جدول المحتويات
وقد ركز البرنامج الانتخابي للرئيس محمد ولد عبد العزيز على مخاطبة البداة، واعدا إياهم بتحسين ظروفهم، وإطلاق مشاريع كبرى تغير حياتهم في الداخل.
وأولى ولد عبد العزيز اهتماما خاصا للتنمية الريفية بشقيها الحيواني والزراعي، واعدا بإنشاء مصانع للألبان، وأخرى للحوم، ومتعهدا بتصديرها، وهو ما لم يجد النور إلى اليوم.
كما تحدث ولد عبد العزيز خلال مهرجاناته المختلفة عن شبكة الطرق، كل ولاية على حدة.
وبعد تعذر الأرشيف الالكتروني لوعود الرئيس خلال حملة 2009 على موقع الوكالة الموريتانية للأنباء – بسبب إخفاء الفترة ما قبل انتخاب ولد عبد العزيز من أرشيف هذه الوكالة – عادت صحيفة "الأخبار انفو" إلى جميع الأعداد الورقية من جريدة الشعب الحكومة خلال الحملة الانتخابية للرئيس ولد عبد العزيز عام 2009 .
ويرصد هذا التقرير أن نرصد أبرز تلك الوعود التي لم تتحقق استنادا لأرشيف جريدة الشعب الحكومية.
صدق وواقعية
في خطاب له خلال حملته الانتخابية 2009 شن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز هجوما لاذعا على معارضه، متهما إياهم بأنهم يبيعون السراب، مضيفا أن ما يميز حملته (حملة 2009) هو الصدق والصراحة ومطابقة الواقع.
وخاطب ولد عبد العزيز أنصاره حينها قائلا: "أيها الجمهور العزيز،
أقولها لكم صراحة، لن أبيعكم الأوهام ولن أتعهد أمامكم إلا بما سأنجز، وباستطاعتي أن أنجز، لقد انتهى عهد الضحك على الشعب وبيعه الأوهام، لقد انتهى زمن البرامج الانتخابية الزائفة الكاذبة الخداعة، أيها الجمهور العزيز أكررها، ما يميز برنامجي الانتخابي عن غيره هو الصدق".
الماء والكهرباء والسكن للجميع
وقد أطلق الرئيس ولد عبد العزيز بمهرجان التحدي في العاصمة نواكشوط خلال حملته الرئاسية الماضية – وهو المهرجان الأكبر له حينها – أطلق جملة من الوعود في مجال الخدمات الأساسية خصوصا الماء والكهرباء، مضيفا أنه سيباشر فور انتخابه رئيسا للبلاد وضع خطة قابلة للتنفيذ على وجه السرعة من أجل تعميم الماء والكهرباء على جميع أرجاء موريتانيا.
وأضاف: "أتعهد أمامكم بتعميم الماء والكهرباء على الجميع، سيحصل كل منكم على حقوقه كاملة غير منقوصة، ستقسم ثورات البلد بينكم بعدل".
وأكد ولد عبد العزيز أنه سيبادر ببناء إدارة قوية تحترم المواطن وتخدمه دون تمييز أو انتقائية.
وحرص الرئيس ولد عبد العزيز خلال زياراته لكل ولايات الوطن على التأكيد أن "أزمات الماء والكهرباء والخدمات الأساسية" ستعد جزاء من الماضي فور انتخابه رئيسا للبلاد، كما تعهد بكهربة جميع بلديات الوطن، وفق ما أورده العدد: 9216 من جريدة الشعب الحكومية ضمن تغطيتها لمهرجانات المرشح الرئيس.
تصدير الألبان واللحوم
وقد خص الرئيس ولد عبد العزيز سكان الشرق الموريتاني، بمشاريع تنموية في مجال الثروة الحيوانية، وهو ما رفع من آمال السكان في الرفع من قيمة الثروة الأهم في المنطقة الشرقية، لدرجة أن الكثيرين بادروا حينها بالشروع في شراء قطعان جديدة من المواشي التي تعهد الرئيس بأن منتجاته ستصدر قريبا للخراج وستصبح سلعة بالغة الأهمية قبل أن تقضى سنوات الجفاف عليها معظمها بفعل غلاء الأعلاف وإهمال السلطات.
فقد تعهد الرئيس ولد عبد العزيز في خطاب له بتاريخ: 5 يوليو 2009 بإنشاء مصانع للألبان في كل من ولايتي الحوض الشرقي والغربي، وخوصا في مدينتي النعمة والعيون، كما تعهد بتشييد بنى تحتية يستفيد منها المنمون، وبقروض للمنمين بما يضمن دخلا شهريا لسكان الريف، مؤكدا أن تلك المشاريع ستساهم في خلق فائض من الألبان واللحوم يتم تصديره للخارج.
وكان لسكان الجنوب أيضا وعودهم المشابهة، حيث وعد ولد عبد العزيز سكان مدينة كيهيدي بإنشاء مصنع للحوم، وآخر للجلود لم ير أيا منهما النور إلى اليوم.
جسر جوي وشبكة طرق عصرية
كانت الطرق ولا تزال أهم ركيزة في خطابات وبرامج الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وتتحدث الوزارة المعنية عن تضاعف العمل في مجال الطرق وعن إنجازات نوعية، ورغم أن الرئيس ولد عبد العزيز تعهد في خطابات عدة أنه سيحترم عقل الناخب ولن يتعهد بما لا يستطيع إنجازه، إلا أن تعهداته في مجال الطرق كان مبالغا فيها، وشكلت حسب كثيرين تناقضا في خطاباته الدعائية.
فقد تعهد الرئيس ولد عبد العزيز في عدد من خطاباته في نهايته حملته خصوصا في خطاب مهرجان سيلبابي بربط جميع مدن موريتانيا بشبكة طرق راقية، بل ذهب أبعد من ذلك للتعهد بإنشاء جسر جوي مباشر يربط سيلبابي بالعاصمة الفرنسية باريس، على أن تتولى الخطوط الموريتانية تنفيذ المهمة في بداية مأموريته، وهو الجسر الذي لا زال سكان سيلبابي ينتظرونه رغم أن مأمورية الرئيس الأولى تكاد تنتهي دو أن تلوح في الأفق بوادر تنفذ التعهد على أرض الواقع، بل إن سكان سيلبابي باتوا يحلمون فقط بجسر يربطهم بعاصمتهم نواكشوط.
كما صرح ولد عبد العزيز في أحد مهرجاناته الانتخابية بإنشاء طريق يربط الزويرات وسيلبابي.
وبإنشاء شبكة طرق على وجه السرعة تربط سيلبابي وامبود وكيهيدي وولد ينجه، مع الحرص أن يرافقها مد أنابيب المياه وأعمدة الكهرباء على طول الطرق المنجزة. وهو ما لم ير النور إلى اليوم، رغم أن ولد عبد العزيز كان في زيارة لسيلبابي قبل أسابيع.
وتعيش الطرق في موريتانيا حالة غير مسبوقة من الترهل، فأطول طريق وهو "الأمل" وبعض مناطقه لا يتسع لمرور سيارتين، ويعاني من التآكل في مقاطع كثيرة منه.
كما أن الطريق الذي يربط روصو بالعاصمة نواكشوط مترهل هو الآخر.
أما أهم المدن التي لا تزال تعاني من عزلة فهي الزويرات، عاصمة ولاية تيرس الزمور، وعروس كنوز موريتانيا المعدنية، ورغم أنها تمثل مدينة اقتصادية هامة في موريتانيا، وقد تعهد ولد عبد العزيز بربطها بسيلبابي في أقصى الجنوب الشرقي من موريتانيا، فلا يزال طريق الزويرات متعثرا، رغم إنجاز مقاطع متفرقة منه.
كما أن من بين مقاطع هذا الطريق الذي تعهد به ولد عبد العزيز 2009 مقطعا يصل طوله 300 كلم لم يحصل على تمويل سوى نصفه حتى اللحظة، وهو مقطع "افديرك اكصير الطرشان"، ، ولم ينجز من ذلك النصف الذي حصل على تمويل غير 23 كلم تقع في مقطعه الأول، وهو المسافة ما بين افديرك واتواجيل، وقد بدأ إنجاز هذا المقطع قبل عدة سنوات ولا يتجاوز طوله 45 كم ولما يكتمل، رغم أن مقاولته وزعت بين شركتين، إحداهما أنهت عملها والأخرى لا تزال تعمل فيه.
وقد كان شعار محاربة الفساد بارزا في حملة الرئيس، متعهدا أكثر من مرة بالمضي قدما في "محاربة المفسدين"، وفي بناء أكبر سجن في البلاد لاستيعابهم.
وفي مجال الطرق حصلت وكالة أنباء الأخبار المستقلة على معلومات رسمية تؤكد خروق قانونية بارزة، كشفت معطياتها عن صفقات مثيرة في بعض هذه الطرق، منحت عن طريق التراضي من طرف لجنة الصفقات، كما تم منح بعض الصفقات من طرف اللجنة المذكورة بعد التدشين وإعلان بدأ الأعمال.
هذا فضلا عن تفاوت كبيرة في الأسعار، وصل في بعض الأحيان إلى ما يقارب الضعف مع اتحاد الصفة والمسافة.
تضامن مع الصحفي ماموني
في يوم إعلان ترشحه 5 مايو بقصر المؤتمرات بدأ ولد عبد العزيز – حسب العدد 9222 من جريدة الشعب الصادر بتاريخ 6 مايو – تضامنه مع الصحفي ماموني ولد المختار في الحادث الذي تعرض له (الاعتداء عليه في مسيرة لحزب تكتل القوى الديمقراطية) معتبرا أن هذا التصرف يعكس فشل مرتكبيه ويشوه سمعة البلد الذي تصان فيه الحريات قبل أن تنتهي مأموريته الأولى بالفصل التعسفي لماموني ولد المختار كما نص على ذلك حكم قضائي صادر عن محكمة الشغل الموريتانية.
وقد سأل المدير الناشر للأخبار رئيس الجمهورية خلال زيارته مؤخرا لمدينة انواذيبو الساحلية عن وضعية ماموني، وتهرب منها، بل نفى علمه بالموضوع أصلا، ولا يزال الحكم القضائي الذي صدر لماموني معلقا إلى اليوم.
سخاء في الحملة
وتميزت حملة الرئيس ولد عبد العزيز حينها بسخاء منقطع النظير، حيث تبرع للمستشفيات الرئيسية في جميع الولايات بمبلغ عشرة ملايين لكل مستشفى، فيما تبرع بخمسة ملايين أوقية للشباب في أطار وخمسة ملايين لعلاج الأطفال الخدج في انواذيبو وخمسة ملايين لتجكجه، وخمسة ملايين لتطوير التعاونيات النسوية في ألاك.
كما أن تبرعاته طالت المنمين في الولايات الشرقية، حيث قال في إحدى حملاته إنه يتبرع بعدة ملايين من حملته لدعم التنمية الحيوانية.
وقد شهدت السنوات الأولى ممن مأمورية الرئيس ولد عبد العزيز المنصرمة جفافا ماحقا، ضرب المناطق الموريتانية، وقد مكثت الحكومة أكثر من سنة تنكر وجوده، واعتبره ولد عبد العزيز في تصريح له مرة إنه الجفاف في رؤوس المعارضة، ليرجع بعد ذلك ويعترف به، ويطلق حملة لمعالجته.
محاربة الفساد
هذا ولم يخل أي مهرجان من مهرجانات الرئيس ولد عبد العزيز من تعهد بمحاربة الفساد، والمضي قدما في مشواره ذلك، كما تميزت خطاباته بجلد النخب السياسية التي كانت تحكم موريتانيا، وتعهد مرة في خطاب له موجه للشباب الذي دعمه حينها بتجديد الطبقة السياسية.
كما تحدث في خطاب شهير له في انواذيبو بالقضاء على صفقات التراضي لكن تقريرا رسميا للجنة الصفقات أظهر تصاعدها في فترته بشكل كبير، ففي عامي 2008 و2009 لم يتجاوز عددها 6 صفقات في كل عام، لكنها في العام 2010 قفزت إلى 35 صفقة، وفي العام 2011 توقفت عند 15 صفقة بصيغة التراضي.
وحسب معلومات رسمية حصلت عليها الأخبار عن السنوات ما قبل 2012 فقد كشفت محاضر لجنة الصفقات خلال 2009 عن إجراء ست صفقات بالتراضي بلغت قيمتها الإجمالية (3,320,391,147) ثلاث مليارات وثلاثمائة وعشرون مليون أوقية.
أما في العام 2010 فقد وصل عدد صفقات التراضي إلى رقم قياسي مقارنة مع بقية الأعوام حيث قفزت إلى 35 صفقة بقيمة مالية إجمالية ناهزت ست مليارات أوقية (5.957.725.022.84).
وفي العام (2011) وصل عدد صفقات التراضي إلى 15 صفقة، وصلت قيمتها الإجمالية إلى أكثر من ست مليارات ومائة مليون أوقية (6.112.061.218).
وتتعلق أغلب الصفقات الممنوحة بالتراضي بمجال الطرق ـ الذي مثل أحد أهم مرتكزات الحملة الرئاسية لولد عبد العزيز ـ كما منحت منها اثنتان للهندسة العسكرية.
نقلا عن صحيفة "الأخبار إنفو" الأسبوعية