ذا اللي في العين الى اندار *** ما يكف من تكرابو
اتوحشتٌو ما فات دار *** اكراعو فوك اركاب
 
فما كان من الرجل المأخوذ بكبرياء الأبوية العربية، إلا أن قال في تبرير هبقني: الديكة إذا صاحت ذبحت، ووقع  جزاءه السينماري بــ"طلاقها"!

 

من هنا استشعرت معظم النساء الموريتانيات حجم التضحية، فعزفن عن كتابة الشعر الغزلي، اللهم إلا لماما من خلال التبراع، الذي ظل وحدة عضوية متماسكة، بنصف آهة ممنوعة من التصريح، نصف أنة، ممنوعة من التصريح، نصف كاف ممنوع من الاكتمال، لأن للمرأة النصف دائما، وسرمدا،  وأبدا وعلى كل صعيد!
 
قصة المرأة مع الغزل قديمة قدم قصتها مع الكبت الذكوري!

 

ينسب إلى "ليلى المجنون"، (عفوا التعبير غير مألوف، فالمألوف "مجنون ليلى") قولها:

 

لم يكن المجنون في حالة *** إلا وكنت كما كانا
لكنه "باح" بسر الهوى *** وإني قد "ذبت" كتمانا
 
لكن الإذاعات الجدد، هيأن للمرأة الفرصة فطفت على الأثير"كيفان" من الأدب الرفيع، ملؤها الغرام، كتبت بعاطفة نسائية رقيقة، متمردة على كبت النعاس، وبصوت عذب بعد هدءة من الليل، وكأن الشاعرة المتغزلة عادت للتو من حجة غرامية في المنام، لتعوض حجات فوتها إياها الشعراء الرجال حين كانوا يحجون نوما، إلى بلد الحبيب.
 
ترفع إحداهن سماعة الهاتف لتقول كافا غزليا عبر الاثير!

 

السؤال هو: هل تعود جدلية الديكة والذبح، بعد أن عادت بنات حواء لإنتاج كيفان الغزل!؟
 
المؤكد، أن نعم!

 

فقبل أيام شبه أحد الفيسبوكيين الشباب المرأة التي تقول لغنه، بالرجل الذي يعجن الكسكس! العقلية لم تتغيير، رغم تبدل الأيام، ولكن التمرد الانثوي عارم، وقد بدأ يتسلل من بين التيفلواتن، في الهزيع الأخير من الليل، وعبر أثير الإذاعات الحرة في موريتانيا، وليس في بلد آخر.

الأحدث