جدول المحتويات
وقال الخبراء في حديث لوكالة الأخبار إن انواكشوط اليوم تعتمد على 114 ميغاوات "افتراضية"، لكنها في الحقيقة لا تستقبل سوى 71 ميغاوات بسبب تراجع إنتاج محطات الكهرباء الموجودة فيها، إضافة لتهالك شبكة الكهرباء المنتشرة في المدينة، وعجزها عن استقبال كميات كبيرة من الطاقة لأن ذلك سيؤدي إلى انفجارها.
وقال الخبراء إن إدارة الشركة متخوفة من أوامر قد تصدر لها بوصل شبكة الترحيل بشبكة انواكشوط، حيث توجد في الترحيل 400 كلم من الشبكة لم يتم وصلها بالشبكة المركزية لانواكشوط حتى الآن، مردفين أن وصل هذه الشبكة سيزيد من تقطعات الكهرباء ويرفع من معاناة السكان.
ارتفاع الاستهلاك

وأكد الخبراء أن الأسابيع الأخيرة من العطلة الصيفية وبداية العام الدراسي كل عام (نهاية سبتمبر وبداية أكتوبر) تشكل موسما لارتفاع الاستهلاك في العاصمة انواكشوط، وأخطر ضغط تواجهه شركة الكهرباء، مشيرين إلى أن يوم 17 أكتوبر العام الماضي عرف أكبر نسبة استهلاك في العاصمة.
وأرجع الخبراء سبب ارتفاع الاستهلاك والضغط على الشبكة إلى استمرار ارتفاع درجات الحرارة مع عودة السكان إلى العاصمة انواكشوط للتحضير للسنة الدراسية، مشددين على أن حاجة انواكشوط خلال هذه الفترة ترتفع إلى 90 ميغاوات بشكل مستمر.
ذروة الأزمة الأخيرة
مصادر في شركة الكهرباء قالت للأخبار إن الانقطاعات المستمرة للكهرباء خلال نهاية الشهر الماضي وبداية الشهر الجاري كانت بسبب حريق في محطة عرفات، وذلك أثناء أعمال صيانة كانت تقوم بها شركة "سوجيم" التابعة لمنظمة استثمار نهر السنغال كل سنة، وكان مفترضا أن تقطع الكهرباء عن المحطة أثناء الصيانة وهو ما لم يتم.

وأضاف المصدر أن الحريق أدى إلى إصابة العامل الذي كان يقوم به (كاميروني الجنسية) بحروق من الدرجة الثالثة وقد نقل إلى فرنسا لتلقي العلاج.
وأشار المصدر إلى أن أزمة الانقطاعات الكهربائية بدأت تدريجيا منذ شهر رمضان، حيث تعطل المولد الرابع – من سبع مولدات كهربائية في إحدى محطتي عرفات – أمام المحطة الثانية فلا يعمل فيها سوى مولدين من أصل ست مولدات، مشيرا إلى رفض إدارة الشركة إصلاح هذه المولدات بسبب انتهاء عمرها الافتراضي وتهالكها، وتعويلا منها على انطلاقة المحطة الجديدة للغاز.
وأكد المصدر أن هذه المولدات تم تشغيلها منذ العام 1988 في حين أن عمرها الافتراضي لا يتجاوز 15 سنة، وقد اقتربت من مضاعفة عمرها الافتراضي.
إنتاج 71 ميغاوات
الخبراء الذي تحدثوا للأخبار أكدوا أن انواكشوط اليوم تعتمد على كمية من الطاقة لا تتجاوز 71 ميغاوات، في حين أن التقارير الرسمية تؤكد حصولها على 114 ميغاوات، وذلك بسبب اعتماد هذه التقارير على الأصل دون معرفة تفاصيل الأوضاع الحقيقية، والأعطاب الفنية التي تعرضت لها محطات انواكشوط.
وقال الخبراء إن انواكشوط عرفت تسجيل تراجع كبير في مجمل المحطات الكهربائية الموجودة فيها، فمحطة "الورف" مثلا كانت من المفترض أن تنتج 33 ميغاوات في حين أن إنتاجها الفعلي لا يتجاوز 28، أما محطة عرفات (1) فإنتاجها المفترض هو 25 ميغاوات، في حين أن إنتاجها الفعلي لا يتجاوز 8 ميغاوات بفعل تعطل 4 مولدات من مولداتها 6.
أما محطة عرفات (2) فإنتاجها المفترض هو 10 ميغاوات، أما إنتاجها الفعلي فلا يتجاوز 4 ميغاوات، وذلك بسبب تهالك مولداتها وانتهاء عمرها الافتراضي، وتعطل 4 مولدات من أصل 7 مولدات موجودة فيها.
أما محطة الطاقة الشمسية شمالي انواكشوط، فإنتاجها المفترض هو 15 ميغاوات، في حين أن إنتاجها الفعلي لا يتجاوز 10 ميغاوات.
والمحطة الأخيرة هي محطة "ماننتالي" ويصل إنتاجها المفترض إلى 30 ميغاوات، في حين لا يتجاوز إنتاجها الفعلي 21 ميغاوات، وذلك بسبب توجيه البقية إلى محطة ضخ المياه في روصو، في حين يتم احتسابها في التقارير ضمن كميات الكهرباء الموجهة للعاصمة انواكشوط.
ورأى أن من الأخطاء التي وقعت فيها السلطات الرسمية المسؤولة عن هذا المجال ربطها للماء بالكهرباء، حيث ينقطع الماء عن العاصمة انواكشوط مع كل خلل تتعرض له شبكة الكهرباء، معتبرين أن الواقع يفرض توفير مولدات خاصة بشبكة المياه وعدم ربطها بشبكة الكهرباء.
توزيع الانقطاعات
وأكد الخبراء الذي تحدثوا للأخبار أن تعطل المولدات الكهربائية في انواكشوط، وارتفاع الطلب، ومركزة كل الشبكات الكهربائية في محطة عرفات بالعاصمة انواكشوط، إضافة لتهالك شبكة الكهرباء الموجودة في انواكشوط، وعدم خضوعها للمعايير الدولية سيفرض على الشركة اللجوء لتوزيع الانقطاعات بين أحياء انواكشوط في انتظار إقامة شبكة جديدة للكهرباء لن تنتهي أشغالها قبل 2017.
ورأى الخبراء أن انتهاء الأشغال في محطة الغاز سيوفر للعاصمة انواكشوط حاجتها من الكهرباء لكن تهالك الشبكة لن يسمح باستخدام هذه الطاقة لأن الشبكة لن تتحملها، مشيرين إلى لجوء السلطات لمناقصة من أجل إقامة شبكة جديدة، وقد فازت بها شركة مغربية، لكن إقامتها ستأخذ قرابة عامين على الأقل.
وأكد الخبراء أن الشركة اعتمدت الآن سياسية توزيع الانقطاعات الكهربائية بين أحياء العاصمة انواكشوط، مضيفين أن هذه الانقطاعات ستتركز أكثر في مقاطعات الرياض وعرفات، وتوجنين، ودار النعيم، مرجعا ذلك إلى ارتباط هذه المقاطعات بشبكة واحدة، وإمكانية قطع الكهرباء عنها بإدارة زر واحد، في حين أن المقاطعات الأخرى يحتاج قطع الكهرباء عنها لجهد أكبر.
وأكد الخبراء توقف أي أشغال للصيانة في محطات انواكشوط بسبب تهالكها وامتناع السلطات المسؤولة عن الملف عن إنفاق أموال جديدة في محطات انتهى عمرها الافتراضي منذ فترة طويلة، خصوصا مع اقتراب انتهاء أشغال محطة الغاز المنتظر بداية العام المقبل.
|
تفاصيل الإنتاج الفعلي للطاقة في انواكشوط |
|||
|
المحطة |
الإنتاج الفعلي |
الإنتاج المفترض |
السبب |
|
محطة الورف |
28 |
33 |
|
|
محطة عرفات 1 |
8 |
25 |
تعطل 4 من المولدات 6 |
|
محطة عرفات 2 |
4 |
10 |
تهالك المولدات بفعل انتهاء عمرها الافتراضي |
|
محطة الطاقة الشمسية |
10 |
15 |
|
|
محطة مانناتالي |
21 |
30 |
توجيه البقية إلى محطة ضخ المياه في روصو |
|
المجموع: |
71 |
114 |
|