تخطى الى المحتوى

"كومبي صالح" عاصمة مملكة غانا تحتضر

جدول المحتويات

 

تقع مدينة "كومبي صالح" على بعد 25 كلم شمالا من مركزها الإداري بوسطيل، و65 كلم جنوب المقاطعة المركزية تمبدغه، ويقدر عدد ساكنتها بحوالي 16 ألف نسمة.

 

يعود تاريخ "كومبي صالح" المدينة إلى القرن الثالث الميلادي عندما سيطرت قبائل الماندية الوثنية على طرق القوافل التجارية بين "كومبي صالح" و"أوداغست" و "تمبكتو وخلال القرن السابع الميلادي برزت إمبراطورية غانة كقوة عظمى مهيمنة في المنطقة متخذة من مدينة كومبي صالح عاصمة لها، ومع حلول القرن الحادي عشر الميلادي وصل عدد سكان المدينة حوالي 30 ألف نسمة مجسدة أكبر مدينة في القارة الإفريقية حينها.

 

يقول سكان البلدية إنها تعاني اليوم مشاكل لا حصر لها في التعليم والصحة وغياب الدولة بمشاريعها التنموية أو اهتمامها بتاريخ يكاد يندثر، فيما يواصل السكان تشبثهم بالبقاء رغم الظروف القاسية التي جعلت المدينة  تئن تحت وطأة جملة من المشاكل الجوهرية التي قد تنسف وجودها كما عصف الإهمال بالكنوز الأثرية التي ورثتها القرية من إمبراطورية غانا.

 

 

دعوة للانتشال من تحت الركام

 

 

ويقول عمدة البلدية، حامد ولد محمد ولد خيي، إن جل المعالم والكنوز الأثرية بالمدينة طمرها النسيان والإهمال، مما ضيع حقبة زمنية بما تحمله من بعد ثقافي وتجاري وسياسي للمدينة "فكومبي صالح كانت عاصمة مملكة غانا ومركز قرارها السياسي ومنها دخل الإسلام جل دول إفريقيا قبل أن تتحول إلى مجرد ركام من الحجارة، وجدران صماء شاهدة على إبداع العمارة آنذاك".

 

وأضاف: "كل هذا الموروث الحضاري جعل ساكنة هذه البلدية يتوجهون إلى السلطات المختصة بالعمل على صيانة ما تبقى من هذا الموروث، وتطوير المدينة لتكون قبلة للسياح، ولتعود إلى سابق عهدها من ازدهار ونمو ويعود إشعاعها الثقافي والحاضر الذي أضاء ذات يوم أغلب الدول المجاورة لنا خاصة وإفريقيا عامة".

 

ويرى العمدة ولد خيي، إن ذلك لن يتأتى إلا بدمجها ضمن المدن الأثرية وتخصيص مهرجان ثقافي سنوي لها ينفض عن المدينة غبار النسيان ويسلط الضوء على كنوزها الأثرية.

 

 

الماء والتعليم والصحة

 

ويشكو سكان المدينة منذ فترة من انعدام شبكة لمياه الشرب، رغم أن السكان طرقوا كل الأبواب كما يقولون، معتبرين أن السلطات الإدارية المحلية كانت في بعض الأحيان تقف عائقا أمام جهود البلدية الذاتية لحل المشكل.

 

ويقول عمدة البلدية إن القرار الأخير بوقف الحفر في خمسة آبار قررت البلدية حفرها على حسابها الخاص وبمساعدة رمزية من أحد المحسنين خير دليل على ذلك مع ان الإدارة لم تقدم أي مبررات مقنعة "لقرارها التعسفي الذي قضى على أحلام مواطنين رأوا في تحرك البلدية الأخير بصيص أمل كانوا دائما يحلمون به لكنهم  صدموا بتوقيف الحفر والذي رسخ من معاناتهم اليومية في السعي وراء الحصول على جرعة ماء تطفئ ظمأ أبنائهم" يضيف العمدة.

 

وتعاني كومبي صالح كالعديد من مدن وقرى الريف الموريتاني مشاكل بالجملة في مجال التعليم يعززها غياب  الرقابة على طاقم التدريس وكذا غياب مبدأ المكافأة والعقوبة من  جهة أخرى.

 

وفي مجال الصحة تقف النقطتين الصحيتين في البلدية عاجزتين عن أداء مهامهما في التخفيف من آلام المرضى وتقديم الاستشارات الصحية للمواطنين، كما تفتقد البلدية مترامية الأطراف لسيارة إسعاف تحمل المرضى من ذوي الوضعيات الخطرة إلى مراكز صحية أكثر تقدما. 

 

ورغم وجود هاتين المنشاتين الصحيتين إلا أن دورهما شبه معدوم لأسباب عديدة يقول العمدة حامد ولد محمد خيي إن من أهمها غياب أبسط التجهيزات الضرورية للكشف عن المرض من جهة وعجز الكادر الطبي – ممرض واحد وقابلة لكل نقطة صحية – عن تأدية مهامهم تارة بحجة غياب التجهيزات الطبية، وتارة بانعدام خبرة هؤلاء الممرضين، مضيفا أن هذه الأمور كلها فرضت على المرضى شد الرحال إلى المستشفيات بجمهورية مالي للاستشفاء فيها "بما يترتب على ذلك من تحمل للأعباء المادية التي غالبا ما يكون المريض عاجزا عن تسديدها".

 

ودعا العمدة ولد محمد خيي الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي وصفه بـ"رئيس الفقراء" إلى التدخل شخصيا لوضع حد لما تعانيه المدنية المنسية، مضيفا أن سكان المدينة يتطلعون إلى ترشحه مجددا لرئاسة الجمهورية للفوز بمأمورية ثانية.

 

الأحدث