جدول المحتويات
وقالت بنت الخالص في تصريحات للأخبار على هامش مشاركة المعهد الذي تديره في مهرجان المدن القديمة في ولاته إن مشاركة المعهد في مهرجان المدن القديمة كل عام تهدف لعرض أعمال المعهد والأدوار التي يقوم بها، وتوضيحها لملاك المكتبات الخاصة وللجمهور، معتبرة أن المعهد يوفر فرصة لحفظ المخطوطات بشكل ملائم، ورقمنتها لتكون في خدمة الباحثين والدراسين.

واعتبرت بنت الخالص أن الطريقة التي يتم بها التعامل مع المخطوطات الآن من طرف أصحاب المكتبات الخاصة تعرضها للتلف والضياع، سواء طريقة النقل، أو طريقة التداول والعرض، معتبرة أن العادات والتقاليد تعرض الكثير من المخطوطات للضياع، حيث يمتنع أصحابها عن السماح للمعهد بحفظها ورقمنتها، ويحتفظون بها في مخازن خاصة تعرضها للتلف والضياع.

وأكدت بنت الخالص أن المعهد الموريتاني للبحث العلمي هو المؤسسة العمومية الوحيدة المعنية بجمع التراث الموريتاني وحفظه، مضيفة أن كل المخطوطات يجب أن تكون محفوظة في خزائن هذه المؤسسة، لأن وجودها خارجها يعرضها للتلف، ويبقيها في الظلام بعيدا عن مجال الاستفادة منها، على الرغم من قيمتها، وجودة المواضيع التي تتناولها.
وتحدثت بنت الخالص عن ضرورة إيجاد صيغة للتعريف بهذه المخطوطات، من أجل حفظها وإخراجها من الظلام الذي توجد فيه، مردفة: "هذه المخطوطات لم توجد لتبقى حبيسة الصناديق حتى تتناثر، وإنما وجدت ليستفيد منها الباحثون والدارسون وكل أفراد المجتمع بل كل البشرية".

وأشارت إلى أن طواقم المعهد تعمل جاهدة من أجل إقناع أصحاب المكتبات بقيمة هذه المخطوطات، وأنها تمثل موروثا وطنيا وإنسانيا، ولا ينبغي أن تباع، بل لا يمكن تقديرها بأي ثمن، معتبرة أن الطريقة التي يتم بها نقل هذه المخطوطات وتداولها تشكل خطرا حقيقيا عليها.
كنوز معرضة للضياع
وحسب المسح الذي قام به مشروع التراث العام 2003، فإن موريتانيا لديها 43 ألف مخطوط، توجد في عشرات المكتبات التي شملها المسح، لكن العدد الحقيقي أكبر من هذا بكثير، لأن العديد من المكتبات المعروفة ظلت خارج هذا المسح بسبب رفض ملاكها السماح لطواقم المشروع بإحصاء مكتباتهم.
وتقدم مديرة المعهد الموريتاني للبحث العلمي في حديثها للأخبار نموذجا لذلك بمدينة تيشيت التي أظهر الإحصاء وجود حوالي 3600 مخطوط فيها، لكن الإحصاء لم يشمل سوى 9 مكتبات من أصل 17 مكتبة موجودة في المدينة، بينما بقيت 8 مكتبات خارج إطار الإحصاء.
فهارس للمخطوطات
وتحدثت بنت الخالص للأخبارعن إطلاق المعهد لمشروع طموح يشمل فهرسة المخطوطات الموريتانية، وقد اعتمد المعهد في هذه السلسة على المسح الذي قام به "مشروع التراث العام 2003" وقد أدخلنا تحسينات على عمله وبدأنا طباعة هذه السلسلة، وقد صدرت في هذا الإطار فهارس لمخطوطات مكتبات تيشيت في طبعتها النهائية، كما صدرت الطبعة التجريبية لسلسة فهارس مخطوطات مكتبات ولاته

وأشارت بنت الخالص إلى أن التحدي الثاني يتمثل في فهرسة المخطوطات المتبقية والمنتشرة في البلاد، وانتشالها من التلف والضياع الذي تتعرض له بفعل الحفظ السيء والنقل والتداول، مؤكدة أن المعهد يعتمد الآن في أعماله على جهد وطني خالص، وينفق على الحفظ والرقمنة من ميزانيته الخاصة.
وأكدت أن عملية الحفظ والصيانة والرقمنة شاقة ومكلفة ماديا، لذا من المستحيل أن يقوم بها أصحاب المكتبات بأنفسهم، ولذا على أصحاب المكتبات التعاون مع المعهد من أجل حفظ مخطوطاتهم وحماية التراث الوطني من الضياع، مضيفة أن تجربة المعهد في مجال حفظ المخطوطات ورقمنتها أثبتت نجاحها، حيث حفظت الأصول في أماكن مناسبة وآمنة، وأتاحت النسخ المرقمنة للاستفادة والتداول والنقل.
http://www.youtube.com/watch?v=xZYxRH3Pw-E