جدول المحتويات
الاستاذ هذا يتولي تدريسنا الترجمة من العربية الى الفرنسية والعكس. وفي سنة دراسية كاملة ترجمنا ما يقرب من عشرة نصوص في كل مادة. واستاذنا صارم مع صفعات قوية للحماس الطلابي مثبطا ومقللا من حسهم وادراكهم ( لا ينفك يتهكم على اجوبة الطلاب والسخرية منها). هذا في السنين الاولى؛ وقد استحال الى استاذ ودود ومتعاطف ومتعاون في السنة الاخيرة، وقد سالته عن الامر فقال: ياتي الطالب من الثانوية كثير الحماس، فيلزم ان نواجهه بهذا الشكل حتى يسعي بجد الى التادب والتحصيل.
اما الاستاذة فتتولي تدريس النحو العربي، وهو من المواد الاساسية لطلاب قسم الترجمة واللغات. يتطاير الطلاب فرقا من النحو والاسلوب الذي تدرس به الاستاذة. وتركيز الجميع على طريق للخروج من امتحان النحو وباي طريق. تتفاخر الاستاذة بانها تدرس النحو وان الكثيرين سقطوا في الاختبار، ولا تنفك تكرر على مسامع الطلاب، من لم ير في نفسه القدرة على المواصلة، فبامكانه التحول الى قسم آخر! الاجرومية وابن مالك والمبتدا وتقديمه وتاخيره.. هل كان امرئ القيس في حاجة الى هذا.. وهل كان عبد الحميد الكاتب وابن نواس او المقفع من الذين جلسوا في حلقات كهذه! ( لا ضرورة البتة لدراسة النحو بهذا الشكل، فهو لا يمكنك من ناصية اللغة). لقد كان هذا موقفي في ذلك الوقت، ولازلت على هذا الراي. لتعلم اللغة بشكل صحيح، يلزم الاستماع والقراءة الدائبة للنصوص اللغوية المرجعية. لا ضرورة لمبتدا او خبر…او اجرومية او غيرها.
وتتعرف في هذه الحصص ايضا على هؤلاء الذين ستصحبهم وتزاملهم في السنين الاربعة التالية. لقد استطعت التعرف الى هذه الجماعة *الآدرارية، فمع بعض المشاكسات الاولوية والمراوغات، تطورت علاقتك بهم حتى صرتم كالجسد الواحد. وطبعا لن تنسي هذا الذي يلقب ب* الخيف* (الرئيس في الاسبانية). لقد كان مراوغا وماكرا وانانيا فتحول من هذا في نظرك خلال هذه السنين الى شخص مستقيم وذكي وخدوم. لكن ما اكتشفت هذا في لحظة واحدة.
لقد كنا في منافسة شديدة على المنحة التى يقدمها التعاون الاسباني في ٢٠٠٤ (اكتوبر)، وكان علينا ملء الاستمارة في الانترنت، ولهذا يلزم تنزيل برنامج *جافا حتى تستطيع التسجيل في الموقع. ولقد سالت زميلى عن الامر، وكيفية الحصول عليه! فدخل في تنظير *فلسفي غير متوازن وغير منطقي حول الامر! فسكت عنه، وتوليت البحث بوسائلي حتى سجلت في الموقع. بعد اشهر كان هو من اتصل علي ليزف الي خبر التحصل على منحة في الديار الاسبانية.