جدول المحتويات
وأشارت الباحثة إلى أنه في مثل هذا الحقل التاريخي لا توجد أجوبة للأسئلة التي يطرحها مثل هذا اللون الفني كجزء من الثقافة الشعبية المتكيفة مع محيطها وخصوبتها الاجتماعية والثقافية والتاريخية.
فاطمة بنت عبد الوهاب التي كانت ضيفة على ندوة مهرجان ليالي المدح تمادت في إثارة المزيد من الأسئلة بدل الإجابة عليها؛ حيث تساءلت حول الممارسة المديحية ومظاهرها العالمة والشعبية وكذا الرواية والسياقات الثقافية والفاعلون في الحقل المديحي نفسه.
يتجلى الأمر وفق وجهة نظرها في الاهتمام المبالغ فيه بالمؤلفين بدل المنشدين وأساطيرهم المحرضة على مزيد النقاش الذي يحول المسألة المديحية إلى طقوس دينية.
من جهتها أكدت الباحثة مريم بنت بابه أحمد؛ ضيفة الندوة أن المديح هو خصوصية لشريحة لحراطين التي كانت تعيش انتهاكات على أصعدة مختلفة؛ وهو التعبير الفني العذري عن تلك المعانات التي كثيرا ما ارتبطت بطقوس زمانية ومكانية بعينها.
بعد ذلك تجول الميكرفون بين المتدخلين من الجمهور، الذين علقوا في مجملهم على مداخلتي الباحثتين الدكتورة فاطمة بنت عبد الوهاب والدكتورة مريم منت باب أحمد، وقد تركزت مداخلات الجمهور حول تصحيح بعض النقاط الواردة في المداخلتين أو نقدها، خصوصا النقطة المتعلقة بانفراد شريحة لحراطين بالمدح، حيث يخصصون له ليالي الجمعة والمناسبات الدينية عادة. كما أشار بعض المتدخلين إلى أن ذيوع المدح لدى شريحة العبيد السابقين عائد في الأساس إلى أنه المتنفس الوحيد لهم بعد يوم شاق من العمل والكد والخدمة.