تخطى الى المحتوى

جدول المحتويات

 

أدخلت يدي في جيبي ورحت أفتش عن "نحاست عشرين" بين ركام الأغراض، لكن عجلات السيارة كان أسرع، لقد تجاوزناه…

 

كانت تنبعث من مسجل السيارة موسيقى إفريقية راقصة كانت تجعل جسم مراهق يجلس قربي يتمايل ويهتز كهاتف في وضعية الاهتزاز!

 

الفتى عن يساري كان مشغولا بتفحص معالم وجهه الذي ينعكس في المرآة المعلقة عن يمين السائق، ربما المرآة أخبرته أنه وسيم!!

 

هذا بائع متجول يصوب بضاعته نحونا؛ رزمة من المناديل الورقية، كم هو رومانسي، فرجال الصحراء لا تنزل دموعهم إلا من "خشية الله"، رغم أن الألم كثير، لكنني لا أتذكر آخر دمعة، أعتقد أن ذلك كان في مساء شتوى بارد من 2006 حينما علمت أنها سترتدي الملحفة السوداء، وأنا لا زلت أصارع من أجل الباكلوريا!

 

قد يقولون إن المناديل ليست للدموع وحدها؟


إنها للزكام ولتجفيف الأصابع بعد وجبة دسمة.. ربما!

 

تلك الوجوه العابرة وراء زجاج السيارات من حولنا تخبئ مئات القصص

 

تلك الأربعينية تمسك مقود سيارتها بقوة، كأنها تشعر بالقلق والخوف، أعتقد أنها مطلقة وتنتظر الزيجة الرابعة بكثير من الرتابة!

 

تلك المرأة تسير وتمسك يد طفلها وتحمل طفلها الرضيع على كاهلها وتضع سلة على رأسها، هل هي سعيدة؟

 

ذلك الرجل يجلس وحيداً في سيارته وشظايا الهموم تتوزع بعدالة على قسماته، أعتقد أنه "غارق في الديون"!

 

وتلك السيارة الفضية مكتظة بلفيف من الشباب، أعتقد أنهم يتجهزون لعرس صديقهم!

 

على الرصيف مثقف يحمل كتابا ويضع نظارات طبية وينتظر "تاكسي".. لقد تعب من قراءة الجرائد ومتابعة البرامج السياسية وتحليل طبيعة الحبل السري الذي يربط بين الدبابة والديمقراطية في موريتانيا، وسيكولوجيا التصفيق و"التلحليح" عند الشعب الموريتاني الأعزل… أظنه يرغب في الرقص والصراخ!!

 

من الجهاز، وأنا بعد لم أزر صديقي العزيز المحيط الأطلسي، علموا أولادكم الرماية وركوب الخيل والسباحة.. ماهو سعر بندقية لكلانشيكوف في السوق السوداء، لا تذهبوا بعيداً لا أفكر في التمرد، فقط أرغب في تحطيم "الإشارات الحمراء" في طرقات الوطن، ما الفائدة من وجودها، ما دام الجميع لا يحترمها!!

 

هنا نواكشوط الشمالي(الحي الإداري)، والساعة منتصف النهار و 46 دقيقة

 

 

الأحدث