تخطى الى المحتوى

ولد حنن: المعارضة بحاجة لحوار داخلي (نص المقابلة)

جدول المحتويات

 

واعتبر ولد حنن أن النظام الموريتاني خلق الكثير من حيثيات الأزمة الاجتماعية التي يعيشها البلد، عبر دفعه بالخطاب الجهوي والقبلي والشرائحي مؤكدا في مقابلة له مع وكالة الأخبار المستقلة أن النظام إن لم يكن مسؤولا بشكل كامل عن الأزمة الاجتماعية فإنه مساهم فيها.

 

 وهذا نص المقابلة:

 

الأخبار:

خرجتم للتو من المؤتمر الثاني للحزب كيف قرأتم الرسالة التي أوصلها المؤتمرون؟

 

صالح ولد حنن:

خلال هذا المؤتمر استطعنا أن نتواصل مع كل منتسبينا من خلال مناديب علهم  حضروا من مختلف مناطق الوطن، ، وطبعا كان لكل من هؤلاء رأيا عن مسار الحزب ومسيرته، ومن الطبيعي أن نأخذ بتلك الآراء.

 

الحزب كغيره من الأحزاب لن يخلو من ملاحظات، ومآخذ مختلفة، وخاصة في الوسط الموريتاني غير المشجع على النشاط السياسي، وهناك سلطة تتخذ كل ما لديها من أساليب للتشويش والتأثر على هذا العمل، وخاصة منه الحزبي، ضف إلى ذلك أن وعي المواطن بأهمية السياسة ما تزال ناقصة، ومع ذلك استمعنا لكل ما لدى من مؤتمرينا من رسائل وسنحاول الاستفادة منها.

 

الأخبار:

تأخر المؤتمر عدة سنوات بما تبررون تأخره؟

 

صالح ولد حنن:

هذا شيء طبيعي، خاصة أن سنوات 2010 – 2011 – 2012 كانت سنوات صعبة سياسيا، من حيث أولويات النضال، كنا مشغولين بنضال الحزب في إطار المنسقية والمنتدى لاحقا، وكان وأثر النضال الحزبي على كل الأحزاب السياسية، كما أثر في أجنداتها الداخلية.

 

ونحن في حاتم؛ الأولويات الوطنية تتقدم على أولوية البناء الداخلي، من هذا المنطلق حرص الحزب على نقاش القضية في دورة المجلس الوطني 2012، وقرر تأخيره ـ بصفة قانونية ـ حتى تستكمل كافة الإجراءات وعملنا بمقتضى ذلك.

 

الأخبار:

شهد الحزب الكثير من الإنسحابات خلال السنوات الماضية ممن  قالوا إن انسحاباتهم نتيجة انحراف الحزب عن توجهاته، هل قومتم مسار الحزب وتوجهاته؟

 

 صالح ولد حنن:

لا أعتقد أن هناك من وصف الحزب بالإنحراف عن مساره وعن التوجهات التي أسس عليها.

 

الواضح أن هنالك سلطة تؤثر على الأحزاب المعارضة تستخدم كافة ما لديها، من أجل التأثير على المعارضين، مستخدمة الإغراء والتأثير، والحزب كغيره من الأحزاب لم ينج من هذه الظاهرة، رغم أن للقضية صلة بطبيعة الترحال المتأصلة في طبيعة المواطنين البدوية ولا يخلو أي حزب من هذا الترحال.

 

لكن ـ للأسف ـ هنالك بعض وسائل الإعلام المرتبطة بالنظام حاولت أن تسلط الضوء على الانسحابات وأغفلت الانتسابات لنا، والتي لا تقل عن الانسحابات التي وقعت.

 

الأخبار:

كيف تصفون الوضع السياسي بموريتانيا؟

 

صالح ولد حنن:

أزمة البلد متعددة الأبعاد؛ هنالك أزمة سياسية، تتفاقم يوما بعد يوم ترافقها أزمة اقتصادية نتيجة الفساد وسوء التسيير ماضيا، فالنظام الحالي لم يستفد من غلاء المواد الأولوية للصادرات، وبالتالي بدأ التأزم بتراجعها.

 

وتبدأ الأزمة الاقتصادية بتقليص الودائع من العملة الصعبة في البنك المركزي، ثم بزيادة الضراءب، وارتفاع رسوم الجمركة، وغلاء الأسعار، وضعف القوة الشرائية للمواطنين، وذلك يرجع على المواطنين بكافة مستوياتهم الإقتصادية.

 

وهنالك أزمة اجتماعية لا تقل خطورة عن ذلك ساهم النظام فيها، إن لم أقل خلق الكثير من حيثياتها، بالدفع بالخطاب الجهوي والقبلي والشرائحي، فهو إن لم ييكن مسؤولا فإنه مساهم فيها، وذلك بترميز بعض دعاة العنصرية.

 

أزمتنا إذن ذات أبعاد متعددة بدأت تشكل خطرا حقيقيا على النسيج الوطني وعلى كينونة الدولة نفسها، وهذا ما عبرنا عنه بوضوح في خطابنا السياسي.

 

الأخبار:

ماهو المخرج من هذه الأزمة؟

 

صالح ولد حنن:

المخرج لا يمكن أن يكون إلا عن طريق الحوار الجدي والمسؤول ببين مختلف أطراف العملية السياسية.

 

الأخبار:

تتهمون في لمنتدى برفض هذا الحوار..

 

 صالح ولد حنن:

الحقيقة أنه حتى ولو قال النظام ذلك فلا يمكن أن تصدقه، ولا يمكن أن يصدقه الشعب الموريتاني، كيف لمعارضة أخرجت من المشهد السياسي بانتخابات أحادية، وتسعى لحل المشاكل أن ترفض الحوار، لكن النظام مرد على الكذب على الشعب الموريتاني، ومرد على إخفاء الحقيقة.

 

الأخبار:

تقول الأغلبية إنكم تضعون ما ينتظر أنه نتائج للحوار كشروط لدخولكم فيه..

 

 صالح ولد حنن:

نفس العبارة كررها النظام 2011/2012، نحن نفصل بين مستويين من الحوار هنالك قضايا جوهرية ينص عليها الدستور والقانون، والرئيس والنظام والحكومة مسؤولون بطبيعة مواقعهم عن إنفاذ القوانين، وهم مسؤولون عن تعطيلها للأسف، ومطالبتنا بتنفيذها ـ وهو من صميم مسؤولية النظام ـ لا يعني استعجال نتائج الحوار، أما قضايا الحوار والقضايا الخلافية فهي من الحوار ولا نستعجلها، الذي نطالب به هو تنفيذ القوانين، وتطبيق الدستور مثل قانون الشفافية والنفاذ إلى الإدارة، ووصول كافة فرقاء المشهد السياسي لوسائل الإعلام الرسمية.

 

الأخبار:

ماهي المعارضة الموريتانية بالنسبة لكم؟ هل هي المنتدى أم المعاهدة أم حزب AGD/MR؟

 

صالح ولد حنن:

المعارضة الموريتانية للأسف مشتتة وغير منظمة للأسف وهذا صحيح، هنالك المنتدى وهو الرئيسي وهنالك قوى لم تدخله، ولها الحق في ذلك، فلكل جهة ولكل حزب، ولكل شخص أن يتخذ الموقف المناسب له، لكن الثقل الحقيقي للمعارضة يتمثل في المنتدى، ثم هنالك المعاهدة، وحزب  AGD/MR الذي لم يدخل أي هذه التكتلات، وهو جزء من المعارضة، وهنالك من المعارضين من لم ينضو تحت أي هذه اليافطات.

 

وهذا لا يعني أن المعارضة غير موجودة، هي موجودة، لكن قد تكون غير منظمة، و ينقصها الكثير من التنسيق، وهي محتاجة لحوار داخلي، فخلافاتها تعطي للنظام فرصة باللعب على الخلافات، ونحن بدورنا سواء في المنتدى أو الأحزاب السياسية نبذل قصارى جهدنا للتخفيف من واقع هذا الاختلاف والتناقض أحيانا بين مكونات المعارضة.

 

الأخبار:

ألا ترون أن المعاضة بحاجة إلى حوار داخلي قبل الحوار مع النظام؟

 

صالح ولد حنن:

 

بالتأكيد هي بحاجة إلى الحوار الداخلي، وهي دائما فيه بين كل أطرافها نتمنى أن توفق في إذابة الإختلافات بينها، لكن الأهم ليست خلافات المعارضة لأنها لا تؤثر على واقع المواطن، وإنما يؤثر فيه ممارسة السلطة الأحادية التي تتولى هذه المسؤولية، أما الخلافات بين المعارضة فلا تأثير لها ـ بشكل مباشر على الأقل ـ على المواطن.

 

 الأخبار:

قلتم في افتتاح المؤتمر إن 60% من الموريتانيين مهددة بواقع الجفاف، ألا ترون أن هذه النسبة مبالغ فيها؟

 

صالح ولد حنن:

بالعكس، تأثير الجفاف على المواطنين  قد يصل لـ 70%، بالنسبة لمن يعرف الخريطة البشرية لموريتانيا،  نحن نعتبر أن هناك ست ولايات أساسا ولايات رعوية، هي الحوضان والعصابة والبراكنة وكيدي ماغه وكوركل، هذه الولايات هي ثقل موريتانيا، وسكانها أساسا يعتمدون على التنمية الرعوية.

 

وإذا ما نفقت هذه الحيوانات فستؤثر بشكل مباشر على أكثر من ستين في المائة، بل قد يصل لسبعين في المائة من المواطني، وحتى ساكنة نواكشوط وانواذيبو سيتأثرون بتضرر الحيوانات، وذلك بغلاء اللحوم والألبان، وبالتالي فسينعكس على كل المواطنين.

 

الأخبار:

الرئيس قام بزيارة استطلاع، والحكومة أعلنت عن برنامج لمساعدة المنمين، لما لا توردون هذه الإيجابيات في خطابكم مقابل ما ذكرتم من سلبيات؟

 

صالح ولد حنن:

باليتها كانت إيجابيات، ويا ليتها كانت زيارة استطلاع، هو كان كرنفال استعراضي أنهك ساكنة البلد على ماهي فيه، دون أن يسهم في أي مرحلة من مراحله في حل المشاكل الحقيقية التي يعانيها المواطنون، ويكفيك أنه في مؤتمره الصحفي الأخير يسخر من الحاويات لأنها تعبر عن العطش دون أن يتخذ أي إجراء لحل هذه المشكلة ناهيك عن أنه لم يتخذ حتى الآن الإجراءات المناسبة، وحتى نصف المناسبة في التعامل مع الجفاف، ومع توفير العلف لمنمي الماشية.

 

الأخبار:

تكثر المعارضة الحديث عن تعديل الدستور، وعن مأمورية ثالثة في حين الرئيس ورئيس الحزب الحاكم يقولان إن الموضوع ليس مطروحا؟

 

صالح ولد حنن:

نحن لا نكثر من هذا الموضوع، أحيانا ترد عليها أسئلة ونرد عليها، وهنا نؤكد أننا في المعارضة نرفض أي مساس بالدستور، وهذا موقف تجمع عليه كل أطياف المعارضة، تعديل الدستور ليس مطروحا، لأن أي تعديل له لا بد أن يكون في إطار توافقي عام واستقرار وذلك غير موجود الآن.

 

 الأخبار:

أين تصنفون حزب حاتم فكريا؟ قومي أو إسلامي؟ مؤتمركم حضره ضيف عن حماس، كما حضره آخر عن حزب الاتحاد والاشتراكية المغربي؟

 

صالح ولد حنن:

نحن نصنف حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني حاتم بأنه حزب وطني بالدرجة الأولى، منفتح على كل الأفكار سواء منها تلك القومية أو الإسلامية، لأن هذا ثابت من ثوابت الأمة وهذا الشعب، وقد أكدنا في وثائقنا المرجعية أن الدين الإسلامي يشكل بالنسبة لنا ـ فوق أنه عقيدة ـ أسلوب ونمط حياة، وبالتالي لا أعتقد أن ذلك يناقضنا انتمائنا القومي للأمة العربية، وعمقنا الإفريقي، ولا نرى أي تناقض بين هذا وذاك، لكن للأسف هناك تجارب سابقة ماتزال حبيسة في تفكير الخمسينات، ونحن  نريد من "حاتم" أن يسمو فوق هذه الخلافات، وفوق هذا الموروث، الذي فعلا لا يشجع على التحرك والنظر إلى الأمام.

 

الأخبار:

شكرا لكم السيد الرئيس.

الأحدث