جدول المحتويات
وبعد:
فلا شك أنكم على اضطلاع بقضية ابنائنا المحتجزين ظلما منذ أكثر من عقد من الزمن في جحيم غوانتنامو الأمريكي.
ولا شك أنكم على علم أيضا بأنهم دخلوا في إضراب عن الطعام منذ أربعة أشهر، احتجاجا على سوء المعاملة، وتدنيس سجانيهم للقرآن الكريم.
فبانقضاء هذا اليوم الذي نكتب لكم فيه هذه الرسالة تكون قد مرت على مأساة احتجازهم حوالي 12 سنة، ومر على إضرابهم عن الطعام أكثر من مائة وثلاثين يوما متواصلة!!
وقد تحركت لمناصرة ومؤازرة سجناء غوانتنامو بهذه المناسبة العديد من المنظمات ، والهيئات، والجمعيات والجهات الحقوقية، والقانونية في العالم.
بل خرج الشعب الأمريكي في مظاهرات تطالب بإغلاق هذا المعتقل اللعين الذي يمثل وصمة عار في جبين الإنسانية كلها.
السادة الأفاضل في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان:
إننا نناشدكم ،ونستنهض فيكم مبادئ الدين، وقيم العدالة، وحقوق الإنسان، وأواصر الأخوة وروابط المواطنة، للقيام بواجبكم في العمل على وضع حد لمعاناة أبنائنا ومعاناتنا نحن بسبب معاناتهم، بل ومعاناة الإنسانية جمعاءبسبب ظلم الإناسن لأخيه الإنسان في غوانتنامو.
ونذكركم بأننا هنا لا نطالب بإطلاح سراح مجرمين – وإن كان من حق المجرم على دولته ومؤسساتها تقديم الدعم والمساندة القانونية لنيل محاكمة عادلة- بل نطالب بإطلاق سراح مواطنين أبرياء بمقتضى القانون الأمريكي نفسه.
فمحمدو ولد صلاحي قد باعته دولته، وسلمته حكومة بلاده -التي يفترض أن تحميه وتدافع عنه – دون أي سند شرعي أو قانوني أو أخلاقي، وهو المعتقل الوحدي في غوانتنامو الذي سلمته دولته!
وهو الوحيد من بين مواطنينا الذي قدم للمحاكمة في غانتنامو، وإليكم مختصرا لمجريات قضيته:
في اكتوبر 2004 قدم المدعي العسكري العقيد في الجيش الامريكي ستيوارت كوتش استقالته وتخلي عن الادعاء ضد ولد صلاحي احتجاجا على طرق التعذيب التي اتبعت في التحقيق معه.
وفي العام 2005 قدم ثلاثة أعضاء من النيابة العسكرية في غوانتنامو استقالاتهم من الادعاء ضد محمدو احتجاجا على الطريقة التي انتزعت بها المعلومات منه.
وفي سنة 2005 فريق من المحامين الامريكيين يتطوع للدفاع عن محمدو و يتبنون قضيته …
وفي نفس العام قدّم محمدو التماسا إلي المحكمة لطلب الإفراج عنه لكونه محتجزا بصفة غير قانونية , وليس لدى الحكومة أي دليل يثبت إدانته , وعلقت قضيته مثلما علقت كل القضايا من خليج غوانتانامو..
وفي سنة 2006 أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا عن حالة محمدو ولد صلاحي كشفت فيه جانبا من صنوف العذاب الجسدي والنفسي الذي تعرض له طيلة سنوات اعتقاله في الأردن، وأفعانستان، وغوانتنامو، وفضحت المخالفات القانونية والأخلاقية التي ارتكبت في حقه.
وفي عام 2009 قدم العقيد في سلاح الجو الأمريكي موريس ديفد استقالته من منصب المدعي العسكري في قضية محمدو ولد صلاحي احتجاجا على سوء معاملة محمدو، ليكون بذلك خامس مدع عسكري يقدم استقالته للسبب ذاته.
ومما قاله موريس ديفد هذا عن محمدوا : " أتذكر أنه في أوائل 2007 كان لدينا لقاء كبير مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ومكتب التحقيقات الفدرالي،ووزارة الدفاع، ووزارة العدل،وحصلنا على إحاطة من المحققين الذين عملوا على قضية صلاحي ، فكان أن انتهوا منها إلى أن هناك الكثير من الدخان،ولا وجود لأي حريق…إنه لا يمكن ربطه (محمدو) بأي محاولة إرهابية تسببت في ضرر حقيقي"
وفي 2009 وفي الدعوة المدنية رقم : OS – CV – 0569قدمت الحكومـة إثباتاتها , وفي يومي 14 و 15 ديسمبر 2009 حضر صلاحي وقدم شهادته للمحكمة من خلال فيديو مباشر من غوانتانامو..
. وفي 22 مارس 2010 أمرت المحكمة الفدرالية الأمريكية , علي لسان قاضيها السيد جيمس روبرتسون بالإفراج عن محمدو استنادا إلي أن اعتقاله غير قانوني …وختم القاضي حكمه بالعبارات التالية: " إن طلب إطلاق السراح قد قبل…يجب أن يمنح صلاحي حريته"
أما أحمد ولد عبد العزيزالذي تم بيعه للقوات الامريكية بثمن بخس حيث كان يمارس نشاطه التجاري بدولة باكستان، فلم تجد إدارة اغوانتناموا من الادلة ضده ما يرقى إلى مستوى تقديمه للمحاكمة.
السادة الأفاضل في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان:
إن من المهم أن نذكركم بأن قضية هؤلاء الإخوة تدخل في صميم عملكم، وجوهر رسالتكم، بل لا نعلم قضية حقوقية في بلدنا اليوم مثل قضيتهما ، فضلا عن أن تكون أولى منها.
ونحن ندعوكم للقيام بواجبكم في هذه القضية، ونرى أنه مما قد يكون مفيدا في هذا الصدد إرسال ممثلين عن اللجنة لزيارة هؤلاء الإخوة ،و الاتصال بالجهات المعنية هنا وهناك، وشرح قضيتهما للرأي العام ، وتوفير المساعدة القانونية لهما،والعمل على وضع حد للمأساة التي يعيشونها.
والظرف الحالي مناسب لمثل هذا التحرك خاصة في ظل الإضراب المستمر لمعتقلي غوانتنامو عن الطعام منذ أربعة أشهر، والاهتمام الإعلامي المتزايد بالقضية.
وفقنا الله وإياكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أهالي المعتقلين في غوانتنامو:
التراد ولد صلاحي شقيق محمدو ولد صلاحي
لالة بنت عبد العزيز شقيقة أحمد ولد عبد العزيز
انواكشوط 23/06/2013