تخطى الى المحتوى

إسهامات الشناقطة عبر التاريخ (2)

جدول المحتويات

 

من المعلوم أن حركة الإمام ناصر الدين (11هـ ـ17م) الإصلاحية قد حاولت إقامة دولة إسلامية ببلاد شنقيط،  ومع أن هذه المحاولة باءت بالفشل إلا أنها استطاعت  أن  تحيي روح الجهاد والإستشهاد في المنطقة وإفريقيا.وربطت بين الإسلام ومطالب الجماهير الإفريقية في التغيير اعتمدت أساليب شعبية في الدعوة والعمل السياسي وحملت الإسلام المجاهد لأول مرة إلى هذه المناطق الإفريقية ونقلت الإسلام من إسلام بلاط (الرسمي) إلى إسلام شعوب ، كما يقول المرحوم جمال ولد الحسن.

 

تأثر الأفارقة بحركة الإمام ناصر الدين الإصلاحية واستثمروا تراثها الديني والسياسي والجهادي في سلسلة من الثورات التي اندلعت بدءا من ثورة "بندو" 1690 (حركة التأسيس الإسلامي) وثورة الأئمة في فوتاجالون 1726م وفي فوتاتورو 1776م .

 

يقول الباحث المرحوم جمال ولد الحسن نقلاعن الباحث ان الأمريكي : فيلب كريتن : عن دور حركة الإمام ناصر الدين وأثرها في الجهاد والتاريخ الديني لعموم المنطقة : " إن ظهور هذه السلسلة من الثورات الدينية التي بدأت بالجنوب الموريتاني، واتبعت خطا متصلا في تماسها وتداخلها … يمكن أن يكون ظاهرة مميزة في حدذاته، وقد تكون له انعكاسات كبرى في تأويل التاريخ الديني في غرب إفريقيا".  

 

 

سفراء المحضرة

امتد إشعاع الشناقطة إلى مختلف البلاد العربية والإسلامية وأصبحت كلمة شنقيط مرادفة للعلم والحفظ والمعرفة والموسوعية. وقد تحدثت بعض الأعلام والدعوة والفكر والأدب العربي، عن الشناقطة بإعجاب : مثل الإمام محمد عبده، والشيخ رشيد رضا، وأحمد حسن الزيات، وطه حسين، ومن أبرز سفراء المحظرة :

(العلامة محمد محمود التركزي : العلامة الشهير الذي بهر الناس بعلمه، وحفظه وجرأته التي جلبت له الكثير من المتاعب . استقر بمصر أولا وحاور شيخ المالكية بها الشيخ سليم البشري، وكانت له صلة بالإمام محمد عبده،  كلفه السلطان العثماني عبد المجيد بجمع وفهرسة المخطوطات العربية بإسبانيا . ترجم له الزركلي في كتابه ( الأعلام)  وعمر رضا كحالة في كتابه

      ( معجم المؤلفين 11/313)

ابن الأمين الشنقيطي : (  صاحب الوسيط في تراجم أدباء شنقيط )  زار سوريا ومصر وروسيا وكانت له صلات بالعلامة أحمد تيمور و الخاجنكي والمويلحي.
الشيخ محمد الأمين ولد آب ولد اخطور العلامة الحافظ من أبرزعلماء العالم الإسلامي بالسعودية ــ له تفسير

       (  أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن)  .

محمد محمود التندغي : الذي كان مفتي المالكية بالعراق، استقر بالأردن ، وأصبح ابنه قاضيا ثم سفيرا ووزيرا للمعارف
محمدالأمين ولدفال الخير : حج ثم سافر إلى الهند والبحرين وكانت صلات مع أمير الكويت أحمد الجابر، وشارك في الجهاد ضد الإنكليز.
الشيخ محمدالأمين ولد زين القلقمي الذي زار المغرب ثم المشرق واستقر بتركيا وبها توفي 1969م ، وحتى لا أتهم بالتحيز … أسوق  أمثلة من النساء الشنقيطيات اللائي  شاركن في النهضة الثقافية، وبرزن في مجالات علمية ومعرفية كثيرة، حيث  أحصى  الأستاذ عباس الجراري في كتابه (  ثقافة الصراء ص) 111مجموعة من النساء الشنقيطيات :

زينب النفراوية زوج يوسف بن تاشفين اشتهرت بالعلم والجمال.
خناثة بنت بكار زوج السلطان المغربي ملاي اسماعيل ووالده السلطان ملاي عبد الله، اشتهرب بالعلم والجمال، ذكر العلامة المغربي ( أكنسوس)  أن لها تقييدا بخط يدها على هامش ( الإصابة في تمييز الصحابة)  لابن حجر العسقلاني . وكانت تحاورالعلماء.
صفية بنت المختار كانت عالمة بالنحو والتفسير.
خديجة بنت العاقل : أخت العلامة أحمد ولد العاقل (ت1244هـ)عالمة مشهورة بالتأليف والتدريس، من مؤلفاتها شرح على سلم الأخضري في المنطق، وآخر على عقيدة السنوسي، تخرج على يديها الكثيرمن العلماء منهم أحمد ولد العاقل المختار ولد بونه ( سبويه شنقيط) والإمام عبد القادر كان .
مريم بنت أحمد الخليفة التي بلغت مرتبة القضاء في شنقيط.
خدجة بنب البيضاوي التي كانت تدرس في مراكش .
هند زوج الشيخ ماء العينين، كانت عالمة لها مشاركة …. كذلك حفيدتاه ميمونة وربيعة كانتا شاعرتان وراويتان للأشعار، ولهما حضور علمي بارز …..

        8)  مريم بنت اللا والدة جدة العلامة محمد سالم ولدعدود تحفظ القاموس .

واشتهرت من الشاعرات مريم بنت بلا، ومريم بنت الخال ومريم بنت محمد الطلبة، وعزة (وهي شاعرة شعبية) وقد أخذعنها محمد عالي ولد فتى  أما مريم بنت الماحي فلها شرح الكافية و القائمة تطول …………

من شفراء المحظرة الشنقيطية:  المجيدري  ولد حب الله، سيدي عبد ولد الحاج ابراهيم، والإخوة الجكنيون (محمد العاقب، محدمديسلم، محمد الحبيب) محمد يحي الولاتي، ومحمد يحي سليمة، الأعمش الجكني … وغيرهم ممن  لا يزال سمعهم  يملأ  الزمان.

 يقول الخليل النحوي معلقاعلى سفراء المحظرة : {لقد  أعطى الإسلام بلاد شنقيط نخبة من المؤمنين، كان منهم علماء نذروا حياتهم لنشر الإسلام،  فأسسوا ثغورا ثقافية وجاسوا خلال الديار ينشرون العلم ،  ويرفعون ألوية المعرفة والجهاد فأدوا الرسالة وبلغلوا الأمانة}.

( المنارة 1987  م / 284 )

هكذا كانت صورة الشناقطة في الماضي منارة علم، وإشعاع فكري، ورباط جهادي، في المشارق والمغارب، فهل يعي خلف الشناقطة جهاد السلف ويحملوا الأمانة … ويؤدوا الرسالة … إنه تحدي يحتاج إرادة بشرية واعية  وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .

 

المصادر والمراجع

ابن الأمين الشنقيطي : الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، مكتبة الخانجي ومؤسسة منير ـ القاهرة أ موريتانيا 1989م .

النحوي (الخليل) المنارة والرباط : (شنقيط) م،ع،ت،ث، ع. تونس 1987م

السعد(محمد المختار) شرببه أوأزمة القرن 17في الجزء الجنوبي من موريتانيا ( القبلة)  المعهد الموريتاني للبحث العلمي  ـ انو كشوط  1992م

د: جمال(حسن،أحمد) مظاهر الوعي القومي لدى مثقفي شنقيط في القرنين 18-19م- مجلة المستقبل العربي- مركزدراسات الوحدة العربية ـ العدد 72 ـ 1985م ص 111

جمال(حسن،أحمد)حركة الإمام ناصر الدين ومنزلنها من تاريخ الإسلام في افريقيا. حوليات كلية الآداب ـ جامعة انوكشوط ـ 1 1989م

جمال(حسن،أحمد): الحاج عمر الفوتي وبلاد شنقيط ـ مجلة الضياء ـ دار الضياء للدراسات والنشر ـ موريتانيا العدد ـ 7ـ نوفمبر 1995م

الدي (سيداحمد) شنقيط وإسهامها الثقافي والروحي في المناطق المحيطة بها ـ مجلة التعليم ـ العدد 26 ــ 1995م المعهد التربوي الوطني .

المحبوبي (محمذن ولد أحمدو) : جهود الشناقطة في نشر الإسلام في الغرب الإفريقي خلال القرنين 13ــ 14 هـ مجلة التعليم المعهد التربوي الوطني ــ العدد 28 ــ 1997م .

 

الأحدث