جدول المحتويات
وجاء النظم في أربعين بيتا، وتشكل من مقدمة، وعشر قواعد، وخاتمة.
وهذا نص النظم:
الوصايا العشر في آداب النشر
دونك يا من ألِفَ التدوينا *** في "الفيس" ما بينتُه تبيينا
مما له الوزير "عبد القادر" *** أورد من فضائل النوادر
في أدب النشر لدى التدوين *** فالزمه في مروءة ودين
حَدَّ به التدوينَ إذ قد عَرَفَهْ *** كأنه في حدِّه "ابن عَرَفَه"
لا غرو إن أتحف كلَّ سامع *** "بدرر" من فيضه "لوامع"
أو نَثَرَ "الدُّرَّ النظيمَ" الجاري *** في دَفقه كمدد "الأنهار"
"ريّانَ" منْهُ إذ به "يُوشَّى" *** ذا النصُّ أو يُشرحُ أو يُحَشَّى
إن حضر المجلسَ فيه لا يُسِي *** بل إنه زِينةُ كلِّ "مجْلِسِ"
ويَحفَظُ العهودَ للصِّحابِ *** مَهما دنوْا أو منْ وَرَا حِجابِ
أجبتُ إ ذ طلب مني بل أمرْ *** أن أنظم الذي من الدر نثر
والدر قد يزداد حسنا إن نُظِمْ *** والحسنُ لا ينقص إن لم يَنْتَظم
سميته بعشرة الوصايا *** وإنما الأعمال بالنوايا
مقدمة:
فقلت في التمهيد للنظام *** عليكمُ بمنهج الإسلام
فالتزموا في ذا المجال المفترض *** ما سُنَّ أو نُدِبَ أو ما يُفتَرضْ
واجتنبوا ما اللهُ مِنَّا يَحظُرُ *** إن لم نرَ الله فهو يَنظُرُ
فالفيسُ إن نظرتَ ذو حدّين *** فلا تكن في "الفيس" ذا الوجهين
المادة الأولى:
لا تنتهك عِرضا لمسلم ولا *** لغيره نصا ولا تأوُّلا
المادة 2:
وإن نشرتَ نبأً فمَهْلا *** تَبَيَّنْ أن تُصيبَ قوماً جَهْلا
المادة 3:
والاعتذارُ إن بدا منك الخَطَا *** فاجنَحْ إليه ثم أسرع الخُطَى
ولتقبل العذر أتى من قومِ *** ليس على مُعتذِرٍ من لوم
المادة 4:
والحِقْدُ ما يزيدُه انتشارا *** فاحذرهُ لا تكن له نشَّارا
رُبَّ كلام نافذ الأقدار *** يُفضي بمن قد قاله للنار
وهْوَ لدى الكلام لا يبالي *** أعاذنا الله من الوَبالِ
المادة 5:
وإن تدون بُثَّ ما من علم *** يفيد في تراحمٍ وسِلْم
المادة 6:
ولتقبلنْ في القرب أو في النأي *** ما قد بدا من اختلاف الرأي
فالرأي مهما في الأمور يَختلفْ *** تجتمعُ القلوب ثم تأتلفْ
المادة 7:
وصاحبَ الرأي احترم بقدر ما *** تود في الأنداءِ أن تُحترما
لا سيما إن يَختلِفْ في الرأيِ *** مَعْك وما اقتَنَعَ بعد لأيِ
المادة 8:
لا تغضبْ الغضبُ شرُّ عاقِبَه *** مِنْهُ احذرنْ واجتنبنْ عواقِبَه
ومن أسا فلتذكرن مناقبه *** واللهَ في كل الأمور راقِبَه
لا تُثْبِتَنْ جرَّاء حَيْفِ ضَيْفِ *** عاطفةً عابِرَةً كالطيف
قَيَّدتَها في الصُّحْفِ وهْي شاردَهْ *** فيَرِد السوءُ بها موارده
إذ ينجلي الغضب بعد حين *** ويستقر السوءُ بالتدوين
المادة 9:
ولتجعل السعي لخير عُرْفا *** واقتنص الحكمةَ حيث تلُفى
المادة 10:
ساهم بفرض مسلكٍ عدلٍ إذا *** سلكته تكن مثالا يُحْتذى
في "الفيس" مثل سلطة التنظيم *** تُعِيذُ من شيطانه الرجيم
خاتمة أسال الله حسنها:
ربِّ اهدنا لرشدنا والسُّؤدَد *** مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فهُوَ المهتدي
ومن يُضِلَّ مالَه من هادِ *** لسُبُل السؤدد والرشاد
وصلِّ ما في "الفيس" مَرْءٌ أبْحَرا *** وسلِّمنْ على النبِي خيرِ الورى
بجاهه يا ملجأ الأنام *** واختُم لنا بأحسن الختام