جدول المحتويات
هنا اتخذت أسوأ قرار في حياتي عندما قررت صيف عام 2005 العدول عن فكرة الهجرة، واستبدالها بمواصلة الدراسة.
هنا في ضاحية "دار النعيم " النائية حينها عشت أجمل وأصعب أيامي عندما كنت أعيش في حي عشوائي وأكدح من أجل الوصول إلي جامعة نواكشوط والعودة منها في باصات متهالكة.
هنا قاسيت حرارة شمس انواكشوط الحارقة فصل الصيف، وبردَ صباحات شتائه القارس من أجل حضور محاضرة ظنا مني أنها الطريق الأمثل للخروج من مربع الفقر والتشرد.
سبعة عشر عاما من الدراسة، لم تكن تكفي فيما يبدو لإيجاد فرصة عمل في وطن لا يتجاوز عدد سكانه ثلاثة ملايين ونيف وتتجاوز فيه نسبة الأمية حاجز الأربعين بالمائة.
كم هو محزن عندما يطردك الوطن ويرفضك الآخر!!
كم محزن عندما تمضي أكثر من ثلاثين بالمائة من عمرك الافتراضي في دراسة دنيوية ثم تخرج منها بلا دخل دنيوي!!
وكم هو محزن عندما تكتشف أن غياب محيطك عن مناصب نافذة، قد يكون السبب في وضعك المزري!!
وكم هو أكثر حزنا عندما تدرك أنك لست الوحيد في وضعك المزري هذا وأن هناك المئات بل الآلاف من الشباب الذين يواجهون أوضاعا مشابهة دفعوا خلالها ضريبة غياب الوساطة.
يتواصل بإذن الله
نقلا عن صحيفة الأخبار إنفو