جدول المحتويات
وصل الرجل الستيني المولود في مدينة النعمة أقصى الشرق الموريتاني إلى المنصب في العام 2008 بعيد الانقلاب الذي قاده الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد عبد العزيز على الرئيس الأسبق سيدي ولد الشيخ عبد الله يوم 06 أغسطس 2008، ومنذ ذلك الحين وهو ممسك بدفة الوزارة الأولى في البلاد.
شكل ولد محمد الأغظف وعلى مدى الأعوام الخمسة الماضية أهم "الثوابت" في الحكومات المتغيرة، وذلك بعد تجربة دبلوماسية عمل خلالها سفيرا لموريتانيا في العاصمة البلجيكية ابروكسل، كما مثلها في الاتحاد الأروبي (2006).
وقبل العمل الدبلوماسي كان ولد محمد الأغظف – الذي يتحدث ثلاث لغات – مسنقا لمشروع "التنمية المندمجة للحوض الشرقي (موريتانيا)"، وهو مشروع أسهم في حفر عدد من الأبار بعدة قرى موريتانية بتمويل من التعاون البلجيكي.
يرتبط الرجل بعلاقات وثيقة مع الأوربيين، أهلته للإشراف على العديد من مشاريعهم في موريتانيا، كما دفعته – حسب وزير الخارجية الموريتاني الأسبق محمد السالك ولد محمد الأمين في كتابه "موريتانيا الأمل الخائب – للدفاع عن مواقف الأوربيين أثناء مفاوضات اتفاقية الصيد بين موريتانيا والاتحاد الأوربي رغم أنه كان حينها سفيرا لموريتانيا في ابروكسل.
هذه العلاقة دفعت الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز للاستنجاد به بعيد انقلاب 2008 لاستغلال هذه العلاقة في تخفيف الحصار الدولي الذي تعرضت له حكومة ما بعد الانقلاب.
المسار الدراسي
حصل ولد محمد الأغظف على الباكلوريا شعبة الرياضيات في العام 1976، من الثانوية الوطنية في انواكشوط، كما حصل على شهادة مهندس معادن من مدرسة المحمدية للمهندسين في المملكة المغربية في العام 1984.
انتقل بعدها ولد محمد الأغظف إلى بلجيكا حيث حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم المطبقة من جامعة تجارية في ابروكسل في العام 1990، وخلال إقامته في الدولة الأوربية حصل على ماستر في التسيير من مدرسة الدراسات التجارية العاليا "سان الويس" ببروكسل (1992)، كما حصل على دبلوم دراسات عليا متخصصة في التسيير (1996).
لم يعرف عن ولد محمد الأغظف نشاط سياسي قبيل توليه قيادة الحكومة، سوى نشاط سياسي محدود تمثل في دعم حزب تكتل القوى الديمقراطية المعارض في رئاسيات 2007، وخلال هذه الفترة ترشح أخوه من الحزب نفسه لمنصب عمدة بلدية بنكو مسقط رأس ولد محمد الأغظف.
اشتهر ولد محمد الأغظف في عدة مناطق من موريتانيا وخصوصا المناطق الشرقية بشركة حفر الآبار التي كان يديرها، والتي ساهمت في إنجاز العديد من المهام التي كان يقوم بها في إطار المشروع الذي تولى الإشراف عليه بتمويل من التعاون البلجيكي.
كما كان لهذه الشركة دورها في نسج ولد محمد الأغظف للعديد من علاقاته، وهي علاقات بقي أغلبها حتى اليوم.
ملفات بارزة في مسيرته
عرفت مسيرة ولد محمد الأغظف في قمرة قيادة الحكومة الموريتانية التعامل مع العديد من الملفات البارزة من أهمها:
– قيادته لأول حكومة وحدة وطنية في تاريخ موريتانيا، وهي الحكومة التي تشكلت بعيد اتفاق داكار في العام 2009، حيث تمكن من تسيير الحكومة المتنافرة، والتي مثلت فيها مختلف الأطراف السياسية الموريتانية طيلة شهرين عرفت البلاد خلالهما انتخابات رئاسية كانت مثار جدل حقيقي بين الفرقاء السياسيين.
– يحسب للرجل حسب عارفين به تعامله الأخلاقي مع "ضيوف مكتبه" سواء من الأغلبية أو المعارضة، وحتى من بسطاء الشاكين من تصرفات قطاعاتهم الحكومية، وإن كانت تجمعات العاطلين عن العمل، والعمال غير الدائمين، والموريتانيين العائدين من ساحل العاج وليبايا، والنقابات الصحفية وأطراف وجهات أخرى عديدة تشكك في جدية التزاماته.
– ومن المحطات البارزة في مسيرته خلال الأعوام الماضية تعامله مع ملف إصابة الرئيس الموريتاني في حادثة اطويله، حيث تولى الإمساك بملف الحكومة طيلة غياب ولد عبد العزيز، وهي فترة تجاوزت 40 يوما.
– أدار ولد محمد الأغظف علاقات الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مع العديد من الأطراف السياسية، على رأسهم قادة أحزاب المعاهدة من أجل التناوب السلمي، حيث تولى التفاوض معهم طيلة الأعوام الماضية، ونجح في إبقاء علاقة الطرفين في الاتجاه الذي يخدمهما خلال أعوام عرفت الكثير من التصعيد المتبادل.
رجل "حظ" الرئيس
يتندر بعد المتابعين لمسيرة الرجل وعلاقته بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بالكثير من القصص عن هذه العلاقة، ويتحدثون عن قدمها حيث بدأت خلال فترة وجودهما في المملكلة المغربية أثناء دراسة ولد محمد الأغظف وتدريب ولد عبد العزيز.
وتوطدت هذه العلاقة خلال عمل ولد محمد الأغظف في المشاريع التنموية الأوربية في موريتانيا، كما كان لولد عبد العزيز دور في اختيار ولد محمد الأغظف سفيرا لموريتانيا في ابروكسل خلال الفترة الانتقالية 2005 – 2007.
لولد محمد الأغظف علاقة خاصة بأسرة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ظهر طرف منها خلال تلهيته للبنت الصغرى للأسرة والمسماة "النجاح" خلال النسخة الثانية من برنامج "لقاء الشعب" المنظمة في قصر المؤتمرات أغسطسط 2011، وهي "التلهية" التي استمرت خلال غياب الفتاة المسؤولة عن رعاية البنت في مهمة للسيدة الأولى في القصر الرمادي الموريتاني.
يتحدث عديدون عن نظرة خاصة يكنها ولد عبد العزيز لحافظ أسراره الحكومية منذ انقلاب 2008، ومن بينها وصفه له بأنه "محظوظ" أو أن له حظ من اسمه العائلي (الأغظف)، ويساعد ولد محمد الأغظف تكتم طاغ على شخصيته، وحرص زائد في البعد عن وسائل الإعلام والتهرب من لقاءاتها.
ويبالغ آخرون فيتحدثون عن دور خفي لضاربة رمل ورامية ودع في سر الاحتفاظ الطويل لولد عبد العزيز بولد محمد الأغظف طيلة هذه الفترات رغم التغييرات السياسية الت عرفتها البلاد.
واليوم يعود ولد محمد الأغظف مكلفا بمهمة تشكيل الحكومة الجديدة، في مهمة كلف بها للمرة الرابعة خلال ست سنوات، حيث كلف بتشكيل حكومة ما بعد انقلاب أغسطس 2008، وكذا حكومة الوحدة الوطنية بتكليف من الرئيس الانتقالي الراحل با امباري، كما كلفه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بتشكيل حكومته الجديدة بعيد انتخابه في 18 يوليو 2009، وأعاد تكليفه اليوم بتشكيل الحكومة الجديدة بعيد انتخابات 2013 التشريعية والبلدية.